أهم مؤلفات الجاحظ

الجاحظ

الجاحظ الكناني هو أبو عثمان بن بحر بن محبوب بن فزازة الليثي البصري المعروف بالجاحظ؛ أديب عربي من أعظم أئمة الأدب في العصر العباسي، ومن أهم الأدباء العرب، ولد الجاحظ في مدينة البصرة في العراق، قيل أنه عربي الأصل من قبيلة كنانة من بني فقيم، بينما قال آخرون أنه ينحدر من أصول زنجية وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة؛ إذ تمتع الجاحظ ببشرة سمراء غامقة، ونتوء ظاهر في حدقتيه؛ فلقب بالحدقي إلا أن اللقب الذي شاع وانتشر في مختلف الأمصار هو الجاحظ؛ نسبة لجحوظ عينيه، والجحوظ هو بروز العينين، عاش الجاحظ محبًا للأدب والفكاهة وخفة الروح، فعرف عنه شغفه الكبير بالقراءة والمطالعة منذ طفولته، فأحب العلم والأدب وألف العديد من الكتب والمؤلفات التي يرصد أبرزها هذا المقال[١].


أهم مؤلفات الجاحظ

تميز الجاحظ في كتابته بالأسلوب العلمي والبحثي، فكان يبدأ بالشك ثم يعرض الموضوع على النقد والاستقراء، فكان منهجه في الكتابة علميًا دقيقًا، ومن أهم مؤلفاته وكتبه ما يأتي[٢]:

  • البيان والتبيين: من أهم مؤلفات الجاحظ من حيث الحجم؛ إذ كان لهذا المؤلف أربعة أجزاء، عالج فيها الجاحظ مواضيع أدبية، واتبع فلسفة البيان للدلالة على المعنى، والتبيين للدلالة على التفسير والإيضاح، يضم الكتاب عددًا من الخطب والمقالات والأشعار والمقاطع في علم البيان والفلسفة واللغة، ففي الجزء الأول منه عرف الجاحظ البيان وتطرق إلى آفات اللسان، والفصاحة والبلاغة، وفي الجزء الثاني تحدث عن الخطابة والشعراء وطبقاتهم، بينما أفرد في الجزء الثالث مجالًا للتحدث عن الشعر وقيمته وأصل اللغة.
  • الحيوان: كتاب جامع لعلم الحيوان وهو أحد أهم مؤلفات الجاحظ التي كتب فيها الجاحظ عن حال العرب والأعراب وأحوالهم وأهم عاداتهم وعلومهم، فتكلم عن الفقه والدين والشعر الجيد الحسن الذي يتمتع بقدر عالٍ من البيان والفصاحة، تميز هذا المؤلف عن غيره من المؤلفات أنه تناول الشعر إلى جانب اللغة وبحث في طبائع الحيوان وأحواله وأهم عاداته وغرائزه وأغربها، فكان هذا المؤلف بمثابة دائرة للمعارف الواسعة، تعرض صورة ثقافية واضحة للعصر الذي عاش فيه الكاتب وهو العصر العباسي، فحوى الكتاب على معارف وعلوم طبيعية إضافة إلى مسائل فقهية، وقضايا سياسية تخص القوم والطوائف الدينية، وجغرافيا البلاد وتأثير البيئة المحيطة على الحيوان والإنسان، وكتب فيه أيضًا عن أمراض الإنسان والحيوان وأدرج كثيرًا من المفردات الطبية والنباتية وأسماء المعادن، أما عن سبب التسمية للكتاب؛ فجاءت من وراء تتبع الجاحظ في الكتاب لحياة الحيوانات وتفاصيلها وإظهار قدرة الله وحكمته البالغة في عالم الحيوان الواسع؛ بالرغم من أن الكتاب قد ضم عدة موضوعات لا صلة لها بعالم الحيوان؛ فعرض الجاحظ بعض القصص لنزاعات المجتمع الإسلامي الذي عاش فيه بأسلوب أدبي بليغ؛ كي يجد القارئ متعة أثناء القراءة، فكانت القصص والأمثال في الكتاب تحكى على ألسنة الحيوانات.
  • المحاسن والأضداد: تميز هذا الكتاب بمفرداته وتراكيبه الخاصة، إذ تعرض الجاحظ في هذا الكتاب لوصف محاسن الأشياء وسيئاتها، وذكر حقائق كثيرة عن الحسن والسيء، مما فرض عليه التقيد بالألفاظ والعبارات كما وردت؛ فكانت عبارة عن نقل قصصي عن أحداث ووقائع قديمة وحديثة.
  • التاج في أخلاق الملوك: كتب الجاحظ في هذا الكتاب القصص عن الملوك والأمراء والولاة، بغرض تقديم نصائح للملوك.
  • البخلاء: يعد كتاب البخلاء الكتاب الأول الذي كُتب في موضوع البخل والبخلاء، وهو كتاب أدب وعلم وفكاهة، تعرض الجاحظ في معرض هذا الكتاب لوصف نفسيات البخلاء وطباعهم وفلسفتهم في العيش، موثقًا ذلك ببعض الأخبار التي تروي بعض القصص والأحداث الشيقة التي لا تخلو من الطرافة والمتعة، يتألف الكتاب من فصلين و139 عنوانًا، يتطرق الجاحظ فيها لدراسة هذه الطبقة الاجتماعية الموجودة في كافة المجتمعات البشرية، وعرضها بطريقة أدبية تتنوع بين القصص، والروايات، والرسائل، والأخبار، والحكايا، وبعض التفاسير، والوقائع وغيرها، كان للجاحظ قدرة كبيرة على الوصف بدقة وطرافة؛ فصور الجاحظ هذه الفئة من البخلاء تصويرًا دقيقًا يظهر أطرف نوادرهم وحكاياهم ويصف أدق تفاصيلهم من نظراتهم، ومشاعر القلق على ملامحهم، ونزواتهم النفسية وخفاياهم وشرورهم، ودخل بخياله ووصفه إلى داخل بيوتهم ليصف وينقل أحاديثهم وأحوالهم الغريبة، كل ذلك بأسلوب أدبي تربوي إلى جانب ورود بعض الألفاظ العامية، فكان هذا الكتاب عبارة عن دراسة نفسية اجتماعية تربوية لهذه الطبقة الاجتماعية؛ ولأهمية هذا المؤلف وغزارته فقد اهتم الباحثون بدراسة هذا الكتاب والتعمق فيه ومحاولة فهم جميع جوانبه ومعانيه[٣].


حياة الجاحظ ونشأته

عاش الجاحظ قرابة تسعين عامًا أفرغ ما وعاه منها من خبرة ودراية وحكمة وبلاغة وأدب في كتبه ومؤلفاته، فكتب في علوم شتى مثل: علم الكلام، الأدب، السياسية، الأخلاق، النبات، والحيوان وغيرها الكثير، وفيما يأتي عرض موجز لأبرز ما ورد عن حياة هذا العالم الشاعر الأديب[٣].

  • ولد الجاحظ في مدينة البصرة العراقية لعائلة فقيرة، فعاش بداية ماديةً صعبة إضافة إلى شكله الذميم وجحوظ عينيه البارز، إلا أنه تمتع بجمال الروح وحس الفكاهة؛ وظهر ذلك جليًا في مؤلفاته على اختلاف مواضيعها؛ إذ كانت لا تخلو من الهزل والتهكم والمتعة.
  • أحب الجاحظ العلم منذ نعومة أظفاره، فقرأ القرآن وتعلم مبادئ اللغة العربية على مشايخ البصرة، ولكن الحالة المادية الصعبة التي كان يعيشها الجاحظ حالت دون رغبته وحبه لطلب العلم والتفرغ له، فكان يبيع السمك والخبز نهارًا، وفي الليل يذهب إلى دكاكين الوراقين يقرأ منها ما استطاع.
  • ولد الجاحظ في عهد خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين سنة 150 هجريًا، وتوفي في عهد خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجريًا؛ أي أنه عاصر 12 خليفة عباسي.
  • تعلم الجاحظ علوم اللغة وآدابها على يد أبي عبيدة صاحب كتاب "نقائض جرير والفرزدق"، ونهل من علم الأصمعي المحدث والراوية المشهور صاحب الأصمعيات، وتعلم النحو على يد الأخفش، أما علم الكلام فقد أخذه من إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.
  • كان الجاحظ مثل موسوعة متنقلة، فقد كتب وأبحر في كثير من العلوم والأدب.
  • عمّر الجاحظ كثيرًا حتى هزل جسمه وضعف بصره وخارت قواه، وبينما هو جالس في مكتبته يطالع بعض الكتب وقعت عليه مجموعة كبيرة من الكتب قضت عليه، فمات الجاحظ مدفونًا بالكتب التي لازمها طوال فترة حياته.
  • خلّف الجاحظ خلفه إرثًا أدبيًا عظيمًا، أدبًا مميزًا يظهر الجاحظ الإنسان المفكر والشاعر الأديب بصورة رائعة خاصة، وما زال هذا الإرث حاضرًا يدرس في المدارس والجامعات العربية حتى اليوم؛ وما هذا إلا دليل على علم وعمق الفهم لدى هذا العالم الأديب.


المراجع

  1. "مؤلفات الجاحظ"، موسوعة، 12-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.
  2. ايات طاهر (12-10-2016)، "مؤلفات الجاحظ"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Alaa Mubarak (16-7-2019)، "اهم مؤلفات الجاحظ"، مفهرس، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :