محتويات
البرص
يُعاني المصابون بالبرص -أو المهق- من فقدان الصبغة الملونة الموجودة في العينين، والجلد، والشعر، ويوجد البرص ليس عند البشر فحسب، وإنما عند الحيوانات أيضًا، ومن النادر أن تبقى الحيوانات المصابة بالبرص على قيد الحياة في البرية بسبب حاجتها إلى الصبغة الجلدية لحماية أجسامها من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، أما عند البشر فإن العلماء قد صنفوا البرص إلى نوعين رئيسين؛ النوع الأول يُدعى بالبرص العيني الجلدي، الذي يؤثر على الجلد، والشعر، والعين ويوجد منه أربعة أنواع فرعية أخرى، أما النوع الثاني فيُدعى بالبرص العيني الذي يصيب العين فقط، وهو نوعٌ نادرٌ من البرص يوجد عند إنسان واحد من بين 50 ألف إنسان تقريبًا، وعلى العموم يُعاني المصابون بالنوع الأول من البرص من تحول لون الجلد والشعر لديهم إلى اللون الأبيض الحليبي، ويُصبحون عرضة أكثر للإصابة بالحروق الشمسية بسبب ذلك، كما ترتفع لديهم فرص الإصابة بسرطان الجلد أيضًا[١].
أسباب البرص
ينتمي البرص إلى فئة الأمراض الوراثية، التي تنتقل من جينات الأبوين إلى جينات الأبناء، وهذا يعني أن البرص هو مرضٌ غير معدٍ نهائيًا ومن المستحيل أن ينتقل من شخص إلى آخر، وعادةً ما تنتقل الأنواع الفرعية من البرص العيني الجلدي إلى الأطفال في حال كان كِلا الوالدين يحملان جينات البرص، لكن حتى ولو كان ذلك صحيحًا وكان الأبوين يحملان فعلًا جينات البرص فإن نسبة ولادة طفل مصاب بالبرص هي 25% فقط، بينما لو كان أحد الوالدين يحمل جين البرص فإنه من المستحيل أن يولد لهم طفل مصاب بالبرص العيني الجلدي، لكن الطفل المولود قد يحمل جينات البرص بالطبع، وستبقى احتمالية إنجاب هذا الطفل في المستقبل لطفل آخر من شخص حامل له أيضًا هي 25% أيضًا، وهذا يعني باختصار أن هنالك إمكانية إنجاب طفل مصاب بالبرص حتى ولو لم يكن كِلا الأبوين لديهم أعراض البرص. أما بالنسبة إلى النوع الثاني من البرص، أي البرص العيني، فإن أغلب حالات الإصابة به تحدث عند الذكور الذين اكتسبوا جينات البرص من أمهاتهم، لكن هذا بالطبع لا يمنع ولادة أطفال إناث مصابات بحالة خفيفة من المرض أحيانًا[٢]. وعلى أي حال، تشير تقارير الباحثين إلى وجود جينات البرص عند 1 من بين 70 شخص تقريبًا، وتختص هذه الجينات عادةً في التحكم بالكثير من وظائف وصفات صبغة الميلانين الموجودة في الجلد والعينين عن طريق تحكمها بأنزيم التيروزيناز المسؤول عن تصنيع صبغة الميلانين من أحد الأحماض الأمينية، وسيتباين بالطبع حجم التأثير والضرر الذي لحق بإنتاج الميلانين عند المصابين بالبرص، لكن للأسف يُعاني الكثيرون منهم من مشاكل بصرية بسبب الدور الحيوي الذي يلعبه الميلانين في نمو شبكية العين ومسارات العصب البصري من العين إلى المخ.[٣].
مضاعفات البرص
تزداد فرص الإصابة بالحروق الشمسية وسرطانات الجلد عند المصابين بالبرص. ومن ناحية أخرى، يواجه الكثير منهم مشاكل اجتماعية بسبب تغير لون الجلد والشعر لديهم، ومن المحتمل أن يتعرض الكثير منهم إلى التنمر أثناء وجودهم على مقاعد الدراسة، كما قد يشعر البعض منهم كأنهم غرباء في مجتمعاتهم بسبب منظرهم المختلف عن باقي الناس، وهذا بالمجمل يؤدي إلى شعورهم بالتوتر، والانطوائية، وفقدان الثقة بالنفس، وتزداد حدة هذه المشاكل عند المصابين بالبرص الذين ولدوا في المناطق الإفريقية، وتشير الدراسات إلى انخفاض في نسبب إتمام المراحل الدراسية، والتوظيف، والزواج بين هؤلاء الأفراد بالذات، ومن المثير للعجب أن السحرة والمشعوذين في بعض البلدان الإفريقية يسعون جاهدين إلى الحصول على أجزاء من أجسام المصابين بالبرص من أجل إتمام طقوسهم السحرية، ويشير تقرير لناشيونال جيوغرافيك في عام 2013 إلى وجود بعض الناس الذين على استعداد لدفع أكثر من 75 ألف دولار للحصول على بعض أجزاء من المصابين بالبرص، ويوجد معتقدات منتشرة في بعض الدول الإفريقية تفيد بأن ممارسة الجنس من مصابة بالبرص يُمكن أن يشفي مرض الإيدز لكن للأسف أدى هذا الاعتقاد الخاطئ إلى زيادة القتل والاغتصاب وخطر الإصابة بالإيدز.[٣].
المراجع
- ↑ Matthew R. Janes, "Albinism"، Encyclopaedia Britannica, Retrieved 4-9-2019. Edited.
- ↑ Steven Dowshen, MD (4-2014), "Albinism"، Kids Health, Retrieved 4-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Karen Gill, MD (18-7-2018), "Everything you need to know about albinism"، Medical News Today, Retrieved 4-9-2019. Edited.