محتويات
البوتاسيوم
يحتوي جسم الإنسان على العديد من العناصر العضوية والكيميائية التي تدخل في تركيب أنسجته وخلاياه، ويلعب عنصر البوتاسيوم دورًا كبيرًا في الجسم؛ إذ إنه يدخل في تركيب كل خلية في الجسم، بالإضافة إلى أنه يدخل في تنظيم أهم العمليات الحيوية فيه، وعند التعرض لنقصه فإنه يعود على الجسم بالعديد من المشاكل الصحية، ومن الجدير بالذكر أن الجسم غالبًا ما يحصل على كفايته من البوتاسيوم من مصادره الطبيعيّة، ويحدث نقص البوتاسيوم بسبب العديد من العوامل والأسباب، أهمها تناول بعض الأدوية والعقاقير التي تسبب خسارة البوتاسيوم في الجسم، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، مثل الإصابة بأمراض الكلى، كمرض الفشل الكلوي، وسوء التغذية، والإسهال الشديد، وغيرها من الأسباب التي سنتعرف عليها في هذا المقال.[١]
أعراض نقص البوتاسيوم
يوجد العديد من الأعراض والعلامات التي تدل على نقص البوتاسيوم في الجسم، وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت إلى أنّ ما يقارب 98% من الأمريكيين لا يتناولون كمية كافية من عنصر البوتاسيوم، ولعل من أبرز هذه الأعراض نذكر ما يلي:[٢]
- الشعور بالإرهاق والتعب: يعد التعب والإرهاق من الأعراض الأولى التي يعاني منها المصابون بنقص البوتاسيوم؛ إذ يفيد البوتاسيوم في تنظيم انقباض العضلات، بالإضافة إلى وجود بعض الأدلّة التي تدل على أنّ نقص البوتاسيوم يؤثّر على إنتاج الإنسولين، والذي يتسبب بدوره في زيادة في مستوى السكر في الدم، والشعور بالإرهاق، لأنه يمكن أن يؤثر على كيفيّة استعمال الجسم للعناصر الغذائيّة.
- حدوث مشاكل في عملية الهضم: يساهم عنصر البوتاسيوم في نقل الإشارات العصبيّة من الدماغ إلى عضلات الجهاز الهضمي، إذ إنه يحفز دفع الطعام وهضمه؛ وبالتالي فإن نقصه في الجسم يؤدي إلى إبطاء حركة الغذاء، والتعرض للإصابة بمشاكل أخرى مثل الانتفاخ، والإمساك، وتجدر الإشارة إلى وجود بعض الدراسات التي أشارت إلى خطر إصابة القناة الهضميّة بشلل كامل في حال التعرض لنقص البوتاسيوم الحادّ ولكن لا توجد أدلة كافية على صحة هذا الأمر.
- خفقان القلب: تحدث مشكلة خفقان القلب نتيجة المعاناة من القلق والتوتّر الذي يحدث نتيجة نقص البوتاسيوم؛ إذ إنّ للبوتاسيوم دورًا كبيرًا في تنظيم نبضات القلب عن طريق تدفقه من القلب وإليه، بالإضافة إلى أنه يمكن أن تكون هذه المشكلة ناتجة عن أعراض الإصابة باضطراب نبضات القلب والتي قد تحدث أيضًا بسبب نقص البوتاسيوم.
- الشعور بالتنميل والخدران: يتسبب نقص البوتاسيوم في ضعف السيالات العصبيّة، والذي يؤدي بدوره إلى الشعور بالتنميل، والوخز عند المصابين، وتحديدًا في القدمين، واليدين، والذراعين، والساقين.
- إيجاد صعوبة في التنفس: يساعد البوتاسيوم في نقل الإشارات العصبيّة التي توسع وتقلّص الرئتين لتتمّ عملية التنفس، وبالتالي فإن نقصه يؤدّي إلى صعوبة إتمام هذه العمليّة، والشعور بضيق التنفس، بالإضافة إلى أنه يؤثّر على كمية الدم المحمّل بالأكسجين الذي يضخه القلب للجسم بسبب حدوث اضطراب نبضات القلب، والذي يزيد بدوره مشكلة صعوبة التنفس.
- المعاناة من التقلّبات المزاجيّة: أشارت إحدى الدراسات التي أجريت إلى أنّ ما نسبته 20% من الأشخاص المصابين باضطرابات عقليّة كانوا يعانون من نقص في عنصر البوتاسيوم، وبالتالي فإن هذا النقص يؤدي إلى حدوث اضطراب الإشارات التي تفيد في تعزيز على عمل الدماغ السليم، والذي يؤثّر على المزاج .
- الشعور بآلام وتصلّب في العضلات: يساهم البوتاسيوم في نقل الأكسجين والغذاء في الدم، وأيضًا تنظيم تدفّق الدم إلى العضلات، وبالتالي فإن نقصه يؤدي إلى حدوث اضطراب أو اختلال في هذه العمليّة، وانخفاض الأكسجين الذي يصل للخلايا العضليّة وتمزقها، والذي قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بآلام وتصلّب في العضلات وهي في الحقيقة تعد من أعراض الإصابة بمشكلة انحلال الربيدات rhabdomyolysis.
- أعراض أخرى: وتشمل الأعراض الأخىر لنقص البوتاسيوم في الجسم ما يلي:[٣]
- انخفاض ضغط الدم.
- الشعور بالعطش الشديد.
- كثرة التبول.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
أسباب نقص البوتاسيوم
توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى نقص نسبة البوتاسيوم عند الفرد، ولعل من أبرز هذه الأسباب ما يلي:[٤][١]
- عدم الحصول على الكمية الموصى بها من البوتاسيوم بسبب سوء التغذية؛ إذ إنها تعد من الأسباب الأقل شيوعًا.
- الإصابة ببعض أمراض الكلى، كالحماض النبيبي الكلوي؛ إذ إنها تعد من الأسباب النادرة لنقص البوتاسيوم.
- تناول بعض أنواع من الأدوية مثل المضادات الحيوية، ومدرات البول التي تسبب كثرة التبول، والهرمونات المنشطة.
- المعاناة من بعض اضطرابات الغدة الكظرية، مثل فرط نشاط الغدة الكظرية، كمتلازمة كوشينغ، والألدوستيرونية الأولية، وتجدر الإشارة إلى أن اضطرابات الغدة الكظرية تعد من الأسباب النادرة لنقص البوتاسيوم.
- الإسهال، وتحديدًا اذا كان ناتجًا عن إساءة استعمال المُلينات.
- التقيؤ.
- التعرق المفرط.
- الإكثار من شرب الكحول.
- الإصابة بنقص المغنيسيوم.
- الإصابة بمرض سرطان الدم.
- استخدام الأدوية التي تستعمل في علاج انتفاخ الرئة، أو الربو.
- دواء الأنسولين.
- المعاناة من فقدان الشهية.
- اللجوء إلى إجراء الجراحة لعلاج مشكلة السمنة.
- الأورام الحميدة في القولون، وبعض الاضطرابات النادرة مثل متلازمة ليدل - liddle syndrome، ومتلازمة بارتر-Bartter’s syndrome ومتلازمة غليتمان - Gitelman syndrome.
تشخيص نقص البوتاسيوم
في معظم الحالات، يمكن اكتشاف مدى احتمال إصابة الشخص بنقص البوتاسيوم عند خضوعه إلى تحاليل الدم والبول الروتينية التي يجريها الطبيب، إذ تكمن مهمة هذه التحاليل في التحقق من مستويات المعادن والفيتامينات في الدم، وفي مقدمتها البوتاسيوم، وفي بعض الحالات سيطلب الطبيب من المريض إجراء تخطيط كهربائية القلب ECG لفحص دقاته، إذ إن نقص البوتاسيوم في الجسم يؤدي غالبًا إلى اضطراب معدل دقات القلب وعدم انتظامه. [٥]
علاج نقص البوتاسيوم
تكمن الخطوة الأولى لعلاج نقص البوتاسيوم في إعطاء المريض المكملات الغذائية التي تحتوي عليه، وتكون معظم تلك المكملات على شكل حبوب أو أقراص تؤخذ عبر الفم، لكن الأمر قد يستدعي في بعض الحالات حقن البوتاسيوم عبر الوريد، وخصوصًا إذا كان مستواه منخفضًا جدًا في الدم، ويحتاج المريض إلى الحقن أيضًا عندما لا تفلح المكملات الغذائية في رفع مستوى البوتاسيوم، أو إذا كان انخفاضه سببًا في اضطراب معدل دقات القلب وعدم انتظامه، أما إذا كان نقص البوتاسيوم راجعًا إلى إصابة الشخص بمرض آخر، عندئذ سيتحرى الطبيب عن سبب المشكلة، وقد يوقف مثلًا استخدام مدرات البول إذا تبين أنها وراء نقص البوتاسيوم. [٦]
المصادر الغذائية الغنية بالبوتاسيوم
توجد العديد من المصادر الغذائية التي تحتوي على البوتاسيوم، ولعل من أبرز هذه المصادر ما يلي:[٧][٨]
- الأفوكادو: تزود نصف حبة من الأفوكادو؛ أي ما يزن (100 غرام) الجسم بما يقارب 487 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 10% من الاحتياج اليومي من هذا العنصر.
- البطاطا الحلوة: تزود حبة البطاطا الحلوة متوسطة الحجم الجسم بما يقارب 541 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 12% من الاحتياج اليوم من هذا العنصر، وأيضًا تحتوي على كمية صغيرة من البروتين، والتي تعد مصدرًا جيدًا للألياف الغذائية، والكربوهيدرات المعقدة، وكذلك تحتوي على نسبة جيدة من فيتامين أ، وتزود البطاطا الحلوة الجسم بـ 400% تقريبًا من الاحتياج اليومي لهذا الفيتامين.
- السبانخ: يزود الكوب واحد الذي يزن (156) غرامًا من السبانخ المجمدة الجسم بما يقارب 540 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 12% من الاحتياج اليومي لهذا العنصر، بينما تزود ثلاثة أكواب من السبانخ الطازجة، أي ما يزن 100 غرام الجسم بما يقارب 558 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 12% من الاحتياج اليومي.
- البطيخ: تزود شرحتان من البطيخ أي ما يزن (572) غرامًا الجسم بما يقارب 640 ملغ من البوتاسيوم؛ أي ما يعادل 14% تقريبًا من الاحتياج اليومي من هذا العنصر، بالإضافة إلى أن البطيخ يتميز باحتوائه على الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، والألياف الغذائية.
- ماء جوز الهند: يعد من المشروبات المرطبة التي تحتوي على الكهرليات الرئيسة التي تفيد في سحب المياه إلى الخلايا، بالإضافة إلى أنّ السكريات الطبيعية تزود الجسم بالطاقة أثناء التمرين، وتغذّي مخازن الجليكوجين الذي يفقد خلال الرياضة، ويزود الكوب الواحد (240) مل من ماء جوز الهند الجسم بما يقارب 600 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 13% من الاحتياج اليومي من هذا العنصر، وتجدر الإشارة إلى أن ماء جوز الهند يعد مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية، مثل الصوديوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والمنغنيز.
- الفاصولياء البيضاء: يزود الكوب الواحد من الفاصولياء البيضاء، أي ما يزن (179) غرامًا الجسم بما يقارب 829 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 18% من الاحتياج اليومي من هذا العنصر، بالإضافة إلى أن الفاصولياء البيضاء تتميز باحتوائها على نسبة عالية من فيتامين ب، والحديد، والبروتينات النباتية، بالإضافة إلى إنها تفيد في منح الشعور بالشبع لمدة طويلة نظرًا لاحتوائها على الألياف الغذائية.
- معجون الطماطم: تزود ثلاث ملاعق من معجون الطماطم، أي ما يزن 50 غرامًا الجسم بما يقارب 486 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 10% من الاحتياج اليومي من عنصر البوتاسيوم، ويتميز معجون الطماطم بأنه يحتوي على نسبة جيدة من فيتامين ج ، والليكوبين.
- المشمش المجفف: تزود ست حبات من المشمش المجفف الجسم بما يقارب 488 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 10% من الاحتياج اليومي من عنصر البوتاسيوم، وتجدر الإشارة إلى أنه يعد مصدرًا جيدًا للألياف الغذائية، وفيتامينَ أ، وفيتامين هـ.
- الموز: يعد الموز من المصادر الغية بعنصر البوتاسيوم، وتزود الموزة الواحدة الجسم بما يقارب 422 ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 9% من الاحتياج اليومي من عنصر البوتاسيوم.
المراجع
- ^ أ ب "Low Potassium (Hypokalemia)", emedicinehealth, Retrieved 2019-11-30. Edited.
- ↑ "8 Signs and Symptoms of Potassium Deficiency (Hypokalemia)", healthline, Retrieved 2019-11-30. Edited.
- ↑ Timothy Huzar (2019-1-22), "What to know about hypokalemia"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-1-24. Edited.
- ↑ "Low Potassium Levels in Your Blood (Hypokalemia)", my.clevelandclinic, Retrieved 2019-11-30. Edited.
- ↑ Amber Erickson Gabbey (2016-10-31), "Hypokalemia"، healthline, Retrieved 2019-1-24. Edited.
- ↑ "What is Hypokalemia?", webmd, Retrieved 2019-1-24. Edited.
- ↑ "Top 15 Potassium-Rich Foods to Start Eating Today", draxe, Retrieved 2019-11-30. Edited.
- ↑ "15 Foods That Pack More Potassium Than a Banana", healthline, Retrieved 2019-11-30. Edited.