- ذات صلة
- معنى إسم أدهم
- معنى إسم أحمد
معنى الغضب لغةً واصطلاحًا
يُعرّف الغَضَب لغةً، ضدُّ الرِّضَا، والغَضْبة هي الصَّخرة الصلبة، قالوا: ومنه اشتُقَّ الغَضَب، وذلك لأنه اشتدادُ السُّخط، فيقال: "غَضِب يَغْضَبُ غَضَبًا، وهو غضبان وغَضُوب" بحسب ما ورد في مقاييس اللغة، لابن فارس، وتاج العروس لمرتضى الزبيدي، ولسان العرب لابن منظور، أما معنى الغَضَب اصطلاحًا فيعرّف بأنه "ثورَانُ دم القلب لقصد الانتقام" بحسب ما ورد في تاج العروس لمرتضى الزبيدي، ومفردات ألفاظ القرآن الكريم للراغب الأصفهاني، وقال الجرجاني: "الغَضَبُ: تغير يحصل عند غليان دم القلب، ليحصل عنه التشفي للصَّدر"، وقيل: "هو غليانُ دم القلب، طلبًا لدفع المؤذي عند خشية وقوعه، أو طلبًا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه" بحسب ما جاء في جامع العلوم والحكم لابن رجب.[١]
الغضب المحمود
الغضب المحمود، هو ما كان في الله ولِحُرُماته، ولم يكن نصيب للنفس فيه، فالمؤمن يغضب عند انتهاك حرمات الله، وعند الاعتداء على حقوقه، وتعدي الناس حدوده، ووقعوا فيما حرّم الله تعالى من بدعة، أو شرك، أو معصية، أو تعطيلِ واجبٍ، أو أخذ مال بغير حق، أو قتل نفس بريئة، أو انتهاك عرض، أو اعتداء على أرض، وغير ذلك مما حرمه الله على عباده، ففي مثل هذه المواقف يكون الغضب محمودًا وواجبًا، فذلك يدل على إيمان العبد وغيرته على دين الله وحرماته، مع وجوب الأخذ بآداب الإسلام، وأحكامه، وأخلاقه في حالة الغضب، حتى لا يُفسِدَ الشخص من حيث يريد الإصلاح، وحتى لا يُخرّب من حيث يريد البناء، وقال الله تعالى: "وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ" [سورة الشورى: 16]، وقال عز وجل: "قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" [ سورة المائدة:60]، والآيات كثيرة في هذا المعنى، ورسل الله وأنبياؤه يغضبون ممن يصدون عن سبيل الله ويعصونه، وقال الله تعالى عن موسى عليه السلام: "وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي" [ سورة الأعراف: 87]، وقال الله عزّ وجل عن يونس عليه السلام: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" [سورة الأنبياء: 87]، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو الأسوة والقدوة لنا في جميع أمورنا، لم يغضبْ لنفسه قط، ولم يضع للدنيا في نفسه شيئًا يساوم فيه الناس ويُحاكمهم، وإنما كان يغضب إذا تجاوز أحدٌ حدًا من حدود الله، أو تعدى أحد على حرمة لله.[٢]
آثار الغضب
من غير شكَّ أنَّ للغَضَب آثار سيئة على الغاضب ذاته في لسانه، وذلك بأن ينطق بكل ما هو قبيح، وفي مظهره أيضًا، وله كذلك آثاره السيئة على المجتمع الذي من حوله، ومن آثار هذا الغَضَب في المظهر، شدَّة رعدة الأطراف، وتغير اللون، واضطراب الحركة والكلام، وخروج الأفعال عن الانتظام، حتى تشتد حمرة الأحداق، ويظهر الزَّبد على الأشداق، وتنقلب المناخر، وتستحيل الخلقة، ولو يرى من غضب نفسه وهو في حال غضبه، لسكن غضبه حياءً من بشاعة صورته، لاستحالة خلقته، وقبح باطنه أشد من قبح ظاهره، فإنَّ الظَّاهر يكون عنوان الباطن، إذ قبح ذاك إنما نتج عن قبح هذا، فتغيُّر الظاهر ما هو إلا ثمرة تغير الباطن، وهذا أثره في الجسد، وأما أثره في اللسان، فانطلاقه بالقبائح، كالفحش، والشتم، وغيرهما، مما يستحي منه أصحاب العقول مطلقًا وقائله عند فتور غضبه على أنَّه لا ينتظم كلامه، بل يضطرب لفظه ويتخبَّط نظمه، وأما أثره في الأعضاء، فيكون بالضرب فما فوقه إلى القتل عند التمكن، فإن صار عاجزًا عن التشفي رجع غضبه عليه، فضرب نفسه، ومزَّق ثوبه، حتى اعتدى على الحيوان والجماد بالكسر وغيره، وصار كالمجنون الحيران، وربما وقع وعجز عن الحركة، واعترته مثل الغشية، لشدة سيطرة الغَضَب عليه، وأما أثره في القلب، فيكون بالحقد على المغضوب عليه، وإظهار الشماتة، والحسد، والاستهزاء به، والحزن بسروره، وإفشاء سره، وهتك ستره، وغير ذلك من القبائح.[٣]
المراجع
- ↑ "الغضب - (1) معنى الغَضَب لغةً واصطلاحًا "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-19. بتصرّف.
- ↑ "الغضب: أنواعه ومخاطره وسبل الوقاية منه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-19. بتصرّف.
- ↑ "آثار الغَضَب"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-19. بتصرّف.