مدينة بشكيك
تقع مدينة بشكيك في الجهة الشمالية من جمهورية قيرغيزستان، وتحديدًا في منطقة تشوي، وهي عاصمة الجمهورية، وترتفع عن سطح البحر قرابة الألف مترًا، وتحيط بها الجبال الشاهقة من جميع الجهات، منها سلسلة جبال ألاتو وسلسلة جبال تيان شان التي ترتفع 4.855 مترًا عن سطح الأرض، حصلت على الاستقلال سنة 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وفيما يتعلق بطبيعتها الجغرافية فهي مميزةً جدًا كونها تعج بالمساحات الخضراء والمنتزهات والحدائق، ناهيك عن طبيعتها الحضارية كونها لا زالت محتفظةً بملامحها السوفيتية سابقًا، وعليه يصنفها كثيرون كواحدة من أفضل مدن العيش في آسيا الوسطى، وتجدر الإشارة إلى أن أول استيطان في المدينة يعود إلى القرن السادس الميلادي، فيما تأسست سنة 1878م كقلعة روسية، وعرفت باسم فرونزية إبان الفترة الممتدة بين عامي 1926-1991م تيمّنًا باسم القائد العسكري البلشفي ميخائيل فرونزيه، وأما اسمها حاليًا بشكيك فهو مأخوذ من الممخضة أي الوعاء الذي يختمر فيه لبن الخيل فيصير الشراب الوطني كوميس.[١][٢]
بلغ عدد سكان مدينة بشكيك حسب تعداد عام 2005 حوالي 900 ألف نسمة، فيما أفادت إحصائية عام 2014 زيادة العدد عن مليون نسمة، منهم 70% من المسلمين، ومجموع السكان موزع على مساحة المدينة الجغرافية البالغة 127 ألف كيلو متر مربع، لتكون المدينة بذلك هي الأكبر في جمهورية قيرغيزستان، وتجدر الإشارة إلى وجود أعراق مختلفة من السكان، إذ يوجد الروس، والأوزبك، وأقليات من التتر والإيغور والأوكران والكزخ.[١][٢]
السياحة في بشكيك
تزخر مدينة بشكيك بالعديد من المعالم السياحية والأثرية التي تشكل اللبنة الأساسية في قطاع السياحة، وعليه تجذب الوافدين والسياح من جميع أنحاء العالم، ومن أبرز هذه المعالم ما يأتي:[٣][٤]
- ميدان علاء تو: عبارة عن ساحة واسعة يعود تاريخها إلى سنة 1985م، فقد أنشئت في الذكرى الستين لاستقلال جمهورية قرغيزستان عن الاتحاد السوفيتي أو روسيا الاتحادية اليوم، وتضم الساحة عددًا من المقاعد للاستراحة، ونوافير مياه تضفي حيويةً على المكان، بالإضافة إلى تمثال ماناس الذي شُيّد بمناسبة مرور 20 عامًا على الاستقلال، ويشهد الميدان معظم الاحتفالات الوطنية والمهرجانات الترفيهية في البلاد.
- ساحة السنديان: سميت بهذا الاسم نسبةً إلى شجر السنديان المزروع فيها منذ عام 1890 على يد طلاب المدرسة الزراعية آنذاك، وتعدّ الساحة بمثابة متنزه حقيقي لا سيما في فصل الصيف، إذ يؤمها السكان المحليّون والسياح للاستمتاع بجلساتها الهادئة، ويذكر أن الساحة تقسم لقسمين، أحدهما عبارة عن حديقة في وسطها نافورة تعرف باسم الطاسات الاثنتي عشرة، وتتميز بكونها مسلةً تاريخيةً أو نصبًا تذكاريًا لإحياء ذكرى جنود الجيش الأحمر الروسي الذين لقوا حتفهم في الحروب الوطنية، وثانيهما عبارة عن مركز ثقافي يضم آثارًا ومباني حضاريةً وتاريخية، بالإضافة إلى مسرح دراما ومعارض فنية وكنيسة قديمة.
- الحديقة النباتية الوطنية: تأسست سنة 1938م، وهي جزء من أكاديمية العلوم الوطنية، تتربع على مساحة 124 هكتارًا، يُسمح بزيارة 36% من مساحتها الكلية فقط، وتُصنف الحديقة النباتية الفضلى من ناحية التنوع وثراء الطبيعية في دولة وسط آسيا ودولة الاتحاد السوفيتي، تحتوي على ما يزيد عن 2.500 نوع من الأشجار والشجيرات، وحوالي 3.500 زهرة، وما يزيد عن 8 آلاف شجرة فواكه، ناهيك عن وجود 4 معامل تستخدم لأغراض البحث العلمي، وتجدر الإشارة إلى أن الوقت الأمثل لزيارتها في فصل الربيع، إذ تكون الأوراق خضراء يانعة، والروائح فواحةً عطرة، بينما يظلم المكان في فصل الخريف فيتحول كل شيء إلى لوحة فنية من الزمن الغابر.
- المتحف التاريخي الوطني: يرجع تاريخ بنائه لسنة 1927م، ويعدّ المتحف الأهم كونه يضم آثارًا فريدةً تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي منها السجاد، والمنسوجات، والجداريات، وشواهد القبور وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن مبنى المتحف كان مقرًا رئيسيًا لجهاز المخابرات آنذاك، أما الآن فالطابق الأول منه بمثابة قاعة عرض للتراث القومي الخاص بجمهورية قيرغيزستان، وأما الطابق الثاني فيختص بعرض بقايا الحقبة الشيوعية، ويوجد في المتحف طابقًا سفليًا أو أرضيًا لا يسمح بزيارته إلا مقابل دفع مزيد من الرسوم المالية، فهو يضم الكثير من المقتنيات الذهبية والفضية التي لا تقدر بثمن.
- ميدان النصر: عبارة عن ساحة واسعة يقع في منتصفها نصب تذكاري يخلد ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، رغم أن نيران الحرب لم تصل قيرغيزستان وقتذاك، إلا أن الحكومة السوفيتية أحبت تخليد الحادثة من خلال مسلة تذكارية على شكل خيمة تحمي شمال البلاد.
- سوق أوش: مما لا شك فيه أن التسوق واحدًا من الأمور التي يهتم بها السائح، ويعدّ سوق أوس أحد أهم مراكز التسوق في المدينة، وعليه فإن الحركة التجارية فيه هي الأكثر نشاطًا بين أسواق كثيرة في العالم، ويقدم السوق كل ما يهم الزائز من مستلزمات شخصية أو غذائية بما فيها الخضار، والفواكه، والملابس، والأجهزة الكهربائية، وكرات الجبن، والتمر، وغير ذلك.
- صالون نيسا الثقافي: عبارة عن معرض فني يقدم عروضًا دوريةً لفنانين محليين، يستمر العرض الواحد ما بين 6-8 أسابيع، ثم يتغير محتواه إلى عروض أخرى خاصةً بفنانين آخرين، وتجدر الإشارة إلى أن المبنى بالأساس بُني ليكون شارع كاتدرائية نيكولاس.
مناخ مدينة بشكيك
يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط القاري في أجواء المدينة مدة 322 يومًا في السنة، ويصل متوسط هطول الأمطار فيها حوالي 440 ملم، وأما متوسط درجة الحرارة فتصل لـ 3 ْ في شهر كانون الثاني يناير ويكون الشتاء ثلجيًا مليئًا بالضباب، فيما ترتفع درجة الحرارة لتصل 31 ْخلال شهر تموز يوليو، مما يعني أن صيف المدينة حار وجاف تتخلله الرياح والعواصف الرعدية والترابية أحيانًا.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "بشكيك"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019.
- ^ أ ب ت محمد سامح (21-11-2014)، "بيشكيك bishkek عاصمة قيرغيزستات على وادي نهر تشوي"، مكرونة دوت نت، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019.
- ↑ " أهم الاماكن السياحية في بشكيك عاصمة قرغيزستان بلاد الجمال والجبال"، المرتحل، 13-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2019.
- ↑ أسماء عبدالقادر (5-11-2017)، "الاماكن السياحية في بيشكيك العاصمة القرغيزستانية"، دليل قرغيزستان السياحي، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2019.