قبرص
جزيرة بمساحة 9250 كيلو متر مربع، يقطنها أكثر من 855 ألف نسمة، ينطقون باللغة التركية واليونانية والإنجليزية، والديانة الأكثر انتشارًا بينهم المسيحية، ثم المسلمة، على الرغم من أنّها ديانتان مختلفتان، إلا أن سكان الجزيرة متسامحون مع بعضهم البعض، فكل منهم يتقبل الآخر كما هو، ويتبادل معه مشاعر المحبة والاحترام الكبيرين.[١]
موقع قبرص وأهميته
تقع قبرص في البحر المتوسط بالمنطقة المقابلة لكل من تركيا واليونان، تبعت في القدم الجزيرة للسيادة البريطانية فترة طويلة، حتى نالت استقلالها عام 1960 ميلاديًا، اختلف الأتراك واليونان على حكم الجزيرة، حتى اتفقتا عام 1983 ميلاديًا، على تقسيم الجزيرة لقسمين؛ القسم الشمالي تابع لتركيا، والقسم الجنوبي تابع لليونان، وما يميز قبرص توسطها بين قارات العالم القديم( آسيا، أوروبا، وأفريقيا) بالتحديد إلى الشمال الغربي من آسيا والجنوب الشرقي من أوروبا، وهذا ما جعل منها جزيرة نشطة اقتصاديًا وسياحيًا، لأن معظم السفن المحملة بالبضائع بين القارات تمر بها، وقد اتخذ منها رواد السفن عبر التاريخ المكان المناسب لاستراحتهم بعض الوقت، بعد مسافة طويلة قطعوها دون أن تواجههم أي قطعة يابسة، وهذا ما لفت نظر الغزاة إليها عبر التاريخ، فاحتلها الرومان وتركوا بها أجمل الآثار، بالإضافة إلى الفنيقيين والعثمانيين، والصليبيين، واستخدمها الانتداب البريطاني في بداية القرن العشرين كقاعدة عسكرية من أجل تخزين الأدوات الحربية والقتالية، لاستخدامهم في الحروب ضد بلاد الشام، وفي العصر الحديث استخدمتها إسرائيل كحلقة وصل وقاعدة عسكرية في الحروب التي خاضتها على كل من لبنان ومصر.[١]
العثمانيون وقبرص
أثارت جزيرة قبرص مطامع العثمانيين، لأنها حلقة وصل بين السعودية وتركيا، وحلقة وصل بين تركيا والشرق الأوسط، فلطالما هددت هذه الجزيرة حياة الحجاج والمعتمرين الأتراك المسافرين عبر العبارات البحرية إلى مكة المكرمة، وشكلت تهديد ضد القوافل التجارية المتجهة من بلاد الأناضول إلى دول أوروبا، والشرق الأوسط، لذا بذلت قصارى جهدها للاستيلاء عليها حتى عام 1974 ميلادي، إذ تمكّنت من السيطرة عليها، واختلفت عليها فيما بعد مع اليونان وقسموها كما ذكرنا سابقًا.[١]
مناخ قبرص
يسود على جزيرة قبرص مناخ البحر الأبيض المتوسط، المناخ الحار صيفًا، والمعتدل شتاءً، تسقط عليها الأمطار المتفرقة ما بين شهر كانون الثاني إلى مارس، لتسود الأجواء الربيعية المعتدلة في شهر مارس، وتترواح معدلات درجة حرارتها في فصل الصيف ما بين العشرين لخمس وأربعين درجة مئوية، وتتراوح شتاءً ما بين خمس عشرة ليلًا لعشرين درجة مئوية نهارًا، وبسبب هذا المناخ المعتدل أصبحت قبرص الواجهة للعديد من السياح في فصل الشتاء، وبدايات الربيع[٢]، وبسبب انتشار الأودية المائية والأنهار والجداول، بين أرجاء الجزيرة، اعتمد السكان بالدرجة الأولى على حرفة الزراعة، وصدرت الجزيرة المنتجات الزراعية إلى معظم دول العالم، أهمها: العنب، ونشطت الصناعة الحديثة والتقليدية في أرجاء الجزيرة وتطورت عبر العصور، أهمها؛ مصانع صناعة المنسوجات مثل: السجاد والملابس ذات الجودة العالمية، وتشتهر قبرص بصناعة أنواع الجبن المختلفة ذات الجودة العالمية المنافسة بالأسواق أهمها: الجبنة الحلوم، بسبب طبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل أيضًا شكلت السياحة إحدى الركائز الاقتصادية المهمة للجزيرة، ومن الجدير بالذكر أن العملة الرسمية المتبادلة بها هي اليورو الأوروبي.[٣]
السياحة في قبرص
تتوزع بين أرجاء الجزيرة العديد من الأماكن السياحية، التي تمزج ما بين المناطق الأثرية المتنوعة بسبب توالي عدد من الثقافات والحضارات على الجزيرة عبر التاريخ، والمناطق الطبيعية بسبب انتشار المياه داخل الجزيرة، وإطلالتها على البحر المتوسط، وأبرز أماكنها ومعالمها السياحية ممثلة بما يأتي:[٤]
- مدينة بافوس: تضم عددًا كبيرًا من الأماكن السياحية، يتمثل أبرزها بما يأتي:[٤]
- شاطئ حجر روما: تتوزع بين أروقته مجموعة من الآثار الرومانية، ليتمكن السائح من الاستمتاع ببمارسة رياضة السباحة والتقاط أجمل الصور بين تلك الآثار.
- مقابر الملوك: تابعت الحكومات التي توالت على قبرص منذ القرن الثالث عشر إلى الآن، المحافظة على هذه المقابر التي دفن بها، كبار شخصيات الدولة في القدم والعائلات الملكية التي كانت تحكمها في العصور الوسطى، وتمتاز المقابر بجمال تصميم وتقسيم ممراتها الداخلية.
- خليج كورال: يتميز بشكله الجميل، بسبب وجود ممر عبور مائي ضخم متصل بأحد واجاهاته، ويستطيع السائح من خلال التجول به الاستمتاع بالجلوس على الشاطئ، واصطياد الأسماك، ويوفر للزوار عدد من السفن والقوارب من أجل أخذ جولة داخل الساحل، كما يوفر مناطق مخصصة لممارسة الغوص تحت الماء برفقة أمهر الغواصين على الإطلاق.
- قلعة بافوس: قلعة رومانية شيدت منذ العصور الوسطى، تتسم بجمال موقعها في منتصف البحر، إلى جانب جمال تقسيمات غرفها الداخلية وممراتها، يمكن التقاط أجمل الصور للمدينة عن سطحها المرتفع، والتقاط الصور التذكارية على الجسر الحجري الذي يصل الزوار إليها عن طريقه.
- مدينة نيقوسيا: العاصمة والقلب النابض لقبرص، يتوزع عليها عدد من الأماكن السياحية أبرزها متمثلة بما يأتي:[٥]
- متحف دير كيكوس: يتميز بجمال زخارف جدرانه الداخلية، كما يضم عددًا كبيرًا من التحف والقطع الأثرية، والأدوات والمعدات اليومية والحربية التي تعبر عن حضارة وثقافة الجزيرة منذ العام 600 من الميلاد إلى الوقت الحالي.
- بوابة كيرينيا التاريخية: في ظل الانتداب البريطاني كانت أحد الأبواب التي يدخل عن طريقها الزوار إلى المدينة، المسورة بسور ضخم، لكن بعد تعرض المدينة للحروب المختلفة انهدم السور وبقت البوابة محافظة على شكلها كما هو.
- مدينة ليماسول: من أجمل المدن القبرصية على الإطلاق، تضم عددًا من الأماكن والمعالم السياحية، يتمثل أبرزها بما يأتي:[٦]
- الحديقة المائية فاسوري ووترمانيا: مدينة ألعاب مائية، تضم أكبر بركة اصطناعية على مستوى أوروبا وأفريقيا، كما تضم مجموعة من المتزحلقات الضخمة ذات الألوان الجذابة.
- آثار أماثوس: مجموعة آثار رومانية تعود إلى القرون الوسطى، تتسم بانتشار عدد كبير من الأعمدة الرخامية، والمدرجات الحجرية.
- قلعة ليماسول: تعود إلى القرون الوسطى، حافظت على جمالها الذي شُيّدت عليه منذ القدم إلى العصر الحالي، تطل القلعة على حديقة مشجرة مزودة بعدد من المقاعد الخشبية المطلة على أحد الشوارع الرئيسية للمدينة.
المراجع
- ^ أ ب ت "المشكلة القبرصية.. تفاعلات الجغرافيا والتاريخ"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "مناخ قبرص"، المعيشة وشراء العقارات والقيا بمشروعات تجارية قبرص، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "اقتصاد قبرص و تطورات العملة بها"، المرسال، 24-2-2018، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "السياحة في بافوس"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في نيقوسيا"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 24-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في ليماسول قبرص" 24-5-2019، رحلاتك.