أعراض بداية الزهايمر

أعراض بداية الزهايمر
أعراض بداية الزهايمر

الزهايمر

يشتهر مرض الزهايمر بكونه أكثر أشكال الخرف شيوعًا بين الناس، وهو يبدأ تدريجيًا على شكل ضعف بسيط أو خفيف للذاكرة، ليتطور شيئًا فشيئًا إلى التسبب في حدوق فقدان للقدرة على الاستجابة نهائيًا للبيئة المحيطة أو فشل في الانخراط في الأحاديث والحوارات العادية، وعادةً ما يؤثر هذا المرض على المراكز الدماغية المسؤولة عن الذاكرة، والتفكير، واللغة، ومن المعروف أن لمرض الزهايمر انعكاساتٍ على جودة حياة الإنسان وعلى قدرته على القيام بالأنشطة اليومية العادية أيضًا، وعلى الرغم من كثرة الأبحاث والدراسات العلمية حول موضوع مرض الزهايمر، إلا أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية قد اعترفت بعدم التوصل إلى الآن إلى الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بالزهايمر، وقد تحدثت هذه المراكز كذلك عن وجود 5 ملايين حالة من الزهايمر في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها في عام 2014، وقالت بأن أعراض مرض الزهايمر تظهر عادةً بعد سن 60 سنة، لكن قد تظهر أحيانًا هذه الأعراض لدى الأفراد في أعمارٍ مبكرة أيضًا، وهذا الأمر بالطبع ليس بالأمر الشائع كثيرًا[١]، وعلى أية حال ستحاول الأسطر التالية ذكر المزيد عن أعراض بدايات وأسباب مرض الزهايمر وطرق الوقاية منه إن وجدت.


أعراض بداية الزهايمر

تتميز الأعراض الأولى للزهايمر بكونها خفيفة نوعًا ما، لكن كلما تضررت أعصاب الدماغ مع مرور الوقت، كلما ازدادت حدة هذه الأعراض سوءًا وكلما انعكست سلبًا على حياة المصاب، وغالبًا ما يتسبب الزهايمر في البداية بحدوث مشاكل في الذاكرة، ليشعر المصاب بصعوبة ملحوظة في تذكر الأحداث أو تعلم مزيدٍ من المعلومات، لكنه غالبًا يبقى قادرًا على تذكر الذكريات التي حدثت منذ فترة زمنية طويلة، ويرجع سبب ذلك إلى استهداف الزهايمر في البداية لمنطقة من الدماغ تُدعى بالحصين (Hippocampus)، التي لها دورٌ مهم في حفظ الذاكرة اليومية، لكن ومع مرور الوقت، تبدأ الذاكرة بالتدهور أكثر وهذا قد يتجسد على شكل[٢]:

  • نسيان مكان وضع الأغراض الشخصية داخل المنزل؛ كالمفاتيح والنظارات.
  • نسيان أسماء الأصدقاء القدامى والمعاناة عند انتقاء الكلمات الصحيحة أثناء الحديث.
  • نسيان الأحداث الحالية أو المحادثات التي دارت منذ فترة قصيرة.
  • الشعور بالضياع في مكان مألوف أصلًا.
  • نسيان المواعيد أو التواريخ المهمة.

وقد يُعاني مرضى الزهايمر في البداية أيضًا من تغيراتٍ في المزاج لديهم، وقد يشعرون بالقلق، والاكتئاب، والغضب السريع، كما أن الكثيرين منهم يفقدون اهتمامهم بالناس وفي الأحداث من حولهم وربما في هواياتهم الشخصية أيضًا، وهذا ينعكس سلبًا على حياتهم الشخصية وحياة الأفراد الذين من حولهم[٢]، ومن الجدير بالذكر أن بوسع أغلب المرضى التعرف على حقيقة إصابتهم بهذا المرض خلال المرحلة الأولى من المرض، وقد يواجهون مشكلة في إتمام أعمالهم اليومية أو الحاجة لوقت أطول لإتمامها، كما قد تظهر أثناء هذه المرحلة مشاكل تتعلق بإسراف المال ودفع الفواتير وكثرة طرح الأسئلة بتكرار، وربما مشاكل أخرى لها علاقة بسلوكيات وشخصية المصاب أيضًا[٣].


أسباب مرض الزهايمر

على الرغم من اعتراف الكثير من الجهات الصحية الرسمية بعدم توصلهم للأسباب الحقيقة وراء الإصابة بمرض الزهايمر، إلا أن خبراء وجهات صحية أخرى يرون بأن سبب الزهايمر يرجع إلى تراكم البروتينات الشاذة في خلايا الدماغ، خاصة البروتينات النشوانية (Amyloid) وبروتينات أخرى تُدعى ببروتينات التاو (Tau)، لكن وفي نفس الوقت، يُقر الخبراء بجهلهم حول كيفية حدوث هذه العملية داخل الدماغ، لكنهم متيقنون بأنها تبدأ في أعوام مبكرة قبل بداية ظهور الأعراض، وعادةً ما يترافق تضرر خلايا الدماغ مع حدوث انخفاض ملحوظ في مستوى النواقل العصبية المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، خاصة ما يُعرف بأسيتيل كولين (Acetylcholine)، وهذا في المحصلة يؤدي إلى انكماش في حجم مناطق معينة من الدماغ مع مرور الوقت، وعلى أية حال، أصبح الخبراء متيقنون من وجود عوامل كثيرة تزيد من خطر أو فرص الإصابة بهذا المرض، مثل[٤]:

  • العمر: تتضاعف فرص الإصابة بمرض الزهايمر كل خمس سنوات بعد الوصول لسن 65 سنة.
  • التاريخ المرضي في العائلة: ينشأ مرض الزهايمر لدى البعض بسبب امتلاكهم لأحد الجينات المتوارثة عن أبائهم أو أمهاتهم.
  • متلازمة داون: تزداد فرص الإصابة بمرض الزهايمر عند المصابين أصلًا بمتلازمة داون؛ وذلك لأن الاضطراب الوراثي المسبب لمتلازمة داون يُمكنه أن يؤدي أيضًا إلى تراكم ترسبات البروتينات النشوانية في الدماغ.
  • إصابات الرأس: على الرغم من الحاجة لإجراء مزيدٍ من الأبحاث لتعزيز صحة هذا الأمر، إلا أن بعض الباحثين قالوا إن فرص الإصابة بمرض الزهايمر تزداد لدى الأفراد الذين تعرضوا من قبل لضربة أو إصابة مباشرة على الرأس.
  • أمراض القلب والشرايين: تلعب العوامل الحياتية المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين دورًا أيضًا في الإصابة بمرض الزهايمر؛ كالتدخين، والسمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.
  • عوامل إضافية: أشارت بعض الدراسات العلمية إلى ارتفاع فرص الإصابة بمرض الزهايمر لدى المصابين بفقدان السمع، والاكتئاب، والذين يعيشون لوحدهم أو الذين يتبعون أنماطًا حياتية خاملة أو كسولة.


الوقاية من مرض الزهايمر

لا يوجد طريقة مثالية أو معيارية لعلاج أو للوقاية من مرض الزهايمر، لكن بعض الباحثين باتوا يتحدثون عن إمكانية الحفاظ على الصحة المعرفية أو الإدراكية عبر اتباع العادات أو الأنماط الحياتية الصحية، مثل[٥]:

  • التوقف عن التدخين.
  • ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
  • تجربة التمارين الذهنية أو الإدراكية.
  • التركيز على تناول الأطعمة النباتية.
  • استهلاك المزيد من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
  • التحلي بحياة اجتماعية جيدة.


مَعْلومَة

يرجع فضل الكشف عن أول حالة إصابة بمرض الزهايمر إلى الطبيب الألماني ألويس ألزهايمر عام 1906، الذي عاين في البداية حالة امرأة بعمر 51 سنة كانت تشكو من الخرف، وفقدان الذاكرة، والارتباك، وقد تمكن هذا الطبيب من تسجيل أعراضها بدقة، ثم وبعد وفاتها عن عمر يناهز 55 سنة، قرر الطبيب إرسال دماغها إلى مختبراته لإجراء مزيدٍ من الفحوصات عليه، ليكتشف بعد ذلك وجود علاماتٍ محددة في دماغيها تشير إلى تراكم البروتينات النشوية، ومن المثير للاهتمام أن العلماء لم يتكمنوا من الحصول على أعمال ألويس ألزهايمر الكاملة وتقاريره وملاحظاته حول هذه الحالة إلا بعد عام 1995[٦].


المراجع

  1. "Alzheimer's Disease", Centers for Disease Control and Prevention (CDC),2-6-2020، Retrieved 6-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Symptoms of Alzheimer's disease", Alzheimer's Society, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  3. "Alzheimer's Disease Fact Sheet", National Institute on Aging (NIA),22-5-2019، Retrieved 6-6-2020. Edited.
  4. "Alzheimer's disease-Causes", National Health Service (NHS),10-5-2018، Retrieved 6-6-2020. Edited.
  5. Timothy J. Legg, PhD, PsyD, CRNP, ACRN, CPH (24-5-2019), "Everything You Need to Know About Alzheimer’s Disease"، Healthline, Retrieved 6-6-2020. Edited.
  6. Esther Heerema, MSW (27-11-2019), "How Alzheimer's Disease Was Discovered"، Very Well Health, Retrieved 6-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :