أضرار زيادة البروتين في الجسم

أضرار زيادة البروتين في الجسم
أضرار زيادة البروتين في الجسم

البروتين

يعرف البروتين بأنه من العناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان؛ فالبروتين يدخل في وظائف خلايا الدماغ والجلد والشعر والأظافر وغيرها، وتشير بعض التخمينات إلى أن نصف وزن الجسم الجاف يتكون من البروتين، ويحصل الإنسان على احتياجاته اليومية إلى البروتين من النظام الغذائي اليومي الذي يتبعه؛ إذ ثمة بعض المصادر الغذائية الغنية بالبروتين مثل اللحوم المختلفة والبقوليات، وتتفكك البروتينات في الجسم أثناء عملية الهضم فتُنتج الأحماض الأمينية التي تشكل اللبنات الأساسية لجميع البروتينات، وحالما تدخل تلك الأحماض إلى الجسم، تُستخدم مباشرة في إنتاج بروتينات جديدة مثل الإنزيمات والهرمونات كالأدرينالين، كذلك، يستعملها الجسم أحيانًا كمصدر للطاقة، وتتعدد الفوائد الصحية للبروتين في الجسم، إذ إنه يعزز عملية حرق الدهون، ويحسن تعافي العضلات، ويساهم في عملية التئام الجروح، وتبين كذلك أنه يضطلع بدور في مكافحة مرض السكري عبر المحافظة على توازن مستويات السكر في الدم، وهو ضروري لوظائف الدماغ.[١][٢]


أضرار زيادة البروتين في الجسم

ينطوي استهلاك كميات كبيرة من عنصر غذائي معين، بصرف النظر عن نوعه، على بعض المخاطر والأضرار الصحية، والأمر ذاته يسري على البروتين الذي يرتبط تناول كميات كبيرة منه مع بعض الأضرار التي تتضمن كلًا مما يأتي:[٣]

  • زيادة الوزن: يرتبط تناول الوجبات الغذائية الغنية بالبروتين مع انخفاض الوزن، بيد أن انخفاضه في حالات كهذه يكون مؤقتًا وقصير الأمد؛ فالبروتينات الزائدة التي يستهلكها الشخص يخزنها الجسم على شكل دهون، وهذا الأمر يحتمل أن يؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة الوزن، لا سيما إذا كان الشخص يستهلك سعرات حرارية كثيرة خلال محاولته زيادة نسبة البروتين؛ وقد بينت دراسة علمية أجريت عام 2016 وجود صلة بين زيادة الوزن وبين تناول وجبات غذائية قائمة على البروتينات عوضًا عن الكربوهيدرات، وليس عوضًا عن الدهون.
  • رائحة الفم الكريهة: يسبب تناول كميات من البروتين في النظام الغذائي اليومي معاناة الإنسان من رائحة الفم الكريهة، لا سيما إذا ترافق ذلك مع تقليل كمية الكربوهيدرات، ويعزى هذا الأمر جزئيًا إلى دخول الجسم في عملية استقلابية طبيعية تدعى بالكيتوزية أو فرط كيتون الجِسم، مما يؤدي إلى إنتاج بعض المواد والمركبات الكيميائية المسؤولة عن رائحة الفم الكريهة عند الشخص، وفي حالات كهذه، لا يكفي تنظيف الأسنان والفم بالفرشاة والخيط للتخلص من الرائحة الكريهة، بيد أن الشخص قادر على تخفيف أعراضها عبر زيادة كمية الماء الذي يستهلكه، وتنظيف الأسنان بالفرشاة مرات أكثر ومضع بعض أصناف العلكة.
  • الإمساك: يحتمل أن يقود تناول كميات كثيرة من البروتين إلى الإصابة بالإمساك؛ ومرد ذلك في المقام الأول إلى انخفاض كمية الألياف الغذائية في الأنظمة الغذائية الغنية بالروتين والقليلة بالكربوهيدرات، ويمكن للرجل أن يتغلب على هذا الأمر عبر زيادة استهلاك الماء والألياف الغذائية، فهما يقيان الجسم من الإمساك.
  • الجفاف: يتخلص جسم الإنسان من النيتروجين الزائد مع السوائل والماء، مما يصيب الإنسان بالجفاف رغم قلة شعوره بالعطش، وقد أجريت دراسة علمية صغيرة عام 2002، وشملت مجموعة من الرياضيين، فبينت نتائجها تراجع مستويات الترطيب في الجسم عند زيادة تناول البروتين، في المقابل، أجريت دراسة أخرى عام 2006، وبينت نتائجها وجود تأثير ضئيل لزيادة استهلاك البروتين على مستويات الماء، ومع ذلك، يستطيع الإنسان تقليل خطر هذا الأمر عبر زيادة استهلاك الماء، وشرب كميات كافية منه على مدار اليوم.
  • الإسهال: يمكن للإفراط في تناول الألبان أو الأطعمة المعالجة مع وجود نقص في الألياف الغذائية أن يؤدي إلى حدوث الإسهال، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، أو الأشخاص الذين يتناولون المصادر الغذائية الغنية بالبروتين بكثرة، كاللحوم المقلية، والأسماك، والدواجن.
  • تلف الكلى: لا يوجد حتى الآن دراسات علمية موثوقة بشأن وجود صلة بين ارتفاع نسبة البروتين في الجسم، وبين تلف الكلى عند الأفراد السليمين والأصحاء، بيد أن هذا الارتفاع يحتمل أن يؤدي إلى تفاقم الضرر والتلف عند الأشخاص المصابين أصلًا بأمراض الكلى، ومرد هذا الأمر إلى زيادة كمية النيتروجين الموجودة في الأحماض الأمينية التي تشكل البروتينات، مما يدفع الكلى المصابة بالتلف إلى بذل جهد أكبر للتخلص من النيتروجين الزائد والفضلات الأخرى الناتجة عن استقلاب البروتين، وفي هذا الصدد، أجريت دراسة علمية عام 2012 حول تأثيرات الأنظمة الغذائية قليلة الكربوهيدرات والغنية بالبروتين على الكلى، مقارنة بتأثير الأنظمة الغذائية القليلة بالدهون عليها، وبينت نتائج الدراسة على البالغين الأصحاء المصابين بالسمنة أن اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات وغني بالبروتين لإنقاص الوزن على مدار عامين لم يسبب أي تأثيرات ضارة ملحوظة على الترشيح الكلوي، أو الزلال البولي، أو توازن السوائل والكهارل، مقارنة باتباع نظام غذائي قليل بالدهون.
  • خطر الإصابة بالسرطان: يرتبط الإفراط في تناول اللحوم الحمراء التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وسرطان الثدي.
  • أمراض القلب: يمكن للإفراط في استهلاك البروتين في الأطعمة الغذائية أن يزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب؛ وذلك لأنَّه مرتبط بالإفراط في استهلاك الدهون المشبعة والكوليسترول.
  • انخفاض مستوى الكالسيوم: يسبب تناول اللحوم واتباع النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين انخفاضًا في مستوى الكالسيوم في الدم، والذي يكون مرتبطًا بالإصابة بهشاشة العظام وضعفها، لكنّ الخبراءَ يؤكّدون على أنّ هذا المفعول هو مؤقت ولا يدوم على المدى البعيد، كما أنّ دراسات أخرى أكّدت عكس ذلك تمامًا وذهبت إلى القول بأن استهلاك المزيد من البروتين يُحسّن من صحة العظام ولا يؤذيها.[٤]


أخطار مساحيق البروتين

يُعدُّ مسحوق البروتين أحد المكمّلات الغذائيّة التي يقبل على تناولها الراغبون بزيادة الكتل العضلية لديهم، لكن يبقى هنالك مجموعة من الأخطار المرتبطة بتناولها، مثل:[٥]

  • تُعدُّ مساحيق البروتينات مكمّلات غذائية غير واقعة تحت رقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لذلك فإنّ أمانة تصنيعها وسلامتها هي بأيدي المنتجين وحدهم.
  • يُمكن لهذه المساحيق أن تسبّب مشاكل هضميّة، خاصةً عند الأفراد الذين يُعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
  • يُمكن أن تكون هذه المساحيق ذات محتوى عالٍ من السكر، والسعرات الحرارية، وربما مواد كيميائية أخرى ذات طبيعية سامة.


أسباب زيادة نسبة البروتين في الجسم

يُطلق الباحثون تسمية "فرط بروتينات الدم" على الزيادة الحاصلة في تركيز البروتين في مجرى الدم، وينفي الخبراء احتمالية أن تكون هذ الزيادة مشيرةً إلى الإصابة بمرض بحدّ ذاته، بل هي علامة على وجود مشكلات صحية أخرى، ويرون أنّ من النادر أن تؤدّي زيادة البروتين في الجسم إلى حدوث علامات أو أعراض، وعادةً ما يصل الأطباء إلى قناعة بوجود هذه المشكلة بعد تأكيد ارتفاع نسبة البروتين في الدم أثناء خضوع الشخص إلى فحوصات الدم.

وينفي الخبراء أن تكون الزيادة الحاصلة في مستوى البروتين في الدم راجعةً إلى تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، إذ إنّ الزيادة ناجمةٌ في أغلب الأحيان عن الإصابة بأمراض أو اضطرابات صحية، منها:[٦]

  • الإصابة بما يُعرَف ب "الداء النشواني"، الذي يؤدّي إلى تراكم البروتينات في أعضاء الجسم المختلفة.
  • الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ب.
  • الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ج.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو الإيدز.
  • الإصابة بما يُعرف ب "الورم النّقوي المُتعدِّد"، وهو سرطان يُصيب بلازما خلايا الدم البيضاء.
  • الإصابة بالجفاف.


احتياجات الجسم اليومية إلى البروتين

تختلف احتياجات الجسم اليومية إلى البروتين تبعًا لجنس الشخص وعمره، وعلى العموم، تتوزع كمية الجرعة اليومية الموصى بها من البروتين وفقًا لما يأتي:[٧]

  • الذكور بين عمر 9-13 سنوات يحتاجون إلى 34 غرامًا من البروتين.
  • الذكور بين عمر 14-18 سنة يحتاجون إلى 52 غرامًا من البروتين.
  • الذكور بين عمر 19-70 سنة يحتاجون إلى 56 غرامًا من البروتين.


مصادر البروتين

يساعد البروتين على التخلص من الوزن الزائد، ويحفز الشعور بالشبع، لكن من المهم تناول الكميات الموصى بها من البروتين المناسب؛ وذلك للحصول على الفوائد الصحية التي تدعم صحة الجسم، وفي ما يأتي أهم المصادر الغذائية الغنية بالبروتين:[٨]

  • الصويا: قد يساهم الحصول على 50 غرامًا من بروتين الصويا في خفض مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة 3%، لذلك يجب تناوله بدلًا من المصادر الغذائية للبروتينات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون؛ وذلك لأنه يساهم في الحفاظ على نظام غذائي صحي، وهو مفيد للقلب.
  • المأكولات البحرية: التي تعد من أفضل مصادر البروتين؛ وذلك لأنَّها تحتوي على نسبة قليلة من الدهون، وتتضمن أسماك السالمون، التي تحتوي على نسبة أعلى قليلًا من الدهون، لكنها صحية ومفيدة للقلب؛ إذ تحتوي على الحمض الدهني أوميغا 3.
  • الحليب، والجبنة، واللبن: إذ تعد هذه الأغذية من المصادر الغنية بالبروتينات، والكالسيوم ، وفيتامين (د)، وللحفاظ على صحة العظام وقوة الأسنان يجب اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون، إذ إنَّها تساهم في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام.
  • الدواجن البيضاء: تعد لحوم الدواجن البيضاء من البروتينات الخالية من الدهون، وتحتوي اللحوم المشوية على نسبة أعلى قليلًا من الدهون، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجلد يعدّ من الدهون المشبعة، لذلك يجب التخلص منه قبل الطهي.
  • الفاصولياء: إذ إن 1/2 كوب من الفاصولياء يحتوي على بروتين ما يعادل حوالي أوقية من اللحم المشوي، كما أنَّها تحتوي على الألياف الغذائية، والتي تُبقي شعور الشبع عدّة ساعات.
  • البيض: والذي يعد من أقل المصادر الغذائية سعرًا، كما يحتوي على البروتين، ويُنصح بتناول الرّجال البالغين بيضةً واحدةً يوميًا.
  • لحوم البقر: تحتوي لحوم البقر على 2 غرام من الدهون المشبعة أكثر من صدر الدجاج دون دهون، كما تعدّ اللحوم من المصادر الغنية بالزنك، والحديد، بالإضافة إلى فيتامين ب12.


التغذية والبروتين

بالنسبة لمعظم الأشخاص فإنَّ النظام الغذائي المتنوع والصحي يوفر كميةً كافيةً من البروتين، كما أن زيادة تناول البروتينات لا تعني بالضرورة تناول المزيد من اللحوم، إذ توجد خيارات أخرى لتناول البروتينات الصحية، ومن أبرز تلك الخيارات ما يأتي:[٩]

  • اختر اللحوم قليلة الدهون، والدواجن، ومنتجات الألبان، وتجنب الدهون الموجودة في اللحوم، كما يجب تجنب تناول اللحوم المصنعة؛ وذلك لأنَّه يُضاف إليها الصوديوم.
  • اختر الأطعمة الصحية، فعلى سبيل المثال يفضّل اختيار الخبز الأسمر بدلًا من الخبز الأبيض، وزبدة الفول السوداني غير المحلاة.
  • تحقق من المكونات الموجودة في ألواح البروتين، والتي قد تحتوي على نسبة عالية من السكر.
  • اتبع طرق الطهي التي تكون دون إضافة الدهون الزائدة، مثل الشواء.
  • اختر الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي توفر الفوائد الصحية، كالألياف.


المراجع

  1. "Protein", betterhealth, Retrieved 2019-11-18. Edited.
  2. "9 Signs of a Protein Deficiency + How to Fix", draxe, Retrieved 2019-11-18. Edited.
  3. "Are There Risks Associated with Eating Too Much Protein?", healthline, Retrieved 2019-11-18. Edited.
  4. Kris Gunnars, BSc (27-4-2018), "Is Too Much Protein Bad for Your Health?"، Healthline, Retrieved 23-12-2018. Edited.
  5. "The hidden dangers of protein powders", Harvard Health Publishing,9-2018، Retrieved 23-12-2018. Edited.
  6. "High blood protein", Mayo Clinic,11-1-2018، Retrieved 13-2-2019. Edited.
  7. "How much protein is too much?", medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-18. Edited.
  8. "Good Protein Sources", webmd, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  9. Yvette Brazier (24-8-2019), "How much protein does a person need?"، medicalnewstoday, Retrieved 22-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

904 مشاهدة