محتويات
ارتفاع الكالسيوم في الجسم
على الرغم من حاجة الجسم إلى الكالسيوم لنمو العظام وإتمام وظائف الأعصاب والعضلات والدماغ، إلا أن ارتفاع مستوى الكالسيوم في الجسم يؤدي إلى عواقب ومشاكل كثيرة وخطيرة أحيانًا، ولقد أحصى الخبراء أكثر من 25 مرضًا مسؤولًا عن التسبب بهذه المشكلة، كما بات الكثيرون يلومون بعض أنواع الأدوية بالتسبب بهذه المشكلة أيضًا؛ كمدرات البول ومكملات فيتامين د وفيتامين أ، لكن الكثير من حالات زيادة الكالسيوم في الجسم يُمكن إرجاعها إلى الإصابة بما يُعرف بفرط الدريقات الأولي، الذي ينجم عن إفراز الغدد الدُّريقيَّة المجاورة للدرقية للكثير من الهرمونات الخاصة بها، وفي الحقيقة تُعد الغدد الدُّريقيَّة المجاورة للدرقية هي المسؤولة أصلًا عن تنظيم مستويات الكالسيوم في الجسم بالتعاون مع الكليتين، والأمعاء، والعظام[١].
أضرار ارتفاع الكالسيوم في الجسم
لا تظهر أي أعراض وعلامات أحيانًا على المصابين بحالات خفيفة من زيادة الكالسيوم في الجسم، لكن المصابين بحالات خطيرة قد يُعانون من عطش شديد، وكثرة التبول، وآلام البطن، والإمساك، والغثيان، وآلام العظام، وضعف العضلات، والارتباك، والإعياء، والقلق، والاكتئاب، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام نبضات القلب، أما بالنسبة إلى المضاعفات والآثار السيئة الناجمة عن زيادة الكالسيوم في الجسم فإنها تتضمن الآتي[٢]:
- هشاشة العظام: يؤدي طرح العظام لمزيد من الكالسيوم في الدم إلى جعل العظام أكثر ضعفًا وهشاشة مع مرور الوقت، وهذا يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام، الذي يُعاني المصابون به من سهولة تكسر العظام، وانحناء العمود الفقري، ونقص الطول مع الوقت، ومحدودية الحركة.
- حصى الكلى: تزداد فرص تشكل حصى وبلورات الكالسيوم داخل الكليتين عند المصابين أصلًا بزيادة مستوى الكالسيوم في الجسم، وتُعرف حصى الكلى بشدة الآلام الناجمة عنها، كما يُمكن لهذه الحصى أن تتسبب بأضرار سيئة للغاية على صحة الكلى أيضًا.
- الفشل الكلوي: تعجز الكليتان عن القيام بوظائفهما الطبيعية عند زيادة مستوى الكالسيوم في الدم، وتصبحان أقل مقدرة على تنظيف الدم من الفضلات وإنتاج الكمية الطبيعية من البول.
- المشاكل العصبية: تُلقي زيادة الكالسيوم في الجسم بآثارها السيئة على الدماغ والوظائف العصبية أحيانًا، وقد يشكو بعض المصابين من الارتباك، والضعف، والتعب، والخرف، وربما الدخول في غيبوبة أيضًا.
- عدم انتظام نبضات القلب: يلعب الكالسيوم دورًا مهمًا في إنتاج النبضات الكهربية التي تدفع بالقلب إلى الانقباض والنبض، لكن وجود الكثير من الكالسيوم في الجسم يؤدي إلى حصول مشاكل واضطرابات في نبضات القلب.
أسباب ارتفاع الكالسيوم
تساعد هرمونات جارات الغدة الدرقية وفيتامين د في إدارة توازن الكالسيوم في الجسم، ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع الكالسيوم في الدم ما يأتي:[٣]
- إفراز الغدد جارات الغدة الدرقية كميات زائدة من هرمونات جارات الدرقية، وينتج ذلك عن:
- تضحم في واحدة أو أكثر من الغدد الدرقية، وهم أربع غدد.
- ظهور الأروام على إحدى الغدد جارات الدرقية، وفي الحقيقة غالبًا ما تكون هذه الأورام أورامًا حميدة غير سرطانية.
- ارتفاع مستوى فيتامين د في الدم.
- النشاط المفرط للغدة الدرقية.
- أمراض الكلى المزمنة، والفشل الكلوي.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل: الليثيوم، ومدرات البول الثيازيدة.
- بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة، وسرطان الثدي، أو السرطان الذي ينتشر لأعضاء الجسم.
- بعض أنواع العدوى أو الاضطرابات الصحية، مثل: مرض باجيت، ومرض السل، داء الساركويد.
- الحالات الوراثية، والتي تؤثر في قدرة الجسم على الحفاظ على مستويات طبيعية من الكالسيوم.
- تناول الكالسيوم بكثرة، والتي تعرف باسم متلازمة الحليب القلوي، والتي تحدث عندما يأخذ الشخص أكثر من 2000 ميليغرام من مكملات بيكربونات الكالسيوم في اليوم مع جرعات عالية من مكملات فيتامين د.
أعراض ارتفاع الكالسيوم
عند ارتفاع الكالسيوم الخفيف قد لا تظهر أي أعراض، وإذا كانت الحالة أكثر خطورة تظهر عادةً أعراض وعلامات تؤثر في أجزاء مختلفة من الجسم، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٤]
- الأعراض العامة: وتتضمن ما يـأتي:
- الصداع.
- التعب.
- الأعراض المرتبطة بالكلى: تتضمن ما يأتي:
- العطش الشديد.
- التبول المفرط.
- ألم بين الظهر وأعلى البطن في جانب واحد من الجسم بسبب حصى الكلى.
- الأعراض المرتبطة بالبطن: وتتضمن ما يأتي:
- فقدان الشهية.
- ألم البطن.
- الاستفراغ.
- الإمساك.
- الغثيان.
- الأعراض المرتبطة بالعضلات: بؤثر ارتفاع الكالسيوم في العضلات، وقد يُسبب الضعف، والتشنجات، والتقلص النفضي.
- الأعراض المرتبطة بالعظام: منها:
- ألم في العظام.
- الكسور.
الوقاية من ارتفاع الكالسيوم
تغير نمط الحياة يساعد في الحفاظ على مستويات الكالسيوم في الجسم وصحة العظام، وللوقاية من ارتفاع الكالسيوم في الجسم، يجب اتباع ما يأتي:[٥]
- شرب الكثير من الماء: البقاء رطبًا يمكن أن يُقلل من مستويات الكالسيوم في الجسم، وقد يؤدي إلى تجنب حدوث حصى الكلى.
- ممارسة التمارين الرياضية وتمارين القوة: تُعزز تقوية العظام والصحة.
- الإقلاع عن التدخين: فالتدخين يزيد من فقدان العظام، فإن الإقلاع يُقلل من خطر الإصابة بالسرطان والمشاكل الصحية الأخرى.
- اتباع القواعد الإرشادية للأدوية والمكملات: مما يُقلل من خطر استهلاك الكثير من فيتامين د، وتطور حالة فرط الكالسيوم في الدم.
علاج زيادة الكالسيوم في الجسم
تتباين الطرق العلاجية الخاصة بحالات زيادة الكالسيوم في الدم اعتمادًا على شدتها، كما يأتي[٦]:
- الحالات الخفيفة: لا يرى الخبراء ضرورة مستعجلة لعلاج الحالات الخفيفة من ارتفاع الكالسيوم، لكن سيكون من الأفضل مراقبة حالة المريض ومعرفة السبب الحقيقي وراء الإصابة بهذه المشكلة، لكن من الواجب التذكير دائمًا بأن حتى الحالات الخفيفة من زيادة الكالسيوم يُمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بحصى الكلى ومشاكل أخرى في الكلى مع مرور الوقت.
- الحالات المتوسطة إلى الشديدة: يُصبح من الضروري اصطحاب المريض إلى المشفى في حال كان يُعاني من حالة متوسطة أو شديدة من زيادة الكالسيوم في الجسم، وستهدف العلاجات التي سيقدمها أطباء المستشفى إلى عودة مستوى الكالسيوم مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي لمنع حصول أي مضاعفات سيئة على صحة العظام والكليتين، وقد يضطر الأطباء إلى القيام بما يأتي من أجل الوصول إلى هذه الغاية:
- إعطاء المريض هرمون الكالسيتونين، الذي تفرزه الغدد الدرقية أصلًا بهدف إبطاء عمليات تحلل العظام.
- إعطاء المريض سوائل وريدية لخفض مستوى الكالسيوم في الدم والحماية من الجفاف.
- إعطاء المريض أدوية الكورتيكوستيرويد المضادة للالتهابات، خاصة في حال كان المريض يُعاني من ارتفاع في مستوى فيتامين د أيضًا.
- إعطاء المريض مدرات البول العُروِيّة لمساعدة جسمه على التخلص من الفائض من الكالسيوم عبر البول.
- إعطاء المريض أدوية البيسفوسفونات عبر الوريد من أجل تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم.
وعلى أي حال، يضطر الأطباء أحيانًا إلى إجراء عملية جراحية لإزالة بعض أنسجة الغدد الدُّريقيَّة التي تسبب المشكلة في حال اقتضت الحاجة لذلك، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى حقن المريض بجرعة صغيرة من إحدى المواد المشعة من أجل تحديد الغدة التي أدت إلى زيادة الكالسيوم في الدم[٧].
المراجع
- ↑ "Hypercalcemia", Cleveland Clinic,2-7-2018، Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ Judith Marcin, MD (1-6-2018), "What happens when calcium levels are high?"، Medical News Today, Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ Brent Wisse, MD, "Hypercalcemia"، medlineplus, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ Amanda Delgado (27-7-2017), "Hypercalcemia: What Happens If You Have Too Much Calcium?"، healthline, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ Lana Burgess (1-6-2018), "What happens when calcium levels are high?"، medicalnewstoday, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ Judith Marcin, MD (17-7-2017), "Hypercalcemia: What Happens If You Have Too Much Calcium?"، Healthline, Retrieved 1-8-2019. Edited.
- ↑ "Hypercalcemia", Mayo Clinic,6-3-2018، Retrieved 1-8-2019. Edited.