أسباب انخفاض سعر الذهب عالميًا

أسباب انخفاض سعر الذهب عالميًا
أسباب انخفاض سعر الذهب عالميًا

الذهب

يُعدّ الذهب معدنًا ثمينًا أصفر اللون ولامع، وهو عنصر كيميائي يقع في المجموعة الحادية عشرة من الجدول الدوري، ويتصّف بعدد من الصفات التي أكسبته قيمةً استثنائيةً على مرّ التاريخ، ويتميز بلونه الأصفر وسطوعه، إلى جانب قوته ومتانته، وهو معدن مَرن وليّن قابل للطيّ، وعادةً ما يتواجد في الطبيعة نقي نسبيًا، وهو موصل للحرارة والكهرباء ومن أكثر المعادن كثافةً، إلى جانب أنه لا يتشوّه ولا يتآكل، وأهم ما يميّز الذهب هو قيمته العالية، الأمر الذي جذب انتباه الإنسان منذ القدم وسعى جاهدًا للبحث عنه، وما يزال معدنًا مفضلًَا ليس للنساء فقط كحليّ يتزيّنَ بها، بل هو أحد أكبر وأهم اهتمامات الرجال أيضًا، ويَشكّل قيمةً قتصاديةً مؤثرةً في العالم سنبينها في هذا المقال.[١] 


أسباب انخفاض سعر الذهب عالميًا

يعتمد انخفاض وارتفاع سعر الذهب عالميًا على عدّة عوامل، وفيما يأتي ذكرها:[٢][٣]

  • قيمة الدولار الأمريكي: يرتبط سعر الذهب عامةً عكسيًا بقيمة الدولار في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن معدن الذهب مُسعَّر بالدولار الأمريكي، إذ ينخفض سعره بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، بينما من الأرجح أن يرفع الدولار الأمريكي الأضعف سعر الذهب من خلال زيادة الطلب على الذهب، إذ يمكن شراء المزيد من الذهب عندما تكون قيمة الدولار الأمريكي أضعف.
  • حماية الثروة: يلجأ عدد كبير من الأشخاص إلى الاستثمار في الذهب في أوقات الركود الاقتصادي؛ وذلك بسبب قيمته الثابتة، فغالبًا ما يُعدّ ملاذًا آمنًا للمستثمرين في الأوقات المضطربة وغير المُستقرة اقتصاديًا، ويمكن أن يزيد الاهتمام باستثماره عندما تنخفض العوائد الفعلية أو المتوقعة على الأسهم والسندات والعقارات، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع سعره، كما يمكن استخدام الذهب كسبيل للحماية من الأحداث الاقتصادية السلبية مثل؛ التضخم أو انخفاض قيمة العملة، إلى جانب أنه يوفر الحماية خلال فترات عدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى الحماية الاقتصادية.
  • الطلب على الاستثمار: يشهد الذهب طلبًا من الصناديق المتداولة في البورصة العالمية التي تحمل الأسهم وتصدرها ليتمكن المستثمرون من بيعها وشراءها، ويعد صندوق الذهب (SPDR) الصندوق الأكبر من نوعه، وقد حمل ما يُقارب 915 طنًا من الذهب في أواخر عام 2019م، وتُشكّل مشتريات الذهب من أدوات الاستثمار المختلفة نحو 25٪ من إجمالي الطلب على الذهب في العالم وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
  • العرض والطلب: قد يتجاهل البعض هذا العامل في التأثير على أسعار الذهب كثيرًا، لكن حتى اقتصاديات العرض والطلب البسيطة من الممكن أن تؤثر على أسعار الذهب الفعلية كما هو الحال مع أي خدمة أو سلعة أخرى، إذ إن زيادة الطلب على العرض المقيد أو المنخفض يُساهم في دفع أسعار تلك السلعة أو الخدمة إلى الارتفاع، وعلى العكس من ذلك، فإن زيادة العرض على أي خدمة أو سلعة ذات طلب ضعيف ومنخفض يمكن أن يدفع أسعارها إلى الانخفاض.
  • التضخم: يمكن أن يؤثر التضخم على أسعار الذهب، فعلى الرغم من عدم وجود ضمان لذلك، إلا أن انخفاض مستويات التضخم يميل إلى دفع أسعار الذهب للانخفاض، والعكس فإن ارتفاع مستوياتها يميل إلى دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، ويعد التضخم في الغالب علامةً على التوسع والنمو الاقتصادي، فعندما يتوسع الاقتصاد وينمو يوسع المجلس الاحتياطي الفيدرالي عرض النقود، مما يؤدي بدوره إلى تخفيف قيمة كل ورقة نقدية حالية متداولة، الأمر الذي يجعل شراء الأصول -ذات القيمة مثل الذهب- أكثر تكلفةً، وكان التضخم في السنوات الأخيرة ضعيفًا نسبيًا، إذ كان يُشكّل أعلى بقليل من 1٪، فكان الانخفاض في مستواه أحد العوامل التي أجبرت بنك الاحتياط الفيدرالي على عدم رفع أسعار الفوائد على القروض، لكنها خفضت أسعار الذهب التي عادةً ما تكون أعلى في ظل مستويات التضخم المتصاعدة.


استخدامات أخرى للذهب

يُعدّ الذهب هدفًا للبحث من قبل الرجال ليس فقط لأغراض الاستثمار وصنع المجوهرات، ولكن لاستخدامه في صناعة بعض الأجهزة الإلكترونية والطبية مثل؛ الإلكترونيات الدقيقة مثل وحدات GPS والدعامات وغيرها، وتعد الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية من أكبر المستهلكين للذهب من حيث حجم الاستهلاك، ويُعزى ما نسبته 7.5٪ من الطلب عليه إلى استخدامه في التكنولوجيا والاستخدامات الصناعية المختلفة له، ويمكن لارتفاع الطلب على السلع الاستهلاكية المختلفة مثل؛ المجوهرات والإلكترونيات أن يرفع من تكلفة الذهب.[٢]


ارتداء الرجل للذهب في الإسلام

توجد حكمة من تحريم لبس الذهب للرجال في الإسلام، إذ إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن صوره، وجعله زوجين ذكرًا وأنثى، وقد حدد لكل واحد منهما خصائص معينة تتناسب مع الوظائف الموكلة إليه في الحياة، إذ إن للرجل أعمال ووظائف لا تطيقها المرأة ولا تقدر عليها، وللمرأة أعمال ووظائف لا يطيقها الرجل، ومن الحكمة أن يُهيئ كلّ واحد منهما لتلك الأعمال والوظائف المطلوبة منه ليؤديها، ويتزين الإنسان بالذهب ويتجمّل به فهو حلية وزينة، والرجل غير مقصودٍ بهذا الأمر وبهذه الزينة، إذ فيه من الرجولة ما يكفيه ليكمل، لذلك فهو ليس بحاجة إلى أن يتجمّل ويتزين به لشخص آخر، على العكس من المرأة ، إذ إنها تحتاج إلى التجمل والتزيّن حتى يكون ذلك طريقًا للعشرة بينها وبين زوجها، ولذلك فقد أُبيح لها أن تتزين بالذهب وغيره من أدوات الزينة لكي تتعلق بها رغبة الرجل ويطلبها، فيحصل المقصود من النكاح، وهو الحفاظ على الجنس البشري، فالتنشئة في النعومة والزينة تليق بالمرأة أكثر مما تليق بالرجل، ويعد التزين والنعومة والتجمل في حقه من المذام والمعايب، فقد قال الله عزّ وجل: [أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ][٤]، وهذا هو خلاصة جواب أهل العلم عن تحريم لبس الذهب للرجال، وقد ذكر ذلك العلامة ابن عثيمين -عليه رحمة الله- في مجموع فتاويه، بالإضافة إلى قول العلّامة ابن القيّم رحمه الله - في " إعلام الموقعين"- عن تحريم لبس الذهب للرجال بأن الذهب والتجمّل والتزين به يُوافق طبيعة المرأة، فإنه من الحكمة التامّة والظاهرة أن يُمنع الرجل من التشبه بالمرأة في هذا الأمر.[٥]


المراجع

  1. "Gold", britannica, Retrieved 2020-1-19. Edited.
  2. ^ أ ب JEAN FOLGER (2019-10-31), "What Drives The Price Of Gold?"، investopedia, Retrieved 2020-1-20. Edited.
  3. Sean Williams (2018-9-20), "7 Common Factors That Influence Gold Prices"، fool, Retrieved 2020-1-20. Edited.
  4. سورة الزخرف، آية: 18.
  5. "حكمة تحريم الذهب على الرجال"، islamqa، 2007-5-27، اطّلع عليه بتاريخ 2020-1-21. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

474 مشاهدة