آثار مصر القبطية

آثار مصر القبطية
آثار مصر القبطية

آثار مصر القبطية

تعدّ مصر إحدى أهم الدول العربيَّة التي تزخر بالآثار والمعالم القبطيّة التي تنتشر على نطاق واسع في الجمهورية، والتي تروي العديد من القصص والحكايات عن الفن القبطي على مدى عصور مختلفة لتبرز جزءًا من تاريخ الديانة المسيحية في مصر، وتتنوع آثار مصر القبطية ما بين كنائس وأديرة وحفريات وصناعات يدوية تعود بنا إلى حقب زمنية متنوعة، وما زاد من قيمة الآثار القبطية في مصر احتضانها لسيدتنا مريم وسيدنا عيسى في فترة من فترات حياتهم، وعندما دخلت الديانة المسيحية إلى مصر خلال الحكم الروماني أُسس المذهب القبطي فيها، وهنا بدأت معاناة الأقباط من الاضطهاد الروماني لسنوات عديدة، الأمر الذي دفعهم إلى بناء معابدهم وأديرتهم في أماكن بعيدة متوارية؛ كالواحات والجبال التي لجؤوا إليها فارين بديانتهم من بطش الرومانيين، وبعد تولي قسطنطين حكم الإمبراطورية الرومانية واعتناقه الديانة المسيحية، أصبحت المسيحيّة الديانة الرسمية للإمبراطورية، وفي تلك الفترة ازدهرت الكنيسة القبطية وحقّقت العديد من الإنجازات.[١]

تضم مصر العديد من الآثار القبطية، منها المتحف القبطي الذي بُني عام 1908 ميلاديًا بأمر من ماركوس سيمايكا، وذلك بغرض جمع أكبر عدد ممكن من القطع الأثرية القبطية، إذ يضم هذا المتحف حوالي 15000 قطعة قبطية فريدة، ويعد المتحف مكانًا رائعًا للتجول والتأمل بالقطع بهدوء وببيئة مناسبة للاستكشاف، ويرجع بناء المتحف عند تلقي البابا كيرلس الخامس بعض الهدايا القيمة، وشرع بعدها في الحصول على أموال لبناء ما يسمى اليوم المتحف القبطي، وبحلول عام 1908 ميلاديًا حصل على الأموال اللازمة وبدأ ببناء المتحف، وبعد عامين سُلم المتحف إلى الدولة ووضع تحت رعاية دائرة الآثار، وتجدر الإشارة إلى أن أرض المتحف يحيط بها العديد من الكنائس القبطية القديمة، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي.[٢]


أبرز إنجازات الكنيسة القبطية

من أبرز إنجازات الكنيسة القبطية ما يلي:

  • إنشاء مدرسة الإسكندرية المسيحية للعلوم اللاهوتية على يد القديس مرقس التي تهدف لمواجهة الأفكار الوثنية والفلسفية، وأصبحت تلك المدرسة أقدم مركز مسيحي أُسِّس في العالم، وتعدّ ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية أهم إنجازات هذه المدرسة.[٣]
  • وضع أسس العلوم اللاهوتية المسيحية وتفسيراتها.[٤]
  • إنشاء اللغة القبطية المكتوبة التي اعتمدت على استخدام حروف يونانية مع إضافة حروف أخرى بما يتناسب ولهجتهم.[٥]
  • إنشاء نظام الرهبنة في مصر، ويعدّ الأنبا أنطونيوس أول راهب مسيحي مصري في العالم.[٦]


أصل المسيحيين الأقباط

المسيحيون الأقباط هم عبارة عن مجموعة عرقية نشأت في شمال شرق أفريقيا، يقيمون في الغالب في منطقة مصر الحديثة، إذ يمثلون أكبر طائفة مسيحية في البلاد، وقد كانوا من أوائل السكان المسيحيين الذين سكنوا في الشرق الأوسط، واندمج القبطيون في الدولة القومية المصرية الكبرى، ويشكل الأقباط حوالي 10-20% من عدد السكان، وقد كانت المنظمة القبطية الرئيسية متعارضة مع كل من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية المختلفة خلال القرون الستة عشر الماضية، ووفقًا لعدد من الروايات التقليدية، نشأت المسيحية في مصر الحالية من قبل القديس مرقس في الإسكندرية، وفي عهد الإمبراطور الروماني كلوديوس حوالي عام 42 بعد الميلاد، ترك القديس مرقس في مصر أثرًا كبيرًا في الأتباع المسيحيين المهمين في الإسكندرية، فنشروا المسيحية في جميع أنحاء مصر في غضون نصف قرن من وصول القديس مرقس إلى الإسكندرية، يحتفظ الأقباط المصريون بهوية عرقية منفصلة عن المصريين المسلمين، وعادة يتخلى الأقباط عن الهوية العربية من الناحية الوراثية، ويعد الأقباط سكانًا متميزين على الرغم من ارتباطهم بمسلمي مصر أكثر من أي شعب آخر، ويعد مجتمعهم متنوعًا على الرغم من استمرار الاختلافات الجينية والإثنية والثقافية الجديرة بالملاحظة بين الأقباط من مصر العليا والشرقية.[٧]


الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة المسيحية الرئيسية في مصر، إذ تضم 11 مليون عضو، يعيش معظم الأقباط في جمهورية مصر، وتضم الكنيسة القبطية حوالي مليون عضو من خارج مصر، وتوجد أكثر من 100 كنيسة تابعة للأقباط في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي كاتدرائية في المملكة المتحدة يعتقد الأقباط أن تاريخ بناء كنيستهم يعود إلى ما يقارب الخمسين عامًا بعد الميلاد، ويعدّ مارك أول بابا قبطي في الإسكندرية، عانت الكنيسة الأولى من الاضطهاد في ظل الإمبراطورية الرومانية، وكانت توجد اضطهادات متقطعة بعد أن أصبحت مصر دولة إسلامية، يدعي الأقباط المعاصرون أنهم ما زالوا محرومين ومضطهدين ويلعبون دورًا أقل في الحياة العامة المصرية بسبب قلة عددهم، ولا تزال تنشأ اشتباكات عنيفة بين الحين والآخر بين الأقباط والمسلمين، ويشكو الأقباط في مصر أنهم ما زالوا يعانون من التمييز في مكان العمل والقيود المفروضة على بناء الكنائس.

ازدهرت الكنيسة القبطية المصرية على مدى القرنين الأخيرين من الزمن، وجذبت المزيد من الأقباط إليها، وبنى المصلح الرهباني الموقر في القرن الرابع وفي القرن الخامس القديس شنيوت مكتبة عُدّت إرثًا كبيرًا ودائمًا لصالح التعليم، وبُنيت هذه المكتبة الضخمة في الدير الأبيض الضخم الواقع في مدينة سوهاج الحالية التي توجد على الضفة الغربية من نهر النيل، وكانت هذه المكتبة الهائلة التي تجمع عددًا كبيرًا جدًا من النصوص القبطية أعجوبة كبيرة في العالم المسيحي، وجذبت الكثير من الرهبان والرهبات للعيش فيها حتى وصل عدد الرهبان والراهبات فيها 400 راهب وراهبة.[٨]


المراجع

  1. "Ancient Egypt holds priceless treasures yet to be discovered", dw, Retrieved 2019-10-26. Edited.
  2. "Coptic Museum – The World’s Biggest Collection of Coptic Artifacts", egypttoursplus, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  3. "AN INTRODUCTION TO THE SCHOOL OF ALEXANDRIA", copticchurch, Retrieved 2019-10-26. Edited.
  4. "The formation of Christian theology in Alexandria", scielo.org.za, Retrieved 2019-10-27. Edited.
  5. "Coptic Orthodox Church", bbc, Retrieved 26-10-2019. Edited.
  6. "St. Anthony of Egypt", britannica, Retrieved 2019-10-27. Edited.
  7. "Who Are Coptic Christians? Discover Their History and Beliefs", christianity, Retrieved 2019-10-27. Edited.
  8. "Coptic Orthodox Church", bbc, Retrieved 2019-10-17. Edited.

فيديو ذو صلة :

636 مشاهدة