موقع التشيك
تقع جمهورية التشيك في قارة أوروبا وتحديدًا في وسط أوروبا، أو ما تعرف بمنطقة أوروبا الوسطى وإحدى دول الاتحاد الأوروبي، وتُعدّ التشيك دولة داخلية؛ أي أنها لا تطل على أي مسطحات مائية، أما فيما يختص بحدود الدولة، فتحدها من الجهة الشمالية دولتا ألمانيا وبولندا، أما الجهة الجنوبية فتحدها دولة النمسا، ومن الجهة الشرقية تحدها دولة سولفاكيا، ومن الجهة الغربية تحدّها دولة ألمانيا، وتعرف عاصمة جمهورية تشيك باسم براغ، وهي أكبر المدن التشيكية وتتألف من 13 مقاطعة إلى جانب العاصمة، والجدير بالذكر أن طول حدود جمهورية التشيك الإجمالي حوالي 2.143 كيلو مترًا، وتمتد إحداثيات المدينة بين خط طول 49.45 شمالًا، وبخط عرض 15.30 شرقًا، كما تتبع دولة التشيك التوقيت العالمي الموحّد وتزيد عنه ساعة واحدة، ويعود سبب تسمية التشيك بهذا الاسم إلى شعب كان يُسمّى بشعب التشيك، وهو أحد الشعوب السلافية الغربية الّذين برز اسمهم في القرن التاسع الميلادي، وتبلغ مساحة التشيك الإجمالية حوالي 78.867 كيلو متر مربّع.[١]
تاريخ التشيك
اكتشفت التشيك عام 400 قبل الميلاد، إذ كان يعيش فيها قبائل تدعى بالسيلت، وبحلول عام 100 ميلادي احتلت شعوب ألمانية كانت تعرف بالماركومانيّين المنطقة، وفي القرن السادس الميلادي بدأ السلوفاك بالتوافد إلى التشيك، وكانت المنطقة عبارة عن قبائل متفرقة وأنشئت الإمبراطورية الأولى في التشيك في القرن التاسع الميلادي، أسسها شعب يُسمّى بالمورافيّين، كما أطلق عليها اسم إمبراطورية مورفيا العظمى الّتي ضمّت كلًا من التشيك، وسلوفاكيا، وأجزاء من ألمانيا وبولندا، كما تحولت الإمبراطورية إلى المسيحية وانتهت بحلول عام 896 ميلاديًا عندما غزاها المجريّون واحتلوا سلوفاكيا، ولكن التشيك بقيت مستقلة وفي القرن التاسع الميلادي أصبحت التشيك جزءًا من إمبراطورية شارلمان، وهو رجل ادّعى بأنه خليفة الأباطرة القدماء، وغزا الكثير من دول أوروبا الغربية والوسطى، كما وعرفت المملكة آنذاك باسم الإمبراطورية الرومانيّة المقدّسة، وبعد وفاته انضم الجزء الشرقي من التشيك إلى ألمانيا، وفي القرن الثالث عشر الميلادي ازدهرت التشيك كثيرًا، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو اكتشاف الذهب والفضة، وشجع المستوطنون الألمان، والحرفيون، وعمّال المناجم ليعيشوا فيها، كما شهد القرن الرابع عشر ازدهارًا كبيرًا في التشيك، وأصبحت واحدة من الدول القويّة والغنية.[٢]
وتنامت قوى الكنيسة في القرن الرابع عشر وازدادت ممارستها الطاغية في ذلك الوقت، الأمر الّذي أدى إلى مطالبة سكان التشيك بالإصلاحات العاجلة، وكان الهوسيّون بقيادة يان هوس من أبرز المطالبين بالإصلاحات، وبعد اندلاع معركة حامية الوطيس مع الكنيسة انتهى الأمر بحرق هوس حتى الموت في عام 1415 ميلاديًا، وفي نهاية الأمر بقيت الكنيسة التشيكية معتدلة وتتبّع الهوسين، وبحلول عام 1526 ميلاديًا خضعت منطقة التشيك لحكم عائلة هابسبورغ، وهي عائلة قوية حكمت مجموعة من الدول الأوروبية، ونتيجة لصراعات متتالية بين الكنائس الكاثوليكية، والكنائس البروتستانية دخلت أوروبا حرب الثلاثين عامًا، وكانت التشيك جزءًا منها، وعند انتهاء الحرب في عام 1648 ميلاديًا، عانت التشيك من دمارٍ كبير وانخفاض في عدد السّكان، وبحلول القرن التاسع عشر ازدهرت التشيك اقتصاديًا، وصنّعت وأنتجت القماش والسكّر، وتحالفت مع سلوفاكيا، وأسست دولة تشيكوسلوفاكيا عام 1918 ميلاديًا، وشمل هذا التحالف الأراضي التاريخية لبوهيميا، وسلوفاكيا، ومورافيا.[٢]
نظام الحكم في التشيك
يُعد نظام الحكم في جمهورية التشيك نظامًا برلمانيًا ديمقراطيًا، أساسه الدستور الّذي كُتب في الأول من يناير عام 1993 ميلاديًا، بالإضافة إلى ميثاق الحقوق والحريّات الأساسية، كما ينتخب رئيس المجهورية بانتخابات نزيهة وعادلة كل خمس سنوات، كما يمكن إعادة انتخاب الرئيس لجولة رئاسية أخرى فقط، وتقسم السلطات في جمهورية التشيك بين ثلاث سلطات، وهي:[٣]
- السلطة التشريعية: تتمثّل هذه السلطة بمجلسين؛ مجلس البرلمان، ومجلس الشيوخ، ويختار أعضاء المجلسين بالتصويت المباشر من قبل المواطنين، إذ تختلف مهام وعدد أعضاء كل مجلس؛ فمجلس البرلمان يتكون من 200 عضو ينتخبوا كل أربع سنوات، ويتوزّع أعضاء المجلس على 18 لجنة تتخصص كل منها في مجال معيّن، ومن أبرز الاختصاصات الرئيسية لهذا المجلس هو مناقشة وإصدار الموافقة على القوانين، وإقرار مشورع ميزانية الدولة، والتصويت على منح الثقة للحكومة، أمّا بالنسبة لمجلس الشيوخ؛ فيتكوّن من 81 عضوًا ينتخبوا من قبل المواطنين، ويخدم عضو مجلس الشيوخ لمدة ست سنوات، ولكن الانتخابات الخاصة بهذا المجلس تُجرى كل سنتين، ويُنتخب ثُلث أعضاء المجلس كل سنتين ومن أبرز اختصاصات هذا المجلس هو المناقشة والموافقة على المشاريع والقوانين المطروحة لهم من قبل مجلس البرلمان، واقتراح قوانين جديدة وإبداء الموافقة على المعاهدات الدولية والشؤون الحربية، إضافة إلى الموافقة على تعيين القضاة.
- السلطة التنفيذية: تتمثّل هذه السلطة في رئيس الجمهورية والحكومة، وتشكّل الحكومة القوة التنفيذية العليا في الجمهورية المتمثّلة برئيس الوزراء والكيانات الإدارية المهمة، وتنفّذ الحكومة القرارات الّتي يصدرها مجلس البرلمان بعد أن يُعطي المجلس ثقته للحكومة ومجلس الوزراء، أمّا رئيس الجمهورية فهو قائد القوى المسلّحة، ومن أبرز اختصاصات السلطة التنفيذية حلّ مجلس البرلمان، والتوقيع على القرارات، وتعيين الوزراء وأعضاء الحكومة الآخرين.
- السلطة القضائية: تتمثل هذه السلطة بالمحاكم والقُضاة، وتتبع قانونًا مستقلًا، وتتكون من 15 قاضيًا يعينوا لمدة 10 سنوات، وتتبع هذه السلطة عدد من المحاكم وهي المحكمة العليا، والمحاكم العليا، والمحكمة الإدارية، والمحاكم المحلية، والمحاكم الإقليمية.
المراجع
- ↑ "CZECHIA", cia, Retrieved 25-8-2019. Edited.
- ^ أ ب "A BRIEF HISTORY OF THE CZECH REPUBLIC", localhistories, Retrieved 25-8-2019. Edited.
- ↑ "Legislative, executive and judicial power in the Czech Republic", czech, Retrieved 25-8-2019. Edited.