محتويات
الزلازل والبراكين
هي ظواهر طبيعية فيزيائية بالغة التعقيد؛ إذ تحدث الزلازل بسبب حركة الصفائح الصخرية في باطن الأرض، فينتج عنها هزة أو سلسلة هزات متتالية قد تكون مدمرة أو خفيفة، وهي ظاهرة خطيرة بلا شك لأن أسوأ الكوارث الطبيعية التي مرت على الكرة الأرضية حدثت بسبب الزلازل، الأمر الذي جعل المختصين يركزون جل اهتمامهم في دراسة وتحليل الظاهرة في سبيل تصميم منشآت مقاومة للزلازل بما يقلل من خطرها وأثرها المدمر، لا سيما وأنها تحدث فجأة ونادرًا ما يمكن التنبؤ بها، وتنقسم الزلازل لطبيعية لا دخل للإنسان بها، وأخرى غير طبيعية ناتجة عن نشاطات الإنسان الذي يسبب خللًا واضحًا باتزان القشرة الأرضية، وتجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الزلازل تشمل جميع أجزاء الكرة الأرضية سواء في اليابسة أو المسطحات المائية، إلا أن حدوثها في البحار أو المحيطات يأخذ مسمى آخر، وهو التسونامي وهي كلمة يابانية تعني أمواج الموانئ والخلجان.[١]أما البراكين فتحدث نتيجة تولد ضغط هائل في باطن الأرض الأمر الذي يؤدي إلى اندفاع الصخور المنصهرة إلى السطح، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن آثار ظاهرتي الزلازل والبراكين.
آثار الزلازل والبراكين
وفيما يأتي أبرز آثار الزلازل والبراكين:
آثار الزلازل
تشكّل الزلازل خطرًا على الحياة البشريّة، وهي ذات أثر مدمّر على البيئة، كما أن لها آثار مروعة ومدمرة، إذ تدمر العديد من المباني والمستشفيات والمدارس وغيرها، والأهم من ذلك فإنه يمكن أن يؤدي الزلزال إلى قتل وجرح الكثير، وأيضًا الكثير من الناس يخسرون أموالهم وممتلكاتهم بفعل الآثار المترتبة على الزلزال، كما أنه يؤثر على الصحة النفسية والعاطفية لهم، ومن أبرز الآثار البيئية التي تحدث بفعل الزلزال؛ التصدع السطحي وارتفاع وهبوط الصفائح التكتونية، وتسونامي، وتسييل التربة، والرنين الأرضي، والانهيارات الأرضية، ودمار الأراضي.[٢]وفيما يأتي تفصيل لأبرز آثار الزلازل:[٣]
- هزة أرضية: يسبب الزلزال هزة أرضية والتي تعد التأثير الأكثر شيوعًا للزلازل، والتي تحدث نتيجة مرور الأمواج الزلزالية عبر الأرض، وتتراوح قوتها ما بين الخفيفة التي تحدث في الزلازل الضعيفة، والعنيفة في الزلازل القوية.
- تصدع الأرض: يعد التصدع الأرضي أحد آثار الزلازل، ويحدث التصدع الأرضي عندما تؤدي حركة الزلزال على طول الصدع إلى كسر سطح الأرض.
- الانهيارات أرضية: تحدث الانهيارات الأرضية نتيجة لحدوث الزلازل، ويعود السبب في ذلك إلى التصدع المباشر والهز المستمر للمنحدرات غير المستقرة من الأرض.
- أمواج تسونامي: والتي تُعرف باسم أمواج المد والجزر، وتشكل خطرًا كبيرًا على أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة حول حوض المحيط الهادئ.
آثار البراكين
تعد البراكين مثل الزلازل من الظواهر الطبيعية التي تحدث طبيعيًا ولا يمكن التحكم بها أو منع حدوثها، وهنا سنتحدث عن أبرز الآثار التي تسببها البراكين حول المكان الذي تحدث فيه وهي كما يلي:[٤]
- أثر البراكين على الطقس: يمكن أن يؤثر ثوران البركان على الطقس إذ يمكن أن يتسبب بسقوط المطر وحدوث الرعد والبرق، كما يمكن أن يكون للبراكين أيضًا تأثيرات طويلة المدى على المناخ، مما يجعل العالم أكثر برودة.
- أثر البراكين على الناس: إن الحمم سريعة الحركة التي تخرج من البركان يمكن أن تقتل الناس، كما يؤدي دخان الرماد الذي يخرج من البركان إلى صعوبة التنفس، مما يحدث أضرارًا في الجهاز التنفسي، ويمكن أن يفقد الناس ممتلكاتهم لأن البراكين تدمر المنازل والطرق والحقول الزراعية.
- أثر البراكين على النباتات والحيوانات: إن الحمم المتصاعدة من البركان يمكن أن تقتل النباتات والحيوانات أيضًا، إذ تسبب بركان ماونت سانت هيلينز الذي حدث في عام 1980 بقتل ما يقدر بنحو 24000 حيوان بما في ذلك 11000 أرنب، و6000 الغزلان، و300 بوبكات، و200 دبّ أسود، و15 أسدًا.
كيفية حدوث الزلازل
الزلازل أو الهزّات الأرضيّة من الظواهر الطبيعية التي تحدث في البحر أو على اليابسة وتحدث نتيجة تحرّك الصفائح الأرضية بسبب ما تتعرّض له من ضغط ناتج عن تجاور الصفائح الأرضية وتداخلها ببعضها، وعادة ما تحدث الزلازل عندما تنفجر الصخور تحت الأرض فجأة على طول الصدع الذي يكون في الأرض، مما يسبب موجات الزلازل التي تجعل الأرض تهتز، ويمكن أن يحدث الزلزال أيضًا عندما يحدث احتكاك كتلتين من الصخور أو لوحين ضدّ بعضهما، ويؤدي ذلك إلى حدوث التصاق بين هاتين الكتلتين وبعد فترة من الوقت تنهار هذه الصخور بسبب الضغوط المتراكمة عليها وعندما تنهار يحدث الزلزال، وأثناء الزلزال وبعده تبدأ ألواح أو كتل الصخور في التحرك، وتستمر بالحركة حتى تتعثر مرة أخرى، ويطلق على البقعة التي تتكسر الصخور فيها داخل الأرض بمحور الزلزال، ويُطلق على المكان الموجود فوق الزلزال بمركز الزلزال.[٥]
العوامل التي تؤثر على قوة الزلازل
ذكرنا في التعريف أعلاه أن الهزات الأرضية قد تكون مدمرة أو خفيفة الأثر، وهذا بلا شك أمر يتوقف على عوامل عدة يمكن إجمالها فيما يأتي:[١]
- مقدار درجة الزلزال، أي سعة اهتزاز القشرة الأرضية من ناحية، ومدى تسارعها.
- العمق البؤري.
- بعد المكان عن المركز السطحي.
- طبيعية المنطقة جيولوجيًا ويقصد بذلك نوع التربة، ونوع المباني والمنشآت، وما شابه، فمثلًا إذا تعرضت التربة الرملية للزلزال يزيد خطره جراء احتمالية ذوبان تربة الأساسات، وهذا ينطبق أيضًا على الانزلاق الأرضي في المناطق شديدة الانحدار.
- الموقع، ومن هنا نجد توصيات عديدة للابتعاد عن البناء وإقامة المنشآت على صدوع جيولوجية، لأن أي تحرك مهما كان بسيطًا في قشرة الأرضي على جانبي الصدوع يؤدي لأضرار ملموسة، فتنفصل أجزاء المنشآت في بعض الحالات بفواصل تسمح لكل جزء بالحركة الحرة.
حقائق عن الزلازل في المنطقة العربية
أجرى مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الفلسطينية دراسات عديدة في هذا المقام، ومن مخرجاتها ما يأتي:[١]
- احتمالية تعرّض المنطقة العربية لزلزال في المستقبل لكن قوته لن تزيد عن 6 درجات ونصف حسب مقياس رختر، وقد تصل إلى 7 درجات كأقصى حد إذا كان مركزها منطقة بحيرة طبريا وإصبع الجليل.
- ارتفاع نسبة الأضرار الناتجة عن أي زلزال محتمل يعود بالدرجة الأولى إلى انعدام متطلبات الحد الأدنى من مقاومة الزلازل في المباني والمنشآت من ناحية، بالإضافة إلى انعدام وجودة إدارة خاصة بالحالات الطارئة والكارثية.
- احتمالية تعرض المنطقة لتسونامي وارد جدًا، لأن موقع فلسطين قريب من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، كما أن حدوث الظاهرة في أعوام ماضية لا يعني عدم تكرارها، ومن الأمثلة عليها تسونامي عام 1759 الذي دمر القرة الفلسطينية وقتل الآلاف.
- ضرورة مراعاة خطر الزلازل في المنشآت القريبة من شواطئ الدول العربية، لا سيما في ظل وجود مشاريع هامة على الشواطئ.
كيفية حدوث البراكين
إن البراكين من الظواهر الطبيعة التي ترى بالعين المجرّدة على عكس الزلازل التي لا تُرى ولكن يُشعر بتأثيرها، والبراكين هي تضاريس برّية أو بحرية تخرج من فوهاتها مواد منصهرة شديدة الحرارة؛ إذ تحدث البراكين عندما تندلع مادة حارة من فوهة من الأرض، ويمكن أن تكون المادة التي تخرج من البركان سائلة تسمى اللافا عندما تكون على السطح، أو ماغما وعندما تكون في باطن الأرض، ويخرج من البركان أيضًا الرماد، وأنواع من الغازات والمعادن بفعل الفقاعات الضخمة المضغوطة، وتحدث الماغما بفعل البركان عندما تتحرك أجزاء من قشرة الأرض والتي تسمى بالألواح التكتونية ببطء بعيدًا عن بعضها، ومن ثم ترتفع الماغما وتخرج، ويمكن أن تخرج الماغما أيضًا عندما تتحرك هذه الصفائح التكتونية باتجاه بعضها؛ إذ تؤدي الحرارة والضغط إلى ذوبان القشرة وصهرها على شكل ماغما.[٦]
وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد في العالم أكثر من 1510 بركانًا نشطًا، وأيضًا توجد براكين في قاع البحر، وأكبر بركان في العالم موجود في هاواي ويطلق عليها اسم "ماونا لوا" وحجمه حوالي 80 ألف كم مكعب، وتجدر الإشارة إلى أنه كما يوجد برق في السماء يوجد برق في البراكين وينتج بسبب الأجسام الساخنة جدًا التي تحتك ببعضها البعض، وفي عام 1815 ميلادي ثار بركان في أندونيسيا وصل رماده الناري إلى السماء وأصاب طبقة الستراتوسفير الذي أدى إلى تبريد المناخ العالمي لعام كامل كما وقتل هذا البركان حوالي 92 ألف شخص.[٧]
فوائد الزلازل والبراكين
توجد العديد من الآثار الإيجابية والفوائد لكُل من الزلازل والبراكين، وسنوضحها فيما يلي:
- فوائد وإيجابيات الزلازل: ومن أبرزها ما يأتي:[٨]
- دراسة وفهم طبيعة الأرض: يتيح قياس الزلازل الصغيرة للجيولوجيين دراسة المناطق تحت الأرض، إذ يمكن للجيولوجيين قياس الطريقة التي تنتقل بها اهتزازات الزلازل والوصول إلى استنتاجات حول نوع المواد التي تمر بها الاهتزازات، كما يمكن أن يجد الجيولوجيون طبقات المياه الجوفية، ورواسب النفط والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الهامة بناءً على المعلومات التي يحصلون عليها من الزلازل.
- تشكيل تضاريس للأرض: تعد الزلازل طريقة الأرض لإطلاق الطاقة المخزّنة في الصفائح التكتونية أثناء تحركها، فإذا لم تتحرك هذه الصفائح التكتونية سيبدو العالم مختلفًا تمامًا، إذ إن حركة الصفائح التكتونية تساهم في تشكيل تضاريس الأرض المختلفة؛ كالجبال، والمحيطات، وغيرها.
- فوائد وإيجابيات البراكين: توجد العديد من الفوائد والإيجابيات التي يُحدثها البركان، والكثير من هذه الفوائد تحتاج إلى وقت طويل للظهور وليست لحظية، وهنا سنوضح لك أهم هذه الفوائد كما يلي:[٩]
- تبريد الهواء: يمكن للبراكين بعد ثورانها بأن تؤثر على حالة الطقس والمناخ، إذ يؤدي البركان إلى تبريد الهواء على المدى الطويل بمقدار يبلغ حوالي نصف درجة مئوية.
- تشكيل الأرض: يمكن للبركان أن يلعب دورًا هامًا في تشكيل الأرض وتكونيها مثل جزيرة هاواي إذ قد تشكلت أراضيها بهذه الطريقة.
- إنتاج المياه: لقد ساعدت البراكين بفعل الماغما منذ ملايين السنين بتشكيل المياه الموجودة على سطح الأرض.
- خصوبة التربة: للبراكين أثر هام في خصوبة التربة، كما توفر أيضًا بيئة جيدة لتكوين بيئات جديدة للحيوانات والنباتات والحشرات.
- الطاقة الحرارية الأرضية: توفر البراكين العديد من الأماكن الدافئة مثل؛ الينابيع الساخنة والطاقة الحرارية الأرضية، إذ تقع الأماكن التي توجد بها أعلى درجات حرارة في الأرض في المناطق التي بها براكين نشطة.
- المواد الأولية: يمكن للبراكين أن تساهم في إنتاج المواد الأولية والمعادن مثل؛ الكبريت والنحاس والذهب والماس، ونوع نادر من الماغما ويسمى كيمبرلايت، كما أن المادة البركانية يمكن طحنها واستخدامها في صناعة الأسمنت.
المراجع
- ^ أ ب ت "الزلازل"، aljazeera، 19-5-2015، اطّلع عليه بتاريخ 27-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "Effects of Earthquake", toppr, Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ↑ "Effects of Earthquakes", topex, Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ↑ "What effects do volcanoes have?", bbc, Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ↑ "Why Do Earthquakes Happen?", geo, Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ↑ "What Causes Volcanoes?", nasa, Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ↑ "معلومات عن البراكين وحقائق مذهلة عن كيفية تكونها ومدى خطورتها وفوائدها"، murtahil، 7-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "Positive and Negative Effects of Earthquakes", sciencing, Retrieved 7-12-2019. Edited.
- ↑ Ashley Williams (1-7-2019), "6 ways volcanoes benefit Earth, our environment"، accuweather, Retrieved 7-12-2019. Edited.