آثار لبدة

مدينة لبدة الكبرى

تقع مدينة لبدة الأثرية على بعد 120 كيلو متر شرق العاصمة الليبية طرابلس، وكان قد أسسها بحارة فينيقيون، وذلك في القرن السابع قبل الميلاد، ثم أصبحت بعد ذلك من أبرز مدن شمال أفريقيا، في عهد الإمبراطورية الرومانية.

وتقع مدينة لبدة، أو كما تسمى بلبدة الكبرى، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تحديدًا عند مصب وادي لبدة، وفي عام 1982م، وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) هذه المدينة الزاخرة بالآثار التاريخية، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، كما أن الموقع الإسترتيجي لمدينة لبدة، ساهم في تطورها واتساعها مع الزمن.

لقد مرت هذه المدينة الأثرية، بأربع مراحل، الأولى مرحلة التأسيس، وهي المرحلة الفينيقية، ثم المرحلة الثانية التي شهدت فيها المدينة عهد الازدهار والقوة، وهي المرحلة الرومانية، ثم المرحلة الثالثة التي شهدت فيها المدينة الضعف، وهي المرحلة البيزنطية، وأخيًرا المرحلة الإسلامية.[١]


آثار لبدة

يوجد في مدينة لبدة العديد من الآثار القديمة، والتي تُنبئ عن حضارة عريقة كانت قد أقيمت في هذا الموقع الأثريّ المميز، إذ تعد مدينة آثار لبدة أكبر المدن الرومانيّة، التي ما زالت متكاملة بكلّ عناصرها إلى يومنا هذا، ومن هذه الآثار:

  • قوس النصر للإمبراطور سبتيموس سيفيروس: وقوس النصر معلم تشتهر فيه معظم المدن الرومانيّة القديمة.[٢]
  • تمثال سيبتيموس: ازدهرت مدينة لبده وبلغت شأنًا كبيرًا، وذلك في القرن الثاني للميلاد، خصوصًا عندما تولّى عرش الإمبراطورية الرومانية أحد أبنائها وهو سبتيموس سيفيروس، في الفترة ما بين (193 م- 211 م)، واستمر حكم عائلته للإمبراطورية الرومانية حتى سنة 235 م، وكانت هذه فترة ازدهار وقوة للمدينة، شهدت فيها أكبر توسعاتها، إذ أُقيمت الساحة السويرية، ونبع الحوريات، والشارع المعمّد وقوس النصر لسيبتيموس سيفيروس.[٣]
  • ساحة خاصّة بالألعاب الرياضيّة: يوجد فيها مضمار كبير للركض، بالإضافة إلى مساحة للمسابقات والألعاب، وقد كان بناؤها بين عامي 126م و127م، وذلك في عهد الإمبراطور الروماني هادريان، وجُددت فيما بعد في عهد الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس.[٢]
  • المسرح الروماني الضخم: يعد هذا البناء جزءًا مهمًا في المدن القديمة، التي ما زالت إلى يومنا هذا محتفظة بمعالمها التاريخية، من أقواس وأعمدة، وحجارة منحوتة بالرسومات والنقوش المميزة.[٢]


معلومات عن لبدة

كانت مدينة لبدة منذ فجر التاريخ مطمعًا، وذلك بسبب ما تمتعت به من أهمية موقعها الجغرافي المميز، واعتدال مناخها، وخصوبة تربتها، وقد اشتهرت المدينة أيضًا بزراعة الزيتون، وذلك منذ القدم إلى وقتنا هذا، وتميّزت بامتلاكها أفضل وأجود أنواع زيت الزيتون عالميًا، وتوجد واقعة تاريخية تدل على ذلك، إذ أخضع الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، المدينة لجزية سنوية، وذلك بسبب مساندتهم لأحد خصومه، وكان مقدار هذه الجزية، ثلاثة ملايين رطل من زيت الزيتون الصافي.

أما مؤخرًا، ومع تأزم الأوضاع في ليبيا، عادت المدينة لتشهد حالة الفوضى التاريخية، التي هزّت أرجاء المدينة، لكن الحماة والمخلصين من أبنائها ومع مجموعة من المتطوعين من الشعب الليبي، الذين قادهم رجل ستيني اسمه علي حسن حريبيش، دأبوا على حراسة مدينة لبدة وحمايتها من أشكال النهب أو التشويه، لتبقى المدينة بذلك، محافظة على خصوصيتها، وقيمتها التاريخية كقبلة لكل الحضارات.[٤]


المراجع

  1. وليد عبد الله (8-1-2018)، " في لبدة الليبية.. آثار 4 حضارات تعاني من الإهمال ويرعاها متطوعون"، raialyoum، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "آثار لبدة تتصدر معرض رقمي ينظمه معهد العالم العربي بباريس في العاشر من أكتوبر الجاري ."، lana-news، 1-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  3. "مدينة لبدة الكبرى في ليبيا"، farahe.wordpress، 7-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  4. "لبدة الليبية .. قُبلة الحضارات قاهرة الفوضى"، hayatweb، 21-2-2018، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :