أين تقع أتلانتس

جزيرة أتلانتس

تُعدّ جزيرة أتلانتس أسطورة اخترعها الفيلسوف اليوناني أفلاطون في كتابه تياموس كريتياس ليُعبّر عن بعضٍ من نظرياته الفلسفية عن طبيعة الانسان وفساده والمجتمعات المثالية، والتي تعود الى أكثر من ألفي عام لتروي قصةً خياليةً عن هذه الجزيرة التي أوجَدها أشخاصٌ نصفهم بشري والنصف الآخر آلهة، وصنعوا منها حضارة فاضلة، مما أكسبهم قوةً وسيطرةً كبيرتين، وكانت جزيرتهم تمتلِئ بالذهب، والفضة، والعديد مِن المعادن النادرة والغريبة التي لم تُكتَشف مِن قبل، ولكن طمعهم المستمر وفسادهم الأخلاقي أغضب الآلهة منهم، مما أدى إلى إصابتها بالزلازل والحرائق، وخسفها إلى أعماق البحار وضياعها.[١][٢]


موقع جزيرة أتلانتس

تجدر الإشارة إلى عدم وجود أي دليل آخر على وجود مدينة أتلانتس سوى ما كتبه أفلاطون، وقد ذكر العديد مِن الأشخاص مواقعَ جغرافيةً مختلفةً لها ولكن مكانُها الحقيقي لم يُعرف بعد، حتى أنّهُ لم يتبقَ مكانٌ في العالم لم يُعتَقد بأنّه أتلانتس، فيوجد من اعتقد أنَّها في البحر الأبيض المتوسط، أو قريبة مِن ساحل مدينة أسبانيا، أو مالطا، أو في المحيط الأطلسي، أو في البحر الكاريبي، أو في القارة القطبية الجنوبية، أو بوليفيا، أو تركيا، أو ألمانيا، ولكن حسب ما وُرد عن أفلاطون فإنَّها تقع في المحيط الأطلسي عند مضيق جبل طارق، ولكنَّها لم تُجد إلى وقتنا الحالي، مما زاد فضول الناس لاكتشاف موقعها وجَعَلها تكتسبُ شهرة أوسع.[١][٢] كما يوجد عدد من المناطق في العالم التي مُنحت اسم أتلانتس؛ وذلك لمنظرها الخلاب وطبيعتها التي تفوق الوصف، ونذكر منها مدينة أتلانتس دبي في الإمارات العربية المتحدة، وجزيرة أتلانتس في جزر البهاما.[٣][٤]


القصة وراء هذه الأسطورة

كَثُرت الأساطير والقِصصٌ المتعلقة بأتلانتس، ولا يُعرفُ ما فيها من حقيقةٍ وما فيها من اعتقاد، إذ نُسبت هذه الجزيرة الأسطورية إلى مَلِكها الآلهة أتلاس الذي حكمها بالإضافة إلى ما حولها مِن المحيط، وكان أتلاس قد استلم حُكمَ الجزيرة من والده بوسيدون الذي عُرف بآلهة البِحار، وعندما ازدادت قوتهم وكَثُرت جيوشهم بدأوا بغزو العالم وحَكموا العديد من القارات بما فيها كقارتي افريقيا وأوروبا، لكن هذا النصر لم يستمر طويلًا واضطُر أتلاس إلى العودةِ للجزيرة، وكوسيلة لمعاقبته غرقت جزيرته بما فيها بالفيضانات والزلازل التي لم تتوقف قَبل تدميرها كاملةَ.

ونُقلت هذه الأسطورة من قِبل أفلاطون الذي سَمعها من جَدّه في قديم الزمان قبل 300 سنة من عمر أفلاطون من سولون آثيني ذي منصبٍ سياسيٍ رفيعٍ في الدولة الذي سمِعها هو نَفسُه من راهبٍ مصريٍ يؤمن بأنَّها حدثت قبل 9 آلافِ سنةٍ، وتحدث أفلاطون عن هذه الأسطورة كما ذكرنا سابقًا ليعكس فيها آرائه عن المجتمع المثالي مستخدمًا العديد مِن الأحداث التي عِيشت في تلك الفترة منها: حرب طروادة، وحرب أثينا على صقلية عام 413 قبل الميلاد.[٥]


أكثر مَنّ جذبتهم هذه الأسطورة

جذبت هذه الجزيرة الأسطورية فُضول العديد من الفلاسفة والعلماء والمفكرين وفيما يأتي بعضٌ منهم:[٥][٦]

  • أرسطو: الذي حاول تجنب الحديث عن هذه الجزيرة إلا أنّ فضوله جعله يذكرها ولو قليلًا خلال حديثه.
  • فرانسيس بيكون: كرّرَ ما ذكره أفلاطون من قبله في رواية أطلق عليها اسم أتلانتس الحديثة عام 1627م.
  • إغناتيوس دونيلي: أثار النائب السابق في الكونغرس الأمريكي الجدل بعد صدور عملٍ له بعنوان أتلانتس المدينة العتيقة، يُسند فيه جميع التطورات والحضارة والتكنولوجيا التي حدثت في أوروبا، وأفريقيا، والقارتين الأمريكتيين إلى أتلنتس.
  • روديس رودبيك: نَشر العالِم السويدي روديس رودبيك أربعة مجلدات ضخمة بعنوان أتلاند محاولًا فيها التعبيرعن مُعتقده بأنّ أتلانتس قديمًا هي ما يُعرَفُ الآن بمدينة السويد، ولم يتوقف عند هذا الاعتقاد بل ذَكَر أنّ جميع اللهجات في العالم قد انحدرت وتفرّعت من اللغة السويدية، ومن الجدير بالذكر أنَّ رودبيك ينحدر أصلُه من السويد، كما صُدّقَ اعتقاده مِن قِبل عدد كبير من السويديين وآمنوا بها، بالإضافة إلى غيرهم.
  • الكاتب راند فليم : في كتاب له بعنوان عندما سقطت السماء.
  • الكاتب كولين ويلسون: في كتاب له بعنوان من أتلانتس إلى أبو الهول
  • الكاتب تشارلز بريتزل: في كتاب له بعنوان القارة الضائعة أتلانتس كُشفت.
  • الكاتب تشارلز بورتيز: في كتاب له بعنوان أسياد أتلانتس.


مناطق أسطورية كجزيرة أتلانتس

لم تتوقف العجائب والأساطير على جزيرة أتلانتس فحسب، بل توجد العديد من الأساطير المشابهة لها في أنحاء العالم، وهنا نذكر بعضًا منها:[٧]

  • أسطورة جزيرة تيونيمانو: تحكي الأسطورة عن لعنةِ انتقامٍ طلبها رجلٌ من آلهة ليدمر بها زوجته وعشيقها عندما هربا إلى جزيرة تيونيمانو ليتكمنا مِن العَيش وتكوين حياةٍ جديدةٍ معًا، وكان غضب زوجها الأمر الذي جعل تخليه عنها صعبًا، وأرغمه على الانتقام وتدمير حياتهما معًا، وكانت اللعنة عبارةً عن نوعٍ مِن النبات الذي يسمى بالقلقاس، أخبرته الآلهة أنّ عليه زراعة هذه النبتة في المكان الذي هربت إليه زوجته، وبمجرد ظهور أوراقها ستبدأ اللعنة وهذا ما فعله الرجل، وبعد أن ظهرت الأوراق ركض مسرعًا ليغادر الجزيرة، وصعد على قمة جبلٍ قريب ليرى ما سيحصل، وبعدها بدأت الأمواج بالارتفاع لتغطي الجزيرة بأكملها وتدمر ما عليها بالكامل.
  • أسطورة مدينة ماهابهاراتا الضائعة: وُجدت هذه الأسطورة مكتوبةً على أوراق النخيل، وهي قصةٌ عن أحد الأشخاص الذين كانوا يسكنون المِنطقة قديمًا ويُدعى اللورد كريشنا، وعُرفَ عنه انتصاره في أغلب المعارك التي يخوضها، وذلك لاعتقاد الناس بأنَّه من الآلهةٌ، وتعد واحدة من هذه المعارك قرر اللورد كريشنا أن يعود إلى موطنه الحقيقي وهي الجنة، ولكنه وقبل أن يغادر أغرق المدينة بأكملها، وبقيت هذه القصة أسطورةً حتى وقوع كارثة تسونامي التي أظهرت جزءً كبيرًا من المدينة.


المراجع

  1. ^ أ ب Willie Drye, "Atlantis"، National Geographic, Retrieved 17-8-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Benjamin Radford (1-3-2018), "'Lost' City of Atlantis: Fact & Fable"، Live Science, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  3. "come discover atlantis", Atlantis Paradise Island Bahamas, Retrieved 20-8-2018. Edited.
  4. "16 facts you didn't know about Atlantis The Palm", Arabian Business, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Atlantis", History,21-8-2018، Retrieved 18-8-2019. Edited.
  6. "the best books about atlantis", ranker, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  7. By Jane Palmer (19-1-2016), "the atlantis style myths of sunken lands that are really true"، BBC-earth, Retrieved 18-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :