أسباب الضباب

أسباب الضباب
أسباب الضباب

الضباب

يُعرّف الضباب بأنّه سحابة كثيفة من قطرات الماء القريبة من مستوى سطح الأرض، وهي تجحب الرؤية الأفقية إلى أقل من 1000 متر، كما يمكن أن تشير كلمة الضباب أيضًا إلى مجموعة من السحب المُتشكّلة من جزيئات الدخان وجزيئات الثلج أو الاثنتين معًا في الهواء الجوي، [١] وتختلف الغيوم عن الضباب بأنّها تتشكّل على ارتفاعات شاهقة مختلفة يمكن أن تصل إلى حوالي 12 ميلًا فوق مستوى سطح البحر، بينما يتشكّل الضباب بارتفاعات قريبة أو ملامسة لسطح الأرض، إذ يتكوّن نتيجة انخفاض درجة حرارة الهواء القريب القادرة على تحويل بخار الماء إلى قطرات مُعلّقة في الجو.[٢]


أسباب تشكّل الضباب

يتشكّل الضباب نتيجة اختلاف في درجة الحرارة بين سطح الأرض والهواء الجوي، إذ يظهر عند تشبّع الهواء بنسب الرطوبة العالية جدًا، ويختلف نوع الضباب ومدة استمراره وآثاره تبعًا لظروف تشكّله المختلفة، ومن أبرز أسباب تشكّل الضباب التبريد بالأشعة تحت الحمراء الذي يحدث أثناء تغيّر الفصول من الصيف إلى الخريف وصولًا إلى فصل الشتاء، إذ تمتصُّ الأرض الإشعاع الشمسي الساقط عليها خلال أشهر فصل الصيف، ويطرأ ارتفاع في درجة حرارة الهواء الجوي ليصبح دافئًا نتيجة ملامسته سطح الأرض، وعند تقلّب الفصول يطرأ على كتلة الهواء الجوي تغيّرٌ في درجة الحرارة والرطوبة نتيجة انخفاض درجة حرارة سطح الأرض، إذ يتكاثف بخار الماء في كتلة الهواء الباردة مُشكّلًا الضباب، كما يتشكلّ الضباب نتيجة الرياح عبر دفع الهواء الدافئ إلى الأسطح الباردة، إذ يتكاثف هذا الهواء مُشكّلًا هذه الظاهرة.[٣]


أنواع الضباب

يتشكّل الضباب نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب التي تتأثر بتضاريس الأرض، وظروف الرياح، وأنماط هطول الأمطار، بالإضافة إلى درجة الحرارة الهواء أيضًا، ومن أبرز أنواع الضباب المُتشكّل في الهواء:[٤]

  • ضباب التبخر: يتشكّل الضباب الناتج عن عمليات التبخر نتيجة التلامس بين الهواء البارد وسطح الماء الأكثر دفئًا، إذ تجعل درجة حرارة الماء الدافئ طبقة الهواء الموجودة فوقها مباشرة أكثر دفئًا من الهواء الموجود في الطبقات العليا، فتبدأ طبقة الهواء الرطبة والأكثر دفئًا في الارتفاع نتيجة كثافتها المنخفضة وتمتزج مع الهواء البارد الموجود في طبقات الجو العليا، ثمّ يتكاثف بخار الماء مُشكّلًا الضباب، ويُعدّ هذا النوع من الضباب الأكثر حدوثًا في الطبيعة، ويكثر حدوثه أيضًا في حمامات السباحة حين يبرد الهواء نتيجة الماء الساخن.
  • الضباب الإشعاعي: تحدث ظاهرة الضباب الإشعاعي عندما تكون السماء صافية وهادئة خلال فصل الشتاء، إذ تُصدر الأرض الإشعاعَ الحراري بعد غروب الشمس نتيجة انخفاض درجة حرارتها، وتبرد طبقة الهواء القريبة نتيجة ملامستها لسطح الأرض ويتكاثف بخار الماء الذي تحتفظ به الطبقة ليُشكّل ضبابًا قريبًا من سطح الأرض، ويُطلق على هذا النوع من الضباب اسم الضباب الإشعاعي أو الضباب الأرضي أيضًا، كما يُعدّ الأكثر شيوعًا خلال فصل الشتاء ويختفي بمجرد أن تبدأ درجات سطح الأرض بالارتفاع بعد شروق الشمس.
  • ضباب الوادي: يُصنّف الضباب المُتشكّل في الأودية كنوع من الضباب الإشعاعي الذي يستمر وجوده لفترة طويلة من الزمن، إذ يكثر حدوثه في العديد من الأحواض والوديان، بالإضافة إلى التجاويف الموجودة في التلال والجبال أيضًا، ويظهر ضباب الوديان خلال فصل الشتاء عندما يبرد الهواء الجوي القريب من سطح الأرض مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء ليشكلّ ظاهرة الضباب التي تُغطّي مساحات واسعة، ويبقى ضباب الأودية مستمرًا لأيام عديدة نتيجة موقعه المحاصر بين جدران الوادي، كما يُعدّ من أخطر الأنواع، إذ تعرّض حوالي 60 شخصًا في عام 1930 للميلاد للتسمّم نتيجة تكاثف بخار الماء حول جزيئات الهواء الملوّثة المعلّقة في وادي ميوز الموجود في دولة بلجيكا في قارّة أوروبا.
  • الضباب المُجمّد: يتشكّل الضباب المتجمّد عندما تلامس قطرات الماء السائلة الصغيرة المعلّقة في الضباب سطحًا مكشوفًا فتنخفض درجة حرارته إلى درجة التجمد، إذ يحدث انجمادٌ فوريٌّ لها نتيجة الملامسة المباشرة، كما يمكن لقطرات الماء أن تتجمد على العديد من الأسطح مثل الأشجار، والقضبان المعدنية، والطرق المختلفة، بالإضافة إلى أسطح مركبات التنقّل أيضًا، ويُطلق على قطرات المياه المتجمدة اسم الصقيع الأبيض، إذ تظهر حاملةً شكل البلورات الثلجية الريشية غالبًا، وتُعدّ ظاهرة تجمّد الضباب واحدةً من أخطر الظواهر التي تُلحق الأضرار الجسيمة للمسافرين على الطرق البرية، ويؤدي إلى حالات انزلاق مركبات التنقّل بسهولة، وينتشر هذا النوع من الضباب بكثرة في الدول الإسكندنافية، بالإضافة إلى القارة القطبية الجنوبية أيضًا.
  • الضباب المتجمّد: يختلف الضباب الثلجي عن الضباب المتجمد؛ إذ يحدث تشكّل لبلورات الجليد على الأسطح الصلبة المختلفة، وتتجمّد قطرات الماء في الهواء الجوي عند تشكّل الضباب المتجمد وتبقى معلّقة مثل بلورات الجليد نتيجة تبريد الهواء إلى درجة حرارة تحت الصفر، ويتشكّل الضباب الثلجي عند انخفاض درجات الحرارة إلى -22 درجة فهرنهايت أو أقل من ذلك، وينتشر هذا النوع من الضباب في العالم في منطقة القطب الشمالي.
  • الضباب الصاعد: يتشكّل الضباب الصاعد حين تهبّ الرياح الدافئة والهواء الرطب على منحدر تل أو جبل أو هضبة، إذ يبدأ انخفاض درجة حرارة الهواء الصاعد تدريجيًا حتى وصوله إلى ارتفاع مُحدّد، إذ يبرد عند درجة حرارة تتعدّى النقطة التي يحدث عندها تكاثف بخار الماء، وينتشر الضباب الصاعد على المنحدر الشرقي من جبال روكي الأمريكية في فصلي الشتاء والربيع.


طرق التنبؤ بالضباب

يواجه العالم الآلاف من حوادث القيادة نتيجة تشكّل ظاهرة الضباب، كما تتعرّض خطوط الطيران والمسافرون إلى العديد من المخاطر في الفصول التي يتشكّل فيها الضباب، ويمكن للطيارين والسائقين الحصول على المساعدة عبر نوعين من الأقمار الصناعية التابعة إلى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التي تراقب حركة الضباب في السماء، ويضمُّ النوع الأول من الأقمار الصناعية أجسامًا ثابتةً بالنسبة لكوكب الأرض، كما تدور أجسام أخرى من الأقمار الصناعية حول كوكب الأرض في نفس الوقت المحدد الذي تستغرقه الأرض في الدوران حول نفسها، ويسمح التفاف القمر الصناعي حول الأرض عبر هذه الطريقة بالمرور فوق موقع واحد بالكامل، ممّا يوفر تغطيةً واضحةً لذلك الموقع.[٢]

يُصنّع نوعٌ ثانٍ من الأقمار الصناعية القطبية ذات المدارات التي تعبر كلًا من القطبين على كوكب الأرض، إذ تدور الأرض تحت موقع هذه الأقمار الصناعية أثناء انتقالها في رحلة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، كما يستطيع القمر الصناعي تغطية مساحة واسعة من سطح الأرض نتيجة دورانه حول الأرض بالزمن نفسه التي تدور فيه الأرض حول نفسها، وتطوّر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي العديد من أشكال الأقمار الصناعية ذات المواقع المستقرة بالنسبة إلى كوكب الأرض والقطبين، إذ تطمح الإدارة إلى تصنيع أقمار صناعية قادرة على التقاط صور عالية الدقة للغيوم والضباب، ويمكن أن تُقدّم هذه الأقمار العديد من المعلومات الهامّة للطيارين والسائقين لإمكانية توقع أوقات تشكّل الضباب، بالإضافة إلى القدرة على إنقاذ الكثير من الأرواح البشرية.[٢]


المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica, "Fog"، britannica, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What's the Difference Between Fog and Clouds?", scijinks, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  3. "How Does Fog Form?", universetoday, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  4. "What Are The Different Types Of Fog?", worldatlas, Retrieved 16-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

639 مشاهدة