القفص الصدري
يتكون القفص الصدري من 24 ضلعًا موزعة على الجهة اليُمنى والجهة اليُسرى، وتتمحور وظيفة هذه الأضلاع حول حماية الأعضاء داخل الصدر، بما في ذلك القلب والرئتين، ومن المعروف أن الأضلاع ترتبط بواسطة الغضاريف مع عظم الصدر الموجود وسط القفص الصدري تمامًا، كما ترتبط الأضلاع أيضًا بالعمود الفقري في الظهر، ويتموضع الكبد في النهاية السفلية للقفص الصدري من اليمين، بينما يتموضع الطحال في النهاية السفلية للقفص الصدري من اليسار، وهذا بالطبع يوفر حماية إضافية لهذه الأعضاء، لكن تعرّض القفص الصدري أو أيّ من هذه الأعضاء إلى إصابات مباشرة أو أذى يُمكن أن يؤدي إلى الشعور بالألم في القفص الصدري أو في الأماكن القريبة منه[١].
أسباب الألم وسط القفص الصدري
تحتوي منطقة وسط القفص الصدري بالتحديد على كلّ من عظم القص والأنسجة الغضروفية التي تربطه مع الأضلاع الصدرية، ويقع عظم القص كما هو معروف بالقرب من القلب، وهذا السبب الذي يدفع بالكثير من الأفراد إلى الظن بأن شعورهم بالألم وسط القفص الصدري هو مؤشرٌ على إصابتهم بالنوبة القلبية، لكن ولحسن الحظ فإن أغلب حالات الألم وسط القفص الصدري لا تُعد مرتبطة بالقلب، وإنما ترتبط بمشاكل تخص عظم القص نفسه أو الأنسجة الغضروفية المتصلة به، وعمومًا يبقى عظم القص جزءًا حيويًا من أجزاء القفص الصدري الذي تتمثّل وظيفته أساسًا حول حماية القلب والرئتين[٢].
وتشتمل أبرز الأسباب المؤدية إلى الشعور بالألم في القفص الصدري وعظم القص على ما يأتي[٣][١]:
- الإصابة بالتهاب الغضروف الضلعي: تُعرف الإصابة بالتهاب الغضروف الضلعي بكونها أكثر أسباب المعاناة من آلام وسط القفص الصدري شيوعًا، وهي تشير أساسًا إلى التهاب الغضاريف التي تربط عظم القص بالأضلاع الصدرية، وعادةً ما يعاني المصابون بهذا المرض من ألمٍ شديد على جوانب عظم القص، بالإضافة إلى الشعور بألم في واحد أو أكثر من الأضلاع، وقد تزداد حدة الألم سوءًا عند التنفس أو السعال، وكثيرًا ما ينجم التهاب الغضروف الضلعي عن التعرض لإصابة مباشرة على الصدر، أو بسبب بذل مجهود بدني شديد، أو بسبب الإصابة بمشاكل المفاصل، ولحسن الحظ يبقى هذا الالتهاب من بين الأمراض غير الجدية أو الخطيرة على حياة الفرد المصاب.
- التعرض لإصابات عظمية أو عضلية: تبقى العظام والعضلات المحيطة بعظم القص من بين التراكيب المعرضة للإصابة بأشكال الكسور، والفتق، والإصابات الأخرى التي قد تتضمن:
- إصابات المفصل القصي الترقوي: يقع هذا المفصل بين رأس عظم القص وبين عظم الترقوة، ويعاني البعض أحيانًا من تعرضهم لإصابة فوق هذا المفصل بالذات، مما يؤدي إلى معاناتهم من ألمٍ خفيف وتورم في أعلى أو وسط الصدر، وقد يُصاحب ذلك سماع أصوات تباعد عظام المفصل أحيانًا أو تحرّكها.
- كسور عظم القص: يتسبب حدوث كسرٍ في عظم القص إلى شعور الفرد بألمٍ شديد للغاية بسبب وظيفة هذا العظم المرتبطة أساسًا بتنفيذ العديد من الحركات الجسمية، بما في ذلك السعال والتنفس، وعادةً ما تنجم كسور عظم القص عن تعرض الصدر إلى ضربة مباشرة على الصدر، كتلك الناجمة عن حوادث المركبات أو الحوادث الرياضية.
- الشد العضلي أو الفتق: يُمكن لألم وسط القفص الصدري أن يكون ناجمًا عن شدّ إحدى العضلات المحيطة بعظم القص، كما يُمكن لهذا الألم أن ينجم أحيانًا عن حدوث الفتق الذي يحدث بسبب تحرّك أحد الأعضاء البطنية الداخلية (كالمعدة مثلًا) خلال التجويف الصدري أو اندفاعها.
- الإصابة بمشاكل هضمية: يقع عظم القص أصلًا فوق المريء والمعدة، وهذا يعني أن إصابة هذه الأعضاء بالمشاكل يُمكنه أن يتسبب بحدوث ألمٍ في وسط القفص الصدري، وخير مثال على ذلك الإصابة بما يُعرف بارتفاع حموضة المعدة.
- الإصابة بمشاكل تنفسية: يقع عظم القص كذلك فوق الرئتين والقصبة الهوائية كما هو معروف، وهذا يعني أن من المحتمل أن يؤدي حدوث مشاكل في الرئتين إلى المعاناة من الألم في وسط القفص الصدري، ويظهر هذا جليًا أحيانًا عند الإصابة بالتهاب الغشاء المحيط بالرئة (التهاب الجنبة) أو عند الإصابة بالتهاب الرئة أو التهاب الشعب الهوائية.
- الإصابة بالتهاب الجنبة: يشير هذا المرض إلى حصول التهاب في البطانة التي تغلف الرئتين والصدر، أو ما يُعرف بالجنبة، ولحسن الحظ فإن اكتشاف المضادات الحيوية قد ساهم في الحدّ من نسبة انتشار هذا المرض، كما أن معظم حالات الإصابة به تبقى خفيفة بالمجمل وغير مؤذية، لكنها قد تستمر لأسبوعين أحيانًا.
- الإصابة بالسرطان: يشتهر سرطان الرئة بكونه ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُمكن أن يشكو بعض المصابين به من ألم في الصدر أو في القفص الصدري، خاصة عند التنفس العميق، أو السعال، أو حتى عند الضحك، كما يؤدي سرطان الرئة إلى ضيق في التنفس، ونزول الدم مع السعال، والصفير أثناء التنفس، وللأسف فإن التعافي تمامًا من سرطان الرئة يُعد أمرًا صعبًا مقارنة بأنواع أخرى من السرطان.
- الإصابة بالفيبروميالجيا: يتسبب هذا المرض المزمن بظهور آلامٍ في أنحاء متفرقة من الجسم خاصة في القفص الصدري، وتشير التقديرات إلى وجود هذا المرض عند حوالي 2-4% من السكان، ويميل المرض إلى الظهور أكثر عند النساء على وجه الخصوص، وتشتهر آلام الفيبروميالجيا بدرجة سوئها وبطبيعتها الحارقة أو النابضة.
- الإصابة بالانصمام الرئوي: ينشأ هذا المرض عند حصول انسداد في أحد الشرايين الرئوية نتيجة لوصول جلطة أو خثرة دموية قادمة من أحد القدمين، وعادةً ما يُعاني المصابون بهذا المرض من آلام في القفص الصدري، وضيق في التنفس، والسعال، والقلق الشديد، وعدم انتظام نبضات القلب.
- أسباب أخرى: يُصاب البعض بألم في وسط الصدر بعد تعرضهم لنوبات الهلع أو الخوف الشديد، كما لا يغيب عن الخبراء ذكر أن الألم وسط الصدر يبقى أحد أهم العلامات الدالة على حدوث النوبة القلبية، لكن كما هو معروف فإن النوبة القلبية تحدث غالبًا عند معاناة الفرد من مشاكل سابقة في القلب وليس فجأة، كما قد يكون سبب ألم القفص الصدري هو الإصابة بأمراض العظام؛ كهشاشة العظام مثلًا[٤].
علاج الألم وسط القفص الصدري
تتنوع الأسباب المؤدية إلى حدوث ألم وسط الصدر وتتنوع معها العلاجات التي يُمكن الاستعانة بها للتعامل مع هذه المشكلة؛ فمثلًا لو كان السبب هو الإصابة بالتهاب الغضروف الضلعي، فإن العلاج قد يتضمن اتباعًا لبعض الخطوات المنزلية البسيطة، مثل تناول الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية؛ كالايبوبروفين مثلًا، بالإضافة إلى وضع الكمادات الحرارية أو الباردة فوق موضع الألم وتجنب بذل أي من الأنشطة البدنية التي يُمكنها أن تزيد من حدة الألم، وقد يلجأ الأطباء إلى وصف المضادات الحيوية أو حقن المصاب بأدوية الستيرويد في حال المعاناة الشديدة من الألم، كما يبقى الخيار الجراحي مطروحًا في حال كان لا بد من إزالة الغضروف المصاب[٥]. بينما لو كان سبب آلام الصدر هو الإصابة بالسرطان، فإن العلاج سيعتمد حينئذ على نوع السرطان ودرجة انتشاره[٤].
أما في حال كان ألم وسط القفص الصدري ناجمًا عن حدوث كسرٍ في عظم القص، فإن الأمر سيتضمن في البداية جلب المصاب إلى طوارئ المشفى وإعطاءه الأكسجين والسوائل عبر الوريد في البداية، لكن لا يوجد داعٍ لتثبيت عظم القص في المشفى؛ لأن تثبيت هذا العظم يعني الحد من قدرة المصاب على التنفس، لهذا فإن إعطاء المريض مسكنات الآلام القوية هو الحل الأمثل للتعامل مع كسر عظم القص، وعمومًا يبقى الخيار الجراحي مطروحًا في بعض الحالات على الرغم من أن الخبراء يرون بأنه غير ضروري[٦].
المراجع
- ^ أ ب Graham Rogers, MD (27-6-2017), "Rib cage pain: Six possible causes"، Medical News Today, Retrieved 18-7-2019. Edited.
- ↑ Graham Rogers, MD (29-11-2017), "What causes pain in the sternum?"، Medical News Today, Retrieved 7-3-2019. Edited.
- ↑ William Morrison, MD (8-6-2017), "What’s Causing My Sternum Pain?"، Healthline, Retrieved 7-3-2019. Edited.
- ^ أ ب William Morrison, MD (29-4-2019), "What Causes Rib Pain and How to Treat It"، Healthline, Retrieved 18-7-2019. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (28-2-2018), "Costochondritis"، Webmd, Retrieved 7-3-2019. Edited.
- ↑ Scott Felten, MD, FACEP (12-7-2017), "Sternal Fracture Treatment & Management"، Medscape, Retrieved 7-3-2019. Edited.