أين تقع سيبيريا على الخريطة

موقع سيبيريا

سيبيريا هي الجزء الشمال الشرق والشرقي من روسيا، وتمتد أراضي سيبيريا من المحيط الهادئ في الشرق إلى جبال الأورال غربًا، ومن حدود دولة كازاخستان والصين ومنغوليا جنوبًا حتى المحيط المتجمد شمالًا، وهي تمثل ما يقارب 77% من مساحة روسيا؛ أي حوالي 13.1 مليون كلم مربع وهي أكبر من مساحة قارة أوروبا، وتمثل 27% من سكان روسيا؛ أي ما يقارب 39 مليون نسمة، وتعد المنطقة من أشد الأماكن برودة على سطح الأرض؛ إذ تتساقط الثلوج على أراضي سيبيريا طوال العام، وكانت في السابق تُعد منفى للروس، وهي موطن المغول الأصلي حيث ولد جنكيز خان في منطقة السكاو في سيبيريا وليس في منغوليا كما يعتقد الأغلب، كما تُعد المنطقة ذات أهمية أثرية؛ إذ إن أغلب جثث ما قبل التاريخ والتي تعود للعصر الجليدي محفوظة في الثلج والجليد في أراضي سيبيريا.[١][٢]

جاء اسم سيبيريا في اللغة العربية من الصبر، والاسم أخذ أكثر من تفسير في علم التاريخ؛ وجد سبب التسمية بسبب نوع أزهار تنمو في سيبيريا وهي زهرة سيبيريانتشيك، وفي تفسير آخر سميت سيبيريا من الاسم الروسي أنت الأول وأنت الرئيسي، وجاءت الكلمة من شعوب الشيبير الذين سكنوا المنطقة أول مرة، وفي تفسير آخر يقول أن كلمية سيبير هي كلمة مغولية بمعنى أكنس؛ إذ تهب في سيبيريا رياح شديدة على الغابات تكنس كل شيء أمامها، وبعض المصادر تنسب التسمية للقبائل التركية بمعنى الأرض النائمة، وبعضها قال أن اسم القبائل الأولى التي سكنت المنطقة هي سيبير وعلى اسمهم أطلق اسم سيبيريا.[١][٢]


الديانات في سيبيريا

تتنوع الديانات في سيبيريا، ويسكنها نسبة كبيرة من المسيحيين الأرثوذكس، وفيها قرابة 5 ملايين مسلم من قبائل التتار، والقوقاز، والألتاي والكازاخ، وفيها قرابة 70 ألف يهودي، ومجموعة من البوذيين، وكان الإسلام أول الديانات التي انتشرت في سيبيريا، وأسست أول جالية إسلامية فيها من الدعاة القادمين من سمرقند وبخارى وأواسط آسيا، وبدأ نشر الإسلام بين قبائل الأسكيمو، وقد حفظت أسماء بعض الدعاة الأوائل في الإدارة الدينية لإقليم سيبيريا الروسي، وقد عُثر على الكثير من الآثار الإسلامية القديمة كالمساجد وغيرها في سهول سيبيريا الغربية، خاصة في منطقة شبه جزيرة كومتشا وجزيرة بيكال.[١]


تضاريس سيبيريا ومناخها

تغلب الصحاري المتجمدة على أغلب الأراضي السبيرية، وتُعد سيبيريا من أكبر الصحاري المتجمدة في العالم، ويمتاز المناخ فيها بالتوندري؛ أي شبه القطبي في شمالها، ومناخ متوسط في وسطها وجنوبها، ومناخ قاري في الأراضي الغربية منها، وهي منطقة شديدة البرودة في الشتاء خاصةً في شمالها وشرقها وتصل درجات الحرارة في بعض مناطقها إلى حوالي 50 درجة مئوية تحت الصفر، وفي الصيف يغلب عليها الجو المعتدل في جنوبها وغربها، والبارد في شمالها وشرقها، وتقسم تضاريسها الجغرافية لما يلي:[٣]

  • السهل السيبيري الغربي: وتبلغ مساحته حوالي 3 ملايين كلم مربع، وتمتاز سطوحه بالتموج، وارتفاعه قليل نسبيًا ويتراوح ما بين 150-300 متر فوق سطح البحر.
  • الهضاب المرتفعة المتجددة: تمتد مساحتها لحوالي 3 ملايين كلم مربع أيضًا، ويبلغ ارتفاعها ما بين 500-700 متر فوق سطح البحر، وأعلى قممها تصل لحوالي 1700 متر، وتتكون أغلب أراضيها من صخور بركانية وقاعدية، وفي شمالها يقع السهل السيبيري المنخفض المُطل على المحيط القطبي الشمالي.
  • الجبال السيبيرية الجنوبية: وتبلغ مساحتها قرابة 1.5 مليون كلم مربع، وارتفاعها يتراوح ما بين 200-2500 متر فوق سطح البحر، ويوجد فيها قمة يصل ارتفاعها لحوالي 4566 مترًا، ومن أبرز جبال المنطقة:
    • جبل ألطاي.
    • جبل آلاتاو.
    • جبل بايكال.
    • جبل توفا.
    • جبل سالاو.


تاريخ سيبيريا

لم تُسكن سيبيريا في القدم بسبب طقسها شديد البرودة، وبدأت قبائل من أصول تركية من الهان والويغور في السكن بأراضيها، وفي القرن الثامن الميلادي أصبح الجزء الأكبر من أراضيها تابعًا لخانات المغول في أستراخان وقازان، وفي القرن الثالث عشر الميلادي تعرضت كامل أراضيها لغزو المغول وسيطرتهم، وفي عام 1581م ضم القيصر إيفان الرهيب سيبيريا بعد توقف الخانات عن دفع الجزية لروسيا، وفي نهاية القرن الخامس عشر مع النمو الاقتصادي الهائل لروسيا بدأ التجار والجنود الروس بدخول سيبيريا وأسسوا مدينة كتوبولسك التي أصبحت عاصمة لسيبيريا، لكن تمتعت المنطقة بحكم ذاتي حتى عهد القيصر بطرس الأكبر الذي ضمها رسميًا للأراضي الروسية، وأصبحت بعد ذلك أراضٍ مهملة يستخدمها الروس والبولنديون كمنفى للمجرمين والسياسيين، وبقيت المنطقة كذلك حتى عام 1916م حين بُنيت سكة الحديد الواصلة بين موسكو وسيبيريا في عهد القيصر نيكولاس الثاني، وفي عام 1917م أصبحت سيبيريا مقرًا للمعارضين البلاشفة وقد استطاعوا السيطرة عليها نهائيًا في عام 1920م مع سقوط القيصرية الروسية، ومنذ ذلك الوقت استغلت روسيا الثروات الهائلة الموجودة في أراضي سيبيريا، وفي الحرب العالمية الثانية كان لسبريا الدور الرئيسي في ترجيح كفة الجيش السوفياتي على الجيش الألماني بسبب المصانع الموجودة في أراضيها، وقد تعززت سمعة سيبيريا السيئة كمنطقة منفى في عهد ستالين بسبب موت عشرات الآلاف من المنفيين على أراضيها.[١][٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "سيبيريا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت " Siberia ", britannica,12-11-2015، Retrieved 18-9-2019. Edited.
  3. " سيبيريا حيث جمال الطبيعة البكر في وسط الجليد الروسي "، arab-trip، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

408 مشاهدة