أين تقع ديار بكر

موقع ديار بكر

تقع محافظة ديار بكر في الناحية الجنوبية الشرقية من جمهورية تركيا، وتحديدًا على شفاف نهر دجلة، وتصنف إداريًا ضمن إقليم الأناضول الجنوبي الشرقي، وأما جغرافيًا فهي جزء من الجزيرة الفراتية ذات الأرض الخصبة والمياة الوفيرة بفضل مرور نهر دجلة والفرات وفروعهما وروافدهما من المدينة، ومما لا شك فيه أن الموقع الجغرافي يؤثر على المناخ بالدرجة الأولى، فالمناخ يتنوع ما بين المتوسطي والقاري، فصيفها حار جاف، وشتاؤها بارد ماطر، فيما تكتسي بحلّتها البيضاء سنويًا خلال الفترة الممتدة بين شهري كانون الأول ديسمبر حتى آذار مارس.[١]

أطلق اليونانيون على المدينة اسم أميدا إبان فترة حكمهم إياها، وبقي اسمها كذلك خلال حقبة الإمبراطورية الرومانية، فيما ذكرت المصادر التاريخية أسماء أخرى للمدينة كارا وسط نسبة إلى لون جدارها الداكن، وقلعة الأسود تمجيدًا لانتصاراتها العسكرية على هجمات العدو، وأما اسمها الحالي ديار بكر فهو مشتق من اسم قبيلة بكر العربية التي سكنتها في القرن السابع الميلادي.[٢]

وتجدر الإشارة إلى تحصينات المدينة بسور بازلتي أسود طوله 5.5 كيلومتر، وهو الأكبر بعد سور الصين العظيم على مستوى العالم، بالإضافة إلى بواباتها الأربع.[٣]


تاريخ ديار بكر

أظهرت الحفريات الأثرية في المدينة أن تاريخ أول استيطان بشري يعود إلى ما يزيد عن 10.000 سنة، وأن أول حضارة تركت آثارًا واضحة فيها هي حضارة الحوريين الذين اتخذهوها عاصمًة عسكريًة وتجاريًة لهم، وقد تعاقبت عليها حضارات عديدة منها السومرية، الميدية، الحثية، الآسورية، الأرمنية، السلوقية وغيرها، كما خضعت لسيطرة الرومان سنة 66 قبل الميلاد، ولسيطرة الفرس سنة 359 للميلاد، وبحلول عام 639 سيطر عليها الأمويون، وفي عام 1071 للميلاد وقعت معركة ملاذ كرت الحاكمة، فبسط الأتراك السلاجقة نفوذهم على المدينة، ثم جاء من بعد الأراثة، فالأيوبيين الذين استقروا فيها لمدة قرن من الزمان، تلاهم المغول ثم التركمان، ومن الأحداث الهامة التي ينبغي التنويه لها احتدام المنافسة بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية خلال القرن السادس عشر الميلادي بسبب وقوعها على نقطة تماس مع الدولة الصفوية، وأخيرًا فقد أصبحت عاصمة لكبرى الولايات ذات الأغلبية الكردية في تركيا إبان ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.[١]


السياحة في ديار بكر

تحتضن مدينة ديار بكر التركية العديد من المعالم الهامة التي تستحق الزيارة، ومن أبرزها ما يأتي:

  • المسجد الكبير Diyarbakır Ulu Camii: هو مسجد تاريخي هام يعود تاريخه إلى عهد الأتراك السلاجقة، بني سنة 638 من البازلت الأسود والحجري الجيري الأبيض، وهو بذلك أحد أقدم المساجد على مستوى تركيا قاطبًة، يقع على بواية ماردين، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 5 آلاف مصلٍّ، فيما ينقسم إلى 4 وجهات كل واحدة منها مختصة بتدريس مذهب فقهي معين، وتجدر الإشارة إلى تعرض المسجد لحريق وزلزال مدمر، مما يعني أن شكله الحالي ليس هو شكله الأصلي، كما تجدر الإشارة إلى وجود فناء في المسجد يعود تاريخه إلى عصر الإمبراطورية الرومانية.
  • المنارة ذات الأربعة أعمدة Dört Ayaklı Minare: عبارة عن معلم أثرية هام ورمز من رموز المدينة، بناها قاسم خان قرب مسجد الشيخ مختار Şeyh Mattar Camii، وقد شاعت أسطورة قديمة أن الذي يمرر بين الأعمدة سبع مرات تتحقق أمانيه.
  • كنيسة ديار بكر diyarbakir church: هي كنيسة أرمنية أرثوذكسية تبلغ مساحتها الكلية 3.200 متر مربع، خضعت لأعمال ترميم وصيانة، ثم فتحت أبوابها سنة 2011 كوجهة سياحية خاصة لمحبي التقاط الصور التذكارية، ناهيك عن كونها بالأصل معلمًا دينيًا مسيحيًا فهي تضم مدرسة، ومكانًا للصلاة وأماكن خاصة بسكن الرهبان والكهنة، علمًا يأنها لم تعد مكانًا للاستقرار منذ ما يزيد عن 4 قرون.
  • جسر دجلة Dicle Köprüsü: يعرف بين السكان المحليين باسم جسر العشرة أقواس، أما اسمه الأبرز فهو جسر دجلة نسبة إلى موقعه الاستراتيجي على نهر دجلة، ومن أسمائه أيضًا جسر سيلفنا لأنه يقع على طريق سيلفان، بني سنة 1065 من الحجر البركاني الأسود، وقد بلغ طوله آنذاك 178 مترًا أي ما يعادل 584 قدمًا، وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الجسر ساحرة للغابة بفضل المروج الخضراء اليانعة التي تحيط بمياه النهر الرقراقة ليبدو المشهد لوحًة فنيًة مرسومة بإتقان، وعادًة ما يروق للزوار تناول الأطعمة التقليدية في المطاعم القريبة من المكان والتقاط الصور التذكارية التي لا تنسى، علمًا بأن المدينة تشتهر بلحم الضأن مع التبول المصنوعة محليًا فيمتزح الطابع العربي مع الطابع التركي في الأطعمة المقدمة هناك، ناهيك عن وجبات الكباب المشوي، ولحم الماغز والغنم المزين بالكاجو والفستق والجوز أو ما يعرف بعين الجمل، هذا بالإضافة إلى وجبة السماق والبرغل.[١]
  • الاحتفالات والمهرجانات: يقوم أكراد المدينة بمهرجانات مميزة سنويًا تلقى إعجاب آلاف السياح المحليين والوافدين من الدول الأخرى، ومن أشهرها احتفالات النيروز في الحادي والعشرين من آذار مارس في غرة فصل الربيع، وهو احتفال مميز يجري في الهواء الطلق، ويتخلله العروض الموسيقية والرقصات الشعبية التقليدية، وإعداد الأطعمة اللذيذة بما يحكي عن الثقافة المحلية للسكان، هذا بالإضافة إلى كرنفال مراد، وهو من أقدم المهرجانات في المدينة، يتخلله نشاطات عديدة منها سباق الخيول، حلقات الرقص، وغير ذلك.
  • متحف ديار بكر: هو متحف أثري أنشئ سنة 1934، يحتضن العديد من آثار الحضارات التي مرّت على المدينة بما فيها الدولة الساسانية أو الفارسية، الرومانية، وغيرها.
  • منزل چاهيت ترنجي: يعود إلى حقبة الدولة العثمانية، ويعد نموذجًا معماريًا مميزًا على الهندسة آنذاك، علمًا بأنه كان لأحد أعيان العثمانيين قديمًا، فيما حولته الجهات المختصة إلى متحف في الوقت الحالي.
  • قصر ضيافة ديار بكر: يقع وسط المدينة، ويتميز بارتفاعه عن سطح الأرض بما يوفر للزائر إطلالة بانورامية من علو على كل ما يحيط به.
  • حدائق هيفسل الثقافية: هي حدائق ترفيهية تحيط بالمدينة القديمة، تتميز بموقعها الاستراتيجي على جرف حوض نهر دجلة.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "ديار بكر"، الجزيرة، 25-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
  2. "ديار بكر مدينة اللغات والحضارات"، العرب، 2-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
  3. آيات طاهر (24-6-2016)، "اجمل المعالم السياحية في مدينة ديار بكر"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.
  4. "معلومات عن مدينة ديار بكر تركيا… جولة حول مدينة ديار بكر التركيه"، المرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :