أسباب تدخين المراهقين

أسباب تدخين المراهقين
أسباب تدخين المراهقين

تدخين المراهقين

يبدأ معظم المدخنين بممارسة عادة التدخين في فترة المراهقة على وجه التحديد، وتزداد فرص التدخين لدى المراهقين الذين لديهم أولياء أمور أو أقرباء آخرين يُمارسون هذه العادة، وقد يبدأ المراهق بالقول بأنه يريد فقط "تجربة" التدخين في البداية، لكن سرعان ما يُصبح مدمنًا على التدخين، وللأسف توجد الكثير من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تلعب دورًا في دفع المراهقين للتدخين؛ كدعايات التدخين وتخفيضات أسعار الدخان؛ فمن المعروف أن منتجي الدخان يصرفون ملايين الدولارات لتسويق منتجاتهم على شاشات التلفاز بهدف إظهار منتجاتهم بأنها آمنة وممتعة، كما بات هنالك حضور قوي للتدخين داخل الكثير من ألعاب الفيديو والأفلام السينمائية التي تُساهم في جعل التدخين يبدو أمرًا طبيعيًا في أذهان المراهقين والأجيال الشابة، ومما لا شك فيه كذلك أن لشيوع السجائر الالكترونية دورٌ في تحسين صورة الدخان بين الشباب بسبب اعتقاد الكثيرين أن لهذه السجائر أضرار أقل من السجائر العادية وبأنها أسهل من ناحية الاستخدام أيضًا[١].


أسباب تدخين المراهقين

يرجع سبب التدخين لدى المراهقين إلى أحد الأسباب التالية[٢]:

  • تدخين أحد الوالدين.
  • وجود أصدقاء أو أقران مدخنين قد يشجعون غيرهم على التدخين.
  • اعتقاد المراهق بأن التدخين هو شكل من أشكال التمرد والاستقلالية.
  • اعتقاد المراهق بأن عادة التدخين هي أمرٌ طبيعي ومنتشر بكثرة بين الناس، وأن عليه القيام بنفس الأمر كما هو حال الآخرين.
  • استخدام شركات ومنتجي التبغ لأساليب تسويقية ذكية تهدف خصيصًا فئة المراهقين.
  • انخفاض سعر سجائر التبغ وسهولة الحصول عليها بسبب قلة الضرائب المفروضة على هذه المنتجات في بعض البلدان.
  • رغبة المراهق بتجربة أشياء جديدة دون الوعي بأخطار هذه الأشياء على المدى البعيد.
  • كون النيكوتين الموجود في سجائر التبغ قادرًا على جعل المراهق يشعر ببعض السعادة وراحة البال دون التسبب في الثمالة الظاهرة بوضوح كما هو حال الكحوليات.


عوامل أخرى لتدخين المراهقين

يتحدث المختصون عن وجود عوامل كثيرة تُساهم في دفع المراهقين إلى تجربة التدخين؛ كشعور المراهق بالتوتر وقلة الثقة بالنفس وغيرها من الأمور التي يُمكن شرح أبرزها على النحو الآتي[٣]:

  • العمر: ترتفع نسب تدخين سجائر التبغ عند مراحل المراهقة المتقدمة وليست المبكرة، لكن نسب تجربة الدخان لأول مرة تظهر أكثر في مراحل المراهقة المبكرة.
  • الجنس: تجنح المراهقات نحو تدخين عدد أقل من السجائر يوميًا واستخدام أنواع الدخان الذي يحتوي على نيكوتين أقل واستنشاق الدخان اعتباطيًا وليس بعمق، على عكس حال المراهقين الذكور الذين ترتفع لديهم فرص استخدام السجائر الإلكترونية أيضًا.
  • العرق: تشير تقارير الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى انتشار التدخين بين المراهقين البيض بنسب تفوق المراهقين المنحدرين من أصول إفريقية أو لاتينية، لكن نسب تدخين السيجار ترتفع أكثر بين المراهقين المنحدرين من أصول إفريقية.
  • انخفاض فرص الذهاب إلى الجامعة: تنخفض فرص التدخين عند المراهقين الذين يُخططون للالتحاق بالجامعة.
  • جهل الأبوين: تزداد فرص التدخين عند المراهقين الذين لديهم آباء وأمهات لم يدخلوا الجامعة من قبل أو الذين لم يتلقوا تعليمًا داخل الكليات التعليمية.
  • التوتر: تُعد المواقف المثيرة للتوتر وحوادث الاعتداء والمشاكل العائلية والانفصال من بين العوامل التي تدفع الكثير من المراهقين إلى تجربة الدخان.
  • مخاوف بشأن زيادة الوزن: يُفضل الكثير من المدخنين الاستمرار في التدخين بسبب خوفهم من كسب المزيد من الوزن في حال توقفوا عن التدخين.


آثار التدخين على المراهقين

يبدأ 90% من المدخنين بممارسة هذه العادة السيئة قبل وصولهم إلى سن 18 عامًا، ومن المحتمل أن يكون التدخين سببًا في وفاة ثلث هؤلاء الأفراد نتيجة للأمراض المرتبطة بالتدخين، وهذا كان سببًا في حصر مبيعات الدخان على الأفراد البالغين فوق سن 21 عامًافي بعض البلدان، ومن بين آثار التدخين السيئة عند المراهقين ما يلي[٤]:

  • الإدمان على النيكوتين.
  • الإصابة بحالة مزمنة من السعال.
  • الإصابة بالمشاكل الرئوية وتسارع نبضات القلب.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • فقدان المراهقين لجزء من قدرتهم الجسدية ومقدرتهم على التحمل.
  • معاناة المراهقين من رائحة الفم السيئة واصفرار الأسنان والأظافر.
  • زيادة فرص المراهقين بالإصابة ببعض أنواع السرطانات، خاصة سرطان الرئة.
  • اكساب الملابس والشعر رائحة سيئة بسبب الدخان.
  • زيادة خطر انخراط المراهقين في المشاكل العنيفة، وحمل السلاح، والممارسات الجنسية الشاذة، فضلًا عن شرب الكحوليات[٥].


مواجهة التدخين عند المراهقين

يجب على المربين وأولياء الأمور إيجاد حلول عملية لإقناع المراهقين بضرورة الإقلاع عن التدخين، وفيما يلي بعض هذه الحلول[٦]:

  • تكوين القدوة الحسنة: يجب على الأهالي وأولياء الأمور الإقلاع عن التدخين أو تجنب التدخين أمام أبنائهم المراهقين أو ترك ما يدل على التدخين في المنزل لتعويد الأطفال والمراهقين على نبذ التدخين.
  • توعية المراهقين: لا بد من توعية المراهقين حول حجم التأثير الكبير للدعايات والأفلام على تصرفاتهم واختياراتهم، كما يجب الحديث معهم حول الأصدقاء المدخنين وحجم تأثيرهم على قراراتهم، ويجب أيضًا توعيتهم بأخطار السجائر الإلكترونية وأنواع الدخان الأخرى التي يظنون بأنها غير مؤذية لكنها في الواقع مؤذية ويُمكن أن تُسبب مشاكل رئوية لديهم.
  • التأكيد على الرفض: يتميز المراهقون بالعناد الشديد وعدم الاستماع لما يقوله البالغون، لكن ومع ذلك فإن من الأفضل للبالغين التأكيد دائمًا على رفض التدخين وعدم السماح لهم بالتدخين مهما حدث.
  • التذكير بمشاكل الدخان: يجب على أولياء الأمور تذكير المراهقين بأن التدخين يجعل رائحتهم كريهة للغاية ويؤدي إلى اصفرار أسنانهم وأظافرهم، بالإضافة إلى أضراره الأخرى.
  • التذكير بالأعباء المالية: لا يُمكن التغاضي عن الأعباء المالية الكثيرة المرتبطة بالدخان؛ فسجائر التبغ هي منتجات مكلفة وليست رخيصة في الكثير من الدول، ويُمكن للمراهقين استثمار أموال الدخان في شراء أشياء أخرى قد يرغبون بها وأكثر فائدة لهم؛ كالملابس أو حتى الهواتف الذكية.
  • التذكير بتجارب الآخرين: يظن المراهقون أن آثار الدخان السيئة تحدث للآخرين ولا تحدث لهم، وهنا يجب على أولياء الأمور الحديث مع هؤلاء المراهقين عن أمثلة أخرى من المعارف أو المشاهير الذين كانوا ضحايا لمساوئ الدخان.

وفي النهاية، يجب على أولياء الأمور عدم إرضاخ المراهقين لترك التدخين باستخدام القوة والعقاب، كما يجب عليهم الاستماع ومناقشة أفكار وآراء المراهقين بموضوعية وبانفتاح لإشعارهم بالاحترام المتبادل، وقد يكون من الأنسب كذلك إرشاد هؤلاء المراهقين إلى ممارسة نشاطات أخرى معارضة للتدخين؛ كالرياضة مثلًا[٧].


المراجع

  1. "Why People Start Smoking and Why It’s Hard to Stop", American Cancer Society,13-11-2015، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  2. "Why Kids Start Smoking", American Lung Association,4-3-2019، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  3. "Adolescents and Tobacco: Risk and Protective Factors", U.S. Department of Health & Human Services,8-4-2019، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. "Smoking Hurts Everyone", American Academy of Pediatrics,20-10-2015، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. "Teenage Smoking", Cleveland Clinic,12-2013، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. "Teen smoking: 10 ways to keep teens smoke-free", Mayo Clinic,11-10-2019، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  7. Elana Pearl Ben-Joseph, MD (9-2019), "Kids and Smoking"، Kids Health, Retrieved 30-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

540 مشاهدة