أين تقع مدينة القدس

أين تقع مدينة القدس
أين تقع مدينة القدس

موقع مدينة القُدس

تُعدّ القُدس عاصمة دولة فلسطين المحتلّة، تقع على بعد 30 كيلومتر عن نهر الأردن، إذ تعد المدينة الأكبر من حيث المساحة والسكّان بالنسبة لدولة فلسطين منذ قديم الزمان، إذ تشير إحصاءات التعداد السكّاني لعام 2012 ميلاديًا بأن العدد السكّاني لمدينة القُدس بلغ 933.113 نسمة تقريبًا، وتمتد القدس لما يفوق 125 ألف كيلومتر مربع من مساحة دولة فلسطين الإجمالية، وتقع تحديدًا في الأجزاء الشرقية من البحر الأبيض المتوسّط، إذ تتربّع فوق إحدى هضاب سلسلة جبال الخليل، والجدير بالذكر أن القُدس تحتوي على عددٍ من الجبال، ومن أشهرها: جبل الزيتون أو المعرف باسم جبل الطّور، وجبل المشارف، وجبل صهيون ، والمُكبّر وغيرها، وترتفع القدس عن مستوى البحر حوالي 750 مترًا، أما بالنسبة لارتفاعها عن مستوى البحر الميت فتصل لحوالي 1150 مترًا تقريبًا، وتحد القدس مدن فلسطينية وهي مدينتا بيت جالا وبيت لحم من الجهة الجنوبية، وأبو ديس ومستوطنة معاليه أدوميم من الجهة الشرقية، ومڤاسرت صهيون من الجهة الغربية، ورام الله ومستوطنة كفعات زئيف من الجهة الشمالية.[١]


المكانة الدينية للقدس

للبلدة القديمة في القدس مكانية دينية عظيمة عند سكّان المنطقة والمسلمين جميعًا؛ فهي أرض الأنبياء وموطن الرسالات، وتعد عند المسلمين بوابة السماء الّتي عرج منها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، وتحتوي القدس على المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الّتي تُشدّ إليه الرحال لآداء فريضة الصلاة، وهي أرض مقدّسة ومباركة وما حولها أيضًا مبارك،[٢] وكما جاء القرآن الكريم في سورة [الإسراء:1] (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،[٣] أما بالنسبة للديانة المسيحية، فتعد القدس أرض دعوة المسيح الّتي كانت شاهدة على معجزاته، وفيها تآمر عليه الأعداء، وكما يعتقدون أن الأرض شهدت بعثته إلى الحياة من جديد واحتضنت جسده عندما دُفن، كما توجد فيها كنيسة القيامة الّتي تقع فوق القبر المقدّس الّذي يعتقدون أن المسيح دُفن فيه.[٢]


تاريخ مدينة القدس

تأسست مدينة القدس عام 3000 عامًا قبل الميلاد على يد اليبوسيين، وهم فرع من قبيلة الكنعاني، إذ استمر حكمهم للمدينة حوالي 1325 عامًا حتى عام 1675 قبل الميلاد لتدخل المدينة بعدها تحت سيطرة الهكسوس لمدة 164 عامًا، إذ شهدت المدينة في عام 1656 قبل الميلاد، بعثة سيدنا يعقوب عليه السلام، وجاء بعد حكم الهكسوس حكم الفراعنة الّذي امتد إلى 200 عام تقريبًا، وبحلول عام 1004 قبل الميلاد دخل نبي الله داوود عليه السلام إلى فلسطين، وأسس مملكة للحقّ والعدل ورثها من بعده نبي الله سليمان عليه السلام الّذي توفّي عام 923 قبل الميلاد، الأمر الّذي أدّى إلى انقسام الممالك إلى إسرائيل في شمال المدينة، واستمرت لحوالي 202 عامًا حتى سقطت على يد الأشوريين بحلول عام 721 قبل الميلاد ويهوذا في الجنوب، وبقيت القدس تحت سيطرتها، إذ استمرّت 337 عامًا ثم سقطت على يد البابليين.[٤]

تناوب على حكم القدس بعد ذلك كل من الفرس حوالي 184 عامًا، واليونانيين حوالي 188 عامًا، والمكابيون وهم ملوك يهود حصلوا على نوع من الحكم الذاتي تحت السلطة اليونانية لحوالي 117 عامًا، ثم أتوا الرومان الّذين أنهوا كل أشكال اليهود في المدينة عند انخمادهم لثورة اليهود عام 135 ميلاديًا، وبحلول عام 326 ميلاديًا أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، وجاءت الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين إلى فلسطين وبنت كنيسة القيامة، وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى شرقية وغربية عام 395 ميلاديًا أصبحت القدس تحت الحكم البيزنطي عام 619 ميلاديًا، وكانت رحلة الإسراء والمعراج إذ أسري بالنبي صلى الله عليه وسلّم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى السلام، لتدخل بعدها القدس تحت الحكم الإسلامي مع الفتح العمري عام 636 ميلاديًا، إذ أصبحت تنعم بالطمأنينة تحت هذا الحكم حتى الاحتلال الصليبي عام 1099 ميلاديًا الّذي استمر إلى 88 عامًا حتى 1187 ميلاديًا، حين حرر المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي المدينة، ونعمت القدس بعدها بالحكم الإسلامي حتى 1967، حين أحكم الاحتلال الصهيوني قبضته على فلسطين، وسلبت القدس القديمة بكل مقدّساتها الإسلامية والمسيحية.[٤]


أبواب القدس

تمتلك القدس سبعة أبواب، وهي:[٥]

  • باب العمود: يعدّ من أشهر الأبواب، يقع في منتصف الحائط الشمالي لمدينة القدس، يعود تاريخه إلى عهد السلطان سليمان القانوني لعثماني، يعلو هذا الباب قوس مستدير قائم بين برجين، والجدير بالذكر أن هذا الباب أقيم فوق أنقاض باب يعود إلى العهد الصليبي، كما يسمّى أيضًا باب دمشق لأنه كان مخرج القوافل من القدس إلى دمشق.
  • باب الساهرة: يقع إلى الجانب الشمالي من سور القدس، وعلى بعد نصف كيلومتر شرقي من باب العمود، إذ يعد بابًا بسيط البناء ضمن برج مربّع، يرجع إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويعرف أيضًا باسم باب هيرودوتس.
  • باب الأسباط: يقع في الحائط الشرقي، إذ يشبه كثيرًا من ناحية البناء باب الساهرة، ويعود تاريخ بناؤه إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويسمّى أيضًا بباب القدّيس إسطيفان، وبالباب الأسود، لوجود تمثالين لأسدين على جانبي مدخله.
  • باب المغاربة: يقع في الحائط الحنوبي لسور القدس، وهو عبارة عن قوس قائم ضمن برج مربّع، يعد هذا الباب أصغر أبواب القدس.
  • باب النبي داوود: أنشئ هذا الباب في عهد السلطان سليمان القانوني، ويعد أكبر ويسمى بباب صهيون.
  • باب الخليل: يقع في الحائط الغربي، كما يسمّى أيضًا بباب يافا.
  • باب الحديد: يقع في الجانب الشمالي للسور على مسافة كيلومتر غربي باب العمود، افتتح هذا الباب عام 1898 ميلاديًا إبّان زيارة الإمبراطور الألماني غليوم الثاني للقدس.


المراجع

  1. "Jerusalem", encyclopedia, Retrieved 8-8-2019. Edited.
  2. ^ أ ب وزارة الإعلام الفلسطينية (2015)، معالم مدينة القدس، صفحة 6. بتصرّف.
  3. سورة الإسراء، آية: 1.
  4. ^ أ ب وزارة الإعلام الفلسطينية (2015)، معالم مدينة القدس، صفحة 8. بتصرّف.
  5. وزارة الإعلام الفلسطينية (2015)، معالم مدينة القدس، صفحة 12 - 15. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :