مفهوم الخريطة
الخريطة هي عبارة عن رسوم تخطيطية، توضح صورة كاملة لسطح الأرض، أو لجزء منها، بالإضافة إلى أنها تظهر الحجم نسبيًّا، وموقع كل مكان فيها، ويُستعان بمقاييس رسم مخصصة للتصغير، وكان الشريف الإدريسي أول من رسم خريطة للعالم.[١]
بدأت رحلة رسم الخريطة في عام 1138م، وقد أُنجزت بعد خمسة عشر عامًا، أي في عام 1153م، إلى أن وصل الإدريسي إلى مدينة باليرمو، إذ نشر أول خريطة للعالم فيها، وقد كانت هذه الخريطة، بالغة الدقة في رسمها، إذ استخدم الإدريسي خطوط الطول والعرض في عملها، وقد قسّم خطوط الطول والعرض إلى سبعة أقسام مدارية متساوية، إلا أن الإدريسي قد وضع الجنوب في أعلى الخريطة، ووضع الشمال في الأسفل، وهذا يختلف تمامًا عما نجده في الخرائط الحديثة.[٢]
أول خريطة للعالم
إن كافة الأدلة التاريخية، تشير إلى أن الشريف الإدريسي هو الذي رسم أولى خرائط العالم، ومن المرجح أن تاريخ الخرائط يرجع إلى آلاف السنين، إذ كانت بدايتها مقتصرة على مجموعة من الرسوم، التي كانت ترسم على جدران الكهوف، إذ ظهر ذلك في كل من الحضارة اليونانية، والحضارة اليابانية، حتى وصلنا إلى مفهوم الخريطة الحالي وشكلها.
لقد كان الشريف الإدريسي عالمًا جغرافيًّا، ومؤرخًا مسلمًا مشهورًا، اسمه الكامل هو محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس، وهو مغربي الأصل، وقد كان يُكنّى بأبي عبد الله، أما شهرته فقد كان يُدعى الشريف الإدريسي، وقد برز هذا العالم الجليل بإنجازاته في مجالات الجغرافيا والتاريخ، كما أنه اشتهر في العديد من المجالات المختلفة الأخرى، مثل الأدب والطب والشعر والنبات وغيرها.
تعود قصة رسم خريطة العالم إلى ملك صقلية، الملك روجر الثاني، إذ إنه كان قد أصدر أمر ملكي، يقتضي بتقديم الأموال للإدريسي، وذلك مقابل تنفيذه لمشروع وضع خريطة العالم، التي سُميت بلوح الترسيم، وبالفعل نجح الشريف الإدريسي في رسمها، إذ اعتمد على تقسيم الكرة الأرضية باستخدام خطوط الطول وخطوط العرض، الأمر الذي أعطى الخريطة الدقة المتناهية.
أظهر الشريف الإدريسي مهارة فائقة في رسم تلك الخريطة، فقد رصد منبع نهر النيل، وذلك من خلال تحديد نقطة محددة لتقاطع خط الاستواء مع نهر النيل، وكان قد حدد موقعه قبل دخوله الأراضي المصرية، إذ تتلاقى روافد نهر النيل جميعها عند الخرطوم، وتمكن الإدريسي من إتمام الخريطة، بهذه الدقة المتناهية، عن طريق الاستماع إلى الأوصاف، والقصص المختلفة للبلاد.[٢]
توفي الشريف الإدريسي عن عمر ناهز 61 سنة، في صقلية، لكن اسمه ظل خالدًا في علم الجغرافية، وخاصة بعد توثيق تجربته في كتابه الشهير (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، ويتواجد هذا الكتاب في المكتبات إلى يومنا هذا، وكان قد وثق الإدريسي من خلاله، خبراته وتجاربه في أقطار مختلفة من العالم، وضمّ هذا الكتاب ما يزيد على سبعين خريطة، كان قد رسمها لمناطق متفرقة من العالم، كما يوجد في مدينة سبتة -مسقط رأس الإدريسي- تمثال له.[٣]
المراجع
- ↑ الإدريسي.. أول من رسم خريطة العالم (26-12-2017)، "الإدريسي.. أول من رسم خريطة العالم"، shof.co، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "كيف رسم الادريسي خريطة العالم ولماذا كانت مقلوبة ؟"، almrsal، 19-5-2019، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "أول من رسم خريطة للعالم مغربي.. هل تعرفونه؟"، maghrebvoices، 3-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2019. بتصرّف.