أين تقع اشبيلية

موقع إشبيلية

تُعرف إشبيلية من إحدى المدن الرئيسة في إسبانيا، وتقع في الجهة الجنوبية منها على ضفاف نهر الوادي، كما ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 7 أمتار، وتبلغ مساحتها حوالي 140 كيلو متر مربّع، ويبلغ عدد سكّانها حوالي أكثر من 7000 نسمة، الأمر الّذي جعلها تحتل المرتبة الرابعة على مستوى إسبانيا من حيث عدد السكّان بغد مدينة برشلونة، ومدينة مدريد، ومدينة بلنسية، والجدير بالذكر أن إشبيلية تُلفظ باللغة الإسبانية "سفييا"، واشتهرت إشبيلية بعد حُكم المسلمين لها ولكامل إسبانيا، وكانت المركز الثقافي لإسبانيا المسلمة، إذ كانت تُعرف حينها باسم "إشبيلة بسبال"، ويُرجع المؤرخون هذه الكلمة إلى أصل فينيقي والّتي تعني الأرض المنخفضة.[١]


تاريخ إشبيلية

خضعت إشبيلة قديمًا لحكم الرومان، إذ ساهموا في ازدهار المنطقة خلال فترة القرن الثاني الميلادي، وعرفت حينها باسم هيسباليس، وكانت مركزًا إداريًا لمقاطعة بيتيكا، كما جعلها السيلنجيّون مقرًا لمملكتهم في أوائل القرن الخامس الميلادي، وبحلول عام 462 ميلاديًا أصبحت المنطقة تحت حكم القوطيين الغربيين، وفي عام 711 ميلاديًا وقعت المدينة تحت حكم المسلمين، وطوّر المسلمون المدينة وازردهت من النواحي التجارية والاقتصادية والثقافية، وفي عام 1248 ميلاديًا انتهى حكم المسلمين، واحتل المنطقة المسيحيون الإسبان في عهد فرديناند الثالث، وطردت الأقليات الغربية واليهودية الكبيرة ونفيوا كما انهار الاقتصاد مؤقّتًا.[٢]

جلبت الاستكشافات الإسبانية للأمريكيّتين ازدهارًا جديدًا لهم، وأصبحت مدينة إشبيلية مركزًا للاستكشافات الأمريكية والاستغلال، وأنشأت في المدينة مركزًا لتنظيم التجارة بين إسبانيا مع باقي العالم في عام 1503 ميلاديًا وعلى مدار قرنين من الزمان، احتلت إشبيلية موقعًا مهيمنًا في التجارة العالمية الإسبانية الأمر الّّذي أدى إلى نزوح العديد من الأشخاص والاستقرار في المدينة؛ لأنها عُدّت أقوى وأغنى مدينة في إسبانيا في القرن السادس عشر، فأصبحت مكتظة بالسكّان الذين بلغ عددهم حوالي 150.000 نسمة في عام 1588 ميلاديًا، واعتمدت تجارة إشبيلية استغلال المستعمرات بدلًا من التجارة والتصنيع المحلي الأمر الّذي أدّى إلى تدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة في القرن السابع عشر، كما خرج من إسبانيا في تلك الفترة العديد من الأشخاص المميزين في مختلف المجالات مثل: الرسّام دييغو فيلازكويز، وفرانسيسكو دي زورباران، وبارتولومي إستيبان، إضافة إلى النحّات خوان مارتينيز، والشاعر فرناندو دي هيريرا.[٢]

وبحلول القرن الثامن عشر نجح حكام بوربون في إسبانيا في إنعاش الوضع الاقتصادي فيها، ولكن بمجيء القرن التاسع عشر أوقف هذا التقدّم بسبب الغزو الفرنسي والثورات والحرب الأهلية، وفي عام 1929 ميلاديًا بدأت إشبيلية بنهضة جديدة بسبب توسعة الميناء، وأعيدت المدينة كمركز رئيسي للصناعة والتجارة، وأُعيد ترميم العديد من الآثار المهمّة في المدينة بعد الدمار الّذي خلّفته تلك الحروب، كما افتُتح معرض "عالم المعارض العالمي" في مدينة إشبيلية عام 1992 ميلاديًا، مما أدى إلى تعزيز حملة البناء والتجديد للمدينة، وبنيت طرق جديدة، ومحطات للقطار، وتجديد المحطّات القديمة، إضافة إلى إنشاء المسارح، وقاعات للمؤتمرات، وقصر للمؤتمرات، والعديد من المدارس، وغيرها من التجديدات الّتي طرأت على هذه المدينة، مما جعلها واحدة من أهم وأجمل المدن الإسبانية في تلك الفترة وحتى الآن.[٢]


أبرز المعالم السياحية في إشبيلية

تحتوي مدينة إشبيلة على معالم وأماكن جميلة وتاريخية، ومن هذه الأماكن:[٣]

  • كاتدرائية إشبيلية: تعد أكبر كاتدرائية على الطراز القوطي في المدينة، وعدّتها اليونسكو موقعًا للتراث العالمي، وبنيت في الفترة بين 1401 إلى 1519 ميلاديًا، وبحلول عام 2007 ميلاديًا اختيرت لتكون واحدة من كنوز إسبانيا التاريخية، وعند دخول الزائرين إلى المبنى يلفت نظرهم عدد النوافذ الّتي تمتلكها هذه الكاتدرائية، وتحتوي على خمس ممرات رئيسية يمتد طولها على ارتفاع 117 مترًا، وعرض 76 مترًا، وارتفاع 40 مترًا، كما تحتوي على العديد من النصب التذكارية والرسومات الّتي تجسّد حياة المسيح والسيدة مريم العذراء.
  • مدرج وقصر كزار: يعد هذا المدرج واحدًا من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وكان في الأصل حصنًا في القرون الوسطى للحكّام المغاربة والملوك المسيحيين، وبحلول القرن العاشر للحكّام المغاربة بني القصر بجانب المدرّج.
  • حديقة ماريا لويزا: تعد واحدة من أكثر معالم إشبيلية جذبًا للسيّاح، إذ يحيط بها ساحة ضخمة تبلغ حوالي 50.000 متر مربّع، وتوجد في منتصف الحديقة على نافورة ذات تصميم ضخم وجميل، وتحتوي على أربع جسور للمشاة، كما يمكن للسيّاح استئجار قارب والتمتّع بجولة رومانسية داخل منطقة تُسمى "فينيسيا الإشبيلية".
  • حي إشبيلية الساحر: يتميّز هذا الحي بالروح القديمة لإشبيلية، إذ يعد من أكثر الأماكن المحببة لدى السيّاح، ويحتوي على معالم كثيرة تعود للعصور القديمة الّتي حكمت إسبانيا، ويتميّز هذا الحي بالممرات الّتي تشبه المتاهات المرصوفة، والمنازل ذات اللون الأبيض، إضافة إلى احتوائها على المقاهي والمطاعم الموجودة في الهواء الطلق.
  • متحف الفنون الجميلة: يعود مبنى هذا المتحف للقرن السابع عشر، إذ يحتوي على أفضل المجموعات الفنيّة الّتي تعود من الفترة القوطية وحتى القرن العشرين، ويركّز المتحف على عرض أعمال الفنان موريللو، وكذلك أعمال المدرسة الإشبيلية الفنية في القرن السابع عشر.
  • مهرجان الأسبوع المقدّس: يعد هذا الاحتفال من أكثر المهرجانات إثارة في مدينة إشبيلية، إذ يتنكّر المشاركون في الملابس الدينية، ويعرضون الشخصيات الدينية المعروفة، وتشارك الكنائس بهذا الاحتفال دعمًا للمسيحية، والجدير بالذكر أن هذا الاحتفال يرجع بفائدة كبيرة على الاقتصاد الإسباني، ويستقطب العديد من الأشخاص القادمين من بلدان مختلفة للمشاركة فيه.
  • متحف رقصة الفلامكنو: تشتهر إشبيلية برقصة الفلامنكو، والّتي تعد من الثقافة الغجرية الإشبيلية، ويقيم هذا المتحف عروضًا عديدة من أهمها هذه الرقصة، بالإضافة إلى العروض الموسيقية والغنائية، كما يحتوي على معرض يضم تشكيلة من أزياء الفلامنكو، كما يحتوي على مدرسة لتعليم رقص الفلامنكو دوريًا.


المراجع

  1. "Best European Cities To Visit In 2018", forbes, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Sevilla", britannica, Retrieved 29-8-2019. Edited.
  3. "15 Top-Rated Tourist Attractions in Seville", planetware, Retrieved 29-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :