أول طائرة في العالم

أول طائرة في العالم

كانت رايت فلاير أول طائرة تعمل بالطاقة للقيام برحلة مستمرة عن طريق السيطرة الكاملة للطيار، إذ صُممت وبُنيت من قِبل الأخوان ويلبر وأورفيل رايت في مدينة دايتون في أوهايو، وقد جمَع الأخوان أجزاءها في خريف عام 1903م في معسكر في قاعدة كيل ديفيل هيلز، بالقرب من قرية كيتي هوك؛ وهي قرية تقع على الضفة الخارجية لشمال كارولينا، ويعد فشل المحاولة الأولى للطيران والتي كانت في 14 ديسمبر.

نُقلت الطائرة أربع مرات في 17 ديسمبر على مسافات 36.6م، و53.3م، و61م، و260م، على التوالي، وتعرض الطائرة الأولى في العالم الآن في المتحف الوطني للطيران والفضاء، والتابع لمعهد سميثسونيان في العاصمة واشنطن.[١]


تصميم طائرة رايت فلاير

بدأ اهتمام الأخوين رايت بالقيام برحلة جوية على متن طائرة بعد رائد الطائرة الشراعية أوتو ليلينتال في عام 1896، فقد عمل الأخوان في بداية الأمر على تصميم طائرات ورقية وشراعية في محاولة لبناء أول طائرة، إذ كان طيارو الطائرات الشراعية يعتمدون على وزن أجسادهم في قيادتها، إلا أن الأخوين رايت توصلا إلى حل يمكن من خلاله تحريك الطائرة بشكل مختلف، وهو عمل التواء في أجنحة الطائرة باتجاهين متعاكسين للتأثير على تدفق الهواء على الأجنحة، إذ أحدث ذلك الالتواء درجات مختلفة من الرفع على كل جناح، وقد انحرفت الطائرة باتجاه واحد، إذ سيطر الأخوان على ذلك في رايت فلاير عن طريق استخدام أسلاك متصلة بأسفل الطائرة، مما يعني أن الطيار يمكنه قيادة تلك الطائرة عن طريق تحريك الأسلاك من جانب إلى آخر.[٢]

أدت الاختبارات التي قام بها الأخوان إلى تصميم طائرة تتميز برفع أفضل، ومصعد للأمام لتحريكها للأعلى وللأسفل، بالإضافة إلى دفة رأسية وذيل للتحكم الفعال والجيد بالطائرة، ومن هذه الاختبارات؛ اختبار أنبوب الرياح في عام 1901م، ومئات من اختبارات الانزلاق في عام 1902م، وقد أدت تلك التحسينات إلى تمهيد الطريق للطائرة التي من شأنها القيام برحلة مستمرة في عام 1903م، إذ تطلب منهم ابتكار أول مراوح للطائرات، إذ تصوروها كجناح للطائرة توضع على جانبها وتدور حولها لخلق المزيد من تدفق الهواء من أجل الرفع الأفقي، وهي القوة اللازمة لتحريك الطائرة إلى الأمام، إذ أنشأ محركًا بقوة 12 حصانًا لشتغيل مراوح مثبتة خلف أجنحة الطائرة، إذ ربطا المحرك بالمراوح من خلال نظام إرسال متسلسل إذ يمكن تحريكها وقلبها.[٢]


أجزاء طائرة رايت فلاير

كانت طائرة رايت فلاير مكونة من هيكل قوي ومرن للغاية وذا سطحين، إذ كان فيها مصعد أفقي مزدوج السطح إلى الأمام من الأجنحة، أما من الخلف فكانت توجد دفة عمودية ذات سطح مزدوج، إذ صُنعت الأجنحة من أجزاء طويلة ومستقيمة من خشب الصنوبر، بينما كانت أضلاع الجناح وغيرها من القطع المنحنية مصنوعة من خشب الدردار، إذ غُطت الأسطح الديناميكية الهوائية بقطعة من القماش المنسوجة بدقة، كما زُودت الطائرة بمحرك بنزين رباعي الأسطوانات من تصميم الأخوين رايت لدفع الطائرة، وقد بلغت قوة دفعه حوالي 12.5 حصان بعد الثواني الأولى من تشغيله، إذ رُبطت بمراوح مزدوجة تتحرك بمعدل سرعة وصلت إلى 348 دورة في الدقيقة.[١]


أول رحلة طيران لطائرة رايت فلاير

اختار الأخوان رايت مدينة كيتي هوك في كارولينا الشمالية لإجراء اختباراتهم على الطائرات، إذ سافرا إليها في سبتمبر من عام 1903م لاختبار طائرة رايت فلاير، إلا أن الصعوبات الفنية ومشاكل الطقس صعبت من الاختبار الأول للطائرة، وفي 14 سبتمبر من نفس العام لم يكن هناك من الرياح ما يكفي لعمل الاختبار، إذ انطلقا بصحبة الطائرة إلى التل للطيران بها، وتمكنت الطائرة من الطيران لبعض الوقت إلا أنها تحطمت في النهاية واحتاجت ليومين من الإصلاح، وفي 17 ديسمبر من عام 1903م، انطلقا إلى المدينة بعد أن أصلحا الطائرة لتجربتها، وقرروا تجربة الطائرة بالرغم من الجو العاصف والمليء بالرياح، إذ أعدّا مسارًا حديديًّا يبلغ طوله حوالي 18 مترًا كخط انطلاق للطائرة.[٣]

صعد أورفيل إلى الطائرة على الجناح السفلي كطيار، وامتد ويلبر على طول الجانب الأيمن، كما أمسك بالجناح السفلي للمساعدة على تحقيق الاستقرار في الطائرة، وعلى بعد حوالي 12 مترًا على طول المسار، تمكنت الطائرة من الطيران في الهواء لمدة 12 ثانية، إذ ارتفعت على بعد 36 مترًا من مكان الإقلاع، وبذلك كانوا أول من قام برحلة على متن طائرة مأهولة، وخاضعة للتحكم، إذ تعمل بالطاقة وأثقل من الهواء، كما قام الأخوان بثلاث رحلات أخرى في ذلك اليوم، وقد كانت الرحلة الرابعة، الأخيرة، إذ خلال تلك الرحلة قاد ويلبر الطائرة لمدة 59 ثانية على ارتفاع وصل إلى 256 مترًا، وبعد الرحلة الرابعة هبت عاصفة قوية من الريح فوق الطائرة، مما أدى إلى تحطمها.[٣]


إنجازات الأخوين رايت بعد رايت فلاير

واصل الأخوان رايت خلال السنوات اللاحقة إتقان تصاميم للطائرات الخاصة بهم، إلا أنهم في عام 1908م تورطوا في أول حادث تحطم طائرة، إذ أصيب أورفيل بجروح خطيرة، وتوفي الملازم أول توماس سلفريدج، بينما أصيب ويلبر رايت بحمى التيفوئيد، ولم يتعاف من ذلك المرض إلى أن توفي في عام 1912م، وواصل أورفيل الطيران على مدى السنوات اللاحقة، إذ سجل العديد من رحلات الطيران الجريئة والسريعة، وتوقف عن ذلك نتيجة الآلام التي تعرض لها بعد حادث عام 1908م، إلا أنه واصل البحث العلمي في مجال الطيران.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب Tom D. Crouch, "Wright flyer of 1903"، www.britannica.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Jeremy Hsu (17-6-2019), "The First Flight: Wright Flyer"، www.space.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Jennifer Rosenberg (25-5-2019), "The Wright Brothers Make the First Flight"، www.thoughtco.com, Retrieved 19-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :