مدينة بيرغن
تقع مدينة بيرغن في الناحية الجنوبية الغربية من النرويج، وتحديدًا على ساحل بحر الشمال وعلى شبه جزيرة بيرغن شالفوين، ومن هنا اشتق اسمها، وتشكّل جزءًا حيويًا من مقاطعة هوردا لاند، وتتكون من عدة أحياء؛ هي: آرنا، أرستاد، آسان، بيرغن هوز، فانا، فلينغسد، آلين، لاكسفاغ، ووارتريبيغدا، وقد نالت شهرة واسعة في الزمن الماضي لأنها كانت عاصمة البلاد في القرن الثالث عشر الميلادي من ناحية، ومركزًا تجاريًا وميناءً هامًا في الدول الإسكندنافية ودول شمالي قارة أوروبا من ناحية أخرى لا سيما وأن مياه موانئها لا تتجمد شتاءً بخلاف غيرها من الموانئ المجاورة، وتعرف بيرغن بأسماء كثيرة منها مدينة الجبال السبعة، لأنها محاطة بسبعة جبال، وبوابة المضائق النرويجية بسبب وجود المضائق البحرية فيها، ومدينة المطر الدائم بفضل مناخها المميز، وبحسب المصادر التاريخية فقد كانت مدينة بيرغن مجرد معبر تجاري بين بحر الشمال ومدن أوروبا، وبحلول عام 1070م ازدهرت الحركة العمرانية فيها، فبنيت الأديرة والكنائس وصار بيرغن عاصمة النرويج بدل تروندهايم في عهد الملك أولاف كيرا، وظلت مكانتها التجارية رغم ما حل بها من حرائق ومرض الطاعون الأسود، وإبان الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في عام 1940م سيطرت القوات النازية على المدينة وعاثت بها فسادًا كبيرًا لا سيما وأن قوات التحالف كانت تستهدف سفن الأسطول الألماني في مينائها، وأما اليوم فتصنف على أنها مركز عالمي للزراعة والشحن البخري والصناعات النفطية البحرية، فعلا شأنها وذاع صيتها باعتبارها مركزًا وطنيًا للتعليم العالي والسياحة والأنشطة المالية، مع التأكيد على أنها فقدت جزءًا من الأضواء على حساب العاصمة أوسلو، وسنتحدث في هذا المقال حول المساحة والسكان على عجل، مع سرد مفصل حول طبيعة قطاع السياحة في المدينة، وما هي أبرز المعالم السياحية التي جعلتها وجهة هامة للوفود المحلية والأجنبية.[١][٢]
السياحة في بيرغن
يعدّ قطاع السياحة واحدًا من أبرز القطاعات التي تنعش اقتصاد المدينة ككل، بفضل ما تدره عائداتها الضخمة من أموال وعملات صعبة على الدخل القومي، ويمكن القول إن فنادق المدينة تعجّ بالنزلاء المحليين والدوليين طوال العالم، مما يعني أنها وجهة سياحية بارزة، ناهيك عن كونها مركزًا للمؤتمرات والعاصمة الإقليمية غير الرسمي غربي النرويج، وعلاوة على ذلك فقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكوعلى لائحة مواقع التراث العالمي، ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل إنها تستند على مكانة البلاد تاريخيًّا، وتدل على احتضانها بالضرورة العديد من المعالم المميزة بل المنفردة، والتي تشكل لبنة أساسية في قطاع السياحة وجذب الوافدين من جميع أنحاء العالم، ومن أبرز معالم الجذب السياحي في بيرغن ما يأتي:[٣][١][٤][٢][٥][٦]
- جبل اولريكن: هو الجبل الأعلى بين سللة الجبال المحيطة بالمدينة، يترفع 634 مترًا عن سطح البحر، يمكن الصعود إلى قمته للاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة من علو في رحلة شيقة وممتعة، مع إمكانية استخدام الترام الجوي الذي ينظم رحلة صعود إلى قمة الجبل كل نصف ساعة.
- سكك حديد فلويبانين: عبارة عن سكة حديد معلقة تأخذ السائح إلى رحلة جبلية هادئة بعيدًا عن صخب المدينة، وهي رحلة ممتعة في أحضان الجمال الذي يبعث الراحة والسكينة في النفس البشرية حيث الهواء النقي، والطبيعة التي تحيط بالمكان من كل الجهات.
- حوض الأسماك: يقع في مركز المدينة، وهو الحوض الأكبر في القارة الأوروبية قاطبة، يحتضن أسماكًا متنوعة تجذب الكثير من السياح على مدار اليوم.
- ميناء مدينة بيرغن: يعدّ من أشهر معالم المدينة وأكثر الوجهات السياحية ارتيادًا، يضم بحيرات مميزة، وقلعة بيرغنهاس التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وتحكي للزوار حكايات تاريخية من خلال المقتنيات المميزة في المتحف التابع لها، ويمكن للسائح في ميناء بيرغن ركوب طائرة الهيلوكبتر، والاستمتاع بفرص تسوق فريدة في مراكز تستقطب ما يزيد عن 5 ملايين متسوق سنوي، وتجدر الإشارة إلى وجود ساحة السوق في الناحية الجنوبية الشرقية من الميناء وينصح بزيارتها صباحًا للحصول على وجبة سمك طازجة من الصيادين المحليين.
- حديقة بيرغن النباتية: تضم العديد من النباتات الطبيعية في مشهد خلاب يحبس الأنفاس، لا سيما في ظل وجود البحيرات المائية التي تضفي على المكانة حيوية وجمالًا، وتشهد الحديقة إقامة معارض فنية وحفلات موسيقي وعروض الطائرات أيضًا.
- منطقة الهانزية التاريخية: يعدها البعض متحفًا مفتوحًا أمام الزوار، تحكي عن حياة التجار الألمان القدماء الذين سكنوا منطقة الميناء إبان القرن الثامن عشر الميلادي، ويقدم عروضًا مميزة من الأسلحة والمعدات المختلفة، وقد أدرجتها الجهات المختصة على لائحة التراث الثقافي العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو سنة 1979 لأنها تضم مبانٍ تاريخية قديمة، وعليه فإنها فرصة جلية لالتقاط صور تذكارية لا تنسى.
- مهرجان بيرغن الدولي: يبدأ في نهاية شهر آيار مايو حتى مطلع حزيران/ يونيو من كل عام، ويستمر أسبوعين يقدم خلالهما عروضًا موسيقية ومسرحية، وحفلات رقص باليه، وحفلات شعبية.
مساحة بيرغن
تتربع مدينة بيرغن النرويجية على مساحة جغرافية تقدر بنحو 465 كيلو متر مربع، وقد بلغ سكان منطقة بيرغن الكبرى حسب تعداد عام 2013 قرابة 400.760 نسمة منهم ما يزيد عن 3 آلاف مهاجرين أجانب من بلاد العراق والصومال، وعليه فإن المدينة تحتل المرتبة الثانية بعد العاصمة النرويجية أوسلو من حيث الكثافة السكانية والاكتظاظ، ويعتمدون في اقتصادهم على تصدير سمك القد المجفف؛ إذ نعدّ مدينة بيرغن مركزًا عالميًّا لعلوم الأحياء المائية، ناهيك عن ثروة الذهب الأسود الذي اكتشف في سبيعينات القرن الماضي.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "بيرغن"، الجزيرة، 24-3-2015، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
- ^ أ ب "المعالم السياحية في مدينة بيرغن النرويجية"، كل العرب، 5-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
- ↑ محمد سبرطلي (5-4-2014)، "بيرغن مدينة “الجبال السبعة” وسط الجزر"، الخليج الاقتصادي، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
- ↑ رباب فاروق، "أفضل ما يمكنك القيام به في مدينة بيرغن النرويجية"، موسوعة المسافر، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
- ↑ "المعالم السياحية في مدينة بيرغن النرويجية"، المرسال، 29-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
- ↑ ماغي شما (30-12-2016)، "جولة قصيرة في "بيرغن""، مجلة سيدتي، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.