محتويات
مدينة جنين
مدينة جنين هي إحدى المدن الفلسطينية التي تشرف على سهل مرج بن عامر، وهي تعد من المناطق السهلية الداخلية لفلسطين؛ إذ ترتفع عن سطح البحر ما بين 125-250م، وفيها تكثر الجنان والبساتين، فالمدينة قامت على منطقة عين جانيم الكنعانية، ولهذا فقد يكون الاسم قديمًا "جانيم" أي الجنان، وقد أقام الرومان عليها قرية تحمل أسم "جنياي" التي كانت تتبع آنذاك مقاطعة سبسطية، وللمنطقة تاريخ خاص بالسيد المسيح عليه السلام، فقد مر عليها مرات عديدة في رحلاته من مدينة الناصرة إلى القدس، وتفيد بعض الروايات أنه أقدم على شفاء المجذومين في إحدى القرى التابعة لها، والتي تُسمى "برقين" فشُيدت كنيسة في المنطقة تخليدًا لعملية الشفاء هذه، وما تزال آثارها باقية حتى اليوم.[١]
وفيما بعد احتلها الصليبيون وجعلوا منها حصنًا منيعًا حتى جاء الفتح الإسلامي للمنطقة بعد انتصار المسلمين في معركة حطين عام 1187م، ونزل فيها القائد صلاح الدين الأيوبي في طريقه من القدس إلى دمشق، وقد بُني فيها العديد من المعالم في العصور الإسلامية جميعها، ففي عهد المماليك بنى فيها الأمير " طاجار" خانًا وسبيلًا وحمامًا، والعديد من الحوانيت بهدف استراحة المسافرين الذين يمرون منها، وبنت فيها السيدة "فاطمة خاتون" الجامع الكبير الذي حوله الصليبون لكنيسة فترة الاحتلال الصليبي لها، وفي عهد الدولة العثمانية أصبحت جنين قضاء يتألف من 81 قرية ليصبح عدد سكانها في أواخر القرن الماضي بحدود الـ 44 ألف نسمة، فقد قُسمت لثلاث مجموعات سكنية، هي مجموعة الشعراوية الشرقية، وأهم مناطقها عرابة، كفر راعي، سيلة الظهر، برطعة، ومجموعة المشاريق التي أهم مناطقها صانور، الزاوية، جربا، ميثلون، سيسرس، قباطية والزبابدة، والمجموعة الثالثة هي الحارثة وأهم مناطقها سيلة الحارثية، اليامون، دير أبو ضعيف وفقوعة. [١]
موقع مدينة جنين في فلسطين
تميزت جنين بموقع مميز عبر العصور التاريخية التي مرت عليها، فهي تقع على النهايات الشمالية لجبال نابلس، وبالتالي فهي تبعد عن مركز مدينة نابلس حوالي 43 كم، ويمر بها الطريق التجاري الذي كان يربط نابلس بمدينة حيفا الساحلية عبر وادي بلعمة وسهل مرج بن عامر ومنطقة اللجون، فكان يلتقي في المدينة الجبل والسهول الداخلية ومناطق الأغوار، وكانت تجمع طرق المواصلات من نابلس لمناطق بيسان والعفولة، وفي نفس الوقت كانت المدينة نقطة لمواصلات من يريد الذهاب من المدن الساحلية في شمال فلسطين للقدس أو الخليل جنوبًا، ومن الجدير ذكره أن كل ما سبق هو حديث عن مدنية جنين ما قبل النكبة في العام 1948م، ولكن بعد ذلك انفصلت المدينة عن مناطق شمال فلسطين، وأصبحت أقصى شمال المنطقة التي سُميت بالضفة الغربية بعد التاريخ المذكور، وعليه فقد أصبحت طرفًا للعبور إلى مدن شمال فلسطين المحتلة بعد أن كانت تقع في وسطه. [٢]
أهم مواقع منطقة جنين
تتميز المنطقة بالعديد من المواقع الأثرية والاستراتيجية التي أُنشئت فيها عبر التاريخ القديم والمعاصر، والتي أهمها ما يأتي : [٣]
- كنيسة شفاء البرص العشر : تقع الكنيسة في قرية برقين إلى الغرب من مدينة جنين، والتي تبعد عنها حوالي خمسة كيلو مترات، وفيها كنيسة القديس جورج التي ارتبط أسمها بقصة شفاء عشرة ممن أصيبوا بداء البرص، وبالتالي فالاسم الشائع للكنيسة هو " كنيسة البرض العشر.
- تل تعنك : ما يميز سطح هذا التل شبهه بحبة الكمثرى، إذ يقع على طرف جنوب سهل مرج بن عامر، ويبعد عن جنين حوالي 8 كم، فهو يقع بين نهاية منطقة مرتفعة والسهول التي تربط جنين بمنطقة حيفا، وبالتالي فالتل له موقع استراتيجي هام عبر العصور التي مرت على منطقة جنين.
- منطقة الزبابدة : تبعد الزبابدة حوالي 6 كم، فالموقع بُني فوقه قرية تعود للعصر البيزنطي، وفيها العديد من المواقع الفسيفسائية في كنيسة راهبات الوردية في المنطقة، واليوم تقع في المنطقة الجامعة الأمريكية العربية.
- خربة بلعمة ونفق المياه : هي المنطقة الواقعة على المدخل الجنوبي لمحافظة جنين، وهي منطقة أصلها كنعاني حُصنت وسيطرت على موقع استراتيجي يشرف على وادي بلعمة، فقد ذُكرت المنطقة في الأرشيف المصري الملكي فترة القرن الخامس عشر.
- تل دوثان : يقع في المنطقة الشرقية لسهل عرابة؛ أي أنه يبعد حوالي 8 كم شمال جنين، وهو قريب جدًا من الطريق الرئيس جنين- نابلس، وما يميزه وجود السهول الخصبة المحيطة به، وفيه نبع ماء في المنطقة الجنوبية منه، وللتل تاريخ قديم جدًا يعود للعصر البرونزي والحديدي، إذ يحتوي على قبر في منحدر غربي للتل فيه أكثر من ألف قطعة من الفخار، والعديد من الهياكل العظمية.
- غابة أم الريحان : وهي مناطق تحوي غطاء نباتيًا كثيفًا بالمقارنة بمناطق أخرى في محافظة جنين، ففيها أكثر من 15 ألف دونم من الأشجار، فالمقترح أن تكون هذه المنطقة محمية طبيعية لاحقًا، لاسيما أنها مسار للطيور المهاجرة.
اقتصاد مدينة جنين
يعتمد الاقتصاد في جنين على الزراعة والتجارة، وفيما يأتي توضيح لمساهمتهما في اقتصاد المدينة : [١][٤]
- الزراعة في جنين : كانت الزراعة هي المورد الرئيسي لسكان المنطقة، ومع المزيد من الأراضي التي أخذتها القوات الصهيونية تراجعت الزراعة فترة ما بعد الاحتلال عام 1967م، إذ تشير الإحصائيات إلى انخفاض عدد الأراضي الزراعية بحوالي 11%، أما أهم المزروعات التي تُرزع في المنطقة فهي المحاصيل الحقلية والخضروات والحمضيات.
- التجارة في جنين : طرأ تحسن واضح على الأسواق في مدنية جنين في الآونة الأخيرة، وذلك لقربها من المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948م، فسكان هذه المناطق يرتادون المدينة خصوصًا يوم السبت، وبالتالي فهي سوق رئيسي لهم، ويفضلون الشراء من المدينة لانخفاض الأسعار مقارنة بالأسعار التي تُفرض عليهم في الأسواق الإسرائيلية.
المراجع
- ^ أ ب ت "أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة جنين"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "جنين (مدينة)"، palestinapedia، 23-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "مدينة جنين"، travelpalestine، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "مع ازدياد تدفق فلسطينيي الـ48..مدينة جنين تشهد انتعاش اقتصادي"، paltoday، 27-8-2018، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.