- ذات صلة
- كيف تم تحرير عدن
- العيد في عدن
تاريخ عدن
كانت عدن شبه جزيرة صغيرة، إلا أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي جعل منها نقطة هامة في طريق التجارة العالمية قبل ميلاد المسيح، وعليه فقد أصبحت محط أنظار الناس للاستقرار وبناء الحضارات، وبالفعل تعاقبت عليها ممالك عدة منها أوسان، سبأ، حمير، وأكسوم، وغيرهم، وفي القرن الخامس عشر الميلادي إبان العهد الإسلامي تعرضت المدينة لحملة برتغالية، ثم سيطر عليها العثمانيون حتى عام 1644، وفي القرن التاسع عشر احتلتها بريطانيا حتى ثورة سنة 1967 فقد نالت استقلالها، وسنتحدث في هذا المقال حول موقع المدينة بشيء من التفصيل، ثم طبيعة مساحتها وسكانها، وأخيرًا أبرز معالمها الهامة.[١] تقع عدن في بلاد اليمن السعيد، وتحديدًا على خليج عدن وبحر العرب، وعليه فهي العاصمة الاقتصادية للبلاد، لا سيما وأنها كانت ميناءً تجاريًا هامًا قبل الميلاد، فهي مرسى السفن القادمة من الشرق والغرب ومرفأ لإصلاحها، كما أن ابن خلدون وصفها بكونها من أمتع مدن اليمن، تبعد عن العاصمة صنعاء 363 كيلومترًا،علمًا أنها كانت عاصمة اليمن الجنوبي قبل الوحدة.[١]
تتربع مدينة عدن اليمنية على مساحة جغرافية قدرها 750 كيلومترًا مربعًا تضم 8 مديريات، فيما بلغ عدد سكانها 589.419 نسمة حسب تعداد سنة 2004، وقد بلغ النمو السكاني السنوي 3.77%، وعليه شكّل سكان المدينة ما نسبته 3% من العدد الإجمالي لسكان جمهورية اليمن ككل.[٢] وتجدر الإشارة إلى أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمدينة انعكس على تنوع نشاطات سكانها ما بين التجارة والصناعة والصيد، كما
جذب إليها جنسيات وأعراق منوعة ما بين العرب والأفارقة والهنود.[١]
أبرز معالم مدينة عدن
تحتضن المدينة معالم مميزة منها ما هو تاريخي خلّفته الحضارات السابقة، ومنها ما هو طبيعي حباها الله بها، ومنها ما أنشأته وطورته الحكومات الحديثة، ومن أبرز معالم عدن اليمنية ما يأتي:[٣]
- شواطئ عدن: بفضل موقعها الاستراتيجي على فوهة بركان خامد عند طرف شبه الجزيرة العربية، وترتبط مع بقية مدن اليمن بلسان ضيق منخفض، الأمر الذي جعلها ميناءً بحريًا هامًا في تاريخ الملاحة الدولة منذ القدم، لا سيما وأنه محميّ بسلسلة جبال بركانية، وعليه فإن وجود الشواطئ السياحية التي يؤمها الزوار والوفود للاستجمام والاستمتاع بالأنشطة المائية المتنوعة أمر حتمي، ومن أبرز هذه الشواطئ ساحل الغدير الواقع على طريق صلاح الدين الرئيسي في عدن الصغرى، ساحل أبي، ساحل العشاق، وكذلك ساحل العروسة.
- جامعة عدن: رغم أن الجامعة ليست مكانًا سياحيًا يؤمه الوافدون، إلا أنها معلمًا هامًا في المدينة، لا سيما وأنها أول جامعة على مستوى بلاد اليمن السعيد ككل، أنشئت في اليمن الجنوبي سنة 1970.
- صهاريج عدن: تعرف بصهاريج الطويلة، يعود تاريخ بنائها إلى الألف الأول قبل الميلاد، وهي عبارة عن منظومة صرف مائي لحجر الأحجار والطمي المتساقط، وذلك للاستفادة القصوى من مياه المطر، إذ يمكن القول أنها أشبه بالمصافي، وما زالت تؤدي مهمتها حتى يومنا الحاضر بفضل صلابة صخورها البركانية الأمر الذي جعلها تقاوم عوامل التعرية الطبيعية.
- سد مأرب العظيم: هو سد مائي ذاع صيته على مستوى العالم كونه معجزة هندسية حقيقية من معجزات الحضار السبئية، يعود تاريخ بنائه إلى الألف الأول قبل الميلاد في منطقة تعرف باسم وادي دنا، وقد تعرض الشدّ لانهيارات عديدة قدّرها المختصون بأربعة انهيارات على الأقل، فيما تمكنت حكومة اليمن وبدعم من الإمارات العربية المتحدة من إعادة بناء السد على الطريق الحديثة، وافتتح رسميًا في الحادي والعشرين من كانون الثاني ديسمبر عام 1986 أي منذ 33 سنة.
- معبد أوام: يعود تاريخه إلى سنة 1300 قبل الميلاد، يتميز بنقوشه المميزة والتي تشير إلى علاقة اليمن بالشعوب والممالك الأخرى، وهو أهم معبد في البلاد بل كان بمثابة وجهة للحجاج من مختلف مناطق شبه الجزيرة العربية، وقد انفرد بتصميم معماري خاص ميّزه عن معابد الشرق الأدنى أو معابد الحضارة اليونانية، وعليه فهو مرشح ليكون أعجوبة ثامنة من عجائب الدنيا السبع.
- كنيس عدن الكبير: يعرف باسم دراع أبراهام، تصل طاقته الاستيعابية إلى ألفي شخص، فتح أبوابه سنة 1858، وقد تميز بناؤه بالعديد من الزخارف والنقوش أبرزها الأرضية الرخامية المنقوشة باللونين الأبيض والأسود فتبدو مثل لوحة الشطرنج، بالإضافة إلى المنبر الرخامي الأبيض المكوّن من سبع درجات رخامية، وغير ذلك.
- جسر شهارة: يتميز بوجوده وسط منطقة صخرية مما جعله وجهة سياحية لالتقاط الصور التذكارية.
- الجامع الكبير: وهو أول مسجد في بلاد اليمن وأقدم مسجد في تاريخ الإسلام، يعتز به معتنقو الديانة الإسلامية كونه مبنيًا بإيعاز من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سنة 6 هجري أي قبل فتح مكة المكرمة، وبات اليوم وجهة سياحية وجامعة إسلامية، إذ تدرّس فيه علوم الشريعة، يضم 12 مخطوطة والمصحف الشريف، عثرت عليها البعثة الفرنسية هناك منها مصحف بخط الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وآلاف المخطوطات الإسلامية، وما زال المسجد يشهد توسعات مختلفة لاستيعاب عددٍ أكبر من المصلين.
- محمية البجع: تعرف باسم محمية بحيرات عدن، وهي عبارة عن منتزه قومي وملجأ للطيور المهددة بالانقراض، منها النورس أبيض العين، العقاب الإمبراطوري والنسر الأسعف الكبير.
- قلعة صيرة: تتميز ببنائها على الطراز العسكري لتكون بمثابة درع حامي للمدينة، ما زال يستخدم الآن كذلك مع أن تاريخه يعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وتجدر الإشارة إلى إمكانية زيارة المكان في أي وقت فهو مفتوح على مدار اليوم والأسبوع.
المراجع
- ^ أ ب ت "عدن"، الجزيرة، 19-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة تعريفية عن مدينة عدن"، المركز الوطني للمعلومات، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.
- ↑ " دليل سياحي عن مدينة عدن اهم مدن السياحة في اليمن"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2019. بتصرّف.