آثار التغير المناخي

آثار التغير المناخي

تتعدد آثار التغير المناخي كما تتعدد أسبابه، ومن أهم الآثار التي يخلفها نذكر:[١][٢]

  • ارتفاع درجات الحرارة: إذ لاحظ العلماء أنَّ آخر 30 عامًا كانت الأكثر دفئًا من أي عقد آخر، وبالأخص الأعوام 12 الأخيرة، وأنَّ درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار درجة مئوية منذ خمسينيات القرن الماضي.
  • ارتفاع نسبة ذوبان الجليد: مع ظهور صور الأقمار الصناعية في أواخر السبعينات أصبحت مراقبة التغيرات في المناطق الجليدية ومقارنتها خلال الأعوام ممكنة، ولوحظ عن طريقها ارتفاع معدلات ذوبان الجليد في هذه المناطق، فتقلصت الصفائح المتجمدة في جرينلاند والقطب الجنوبي، وهي المناطق التي تعد الأكثر تخزينًا للمياه العذبة على سطح الأرض، أما عن الجليد البحري فيتراجع بنسبة 4% كل 10 سنوات، وبالنسبة للأنهار المتجمدة المنتشرة في عدة مناطق من العالم فإنها تنكمش بمعدل متسارع.
  • ارتفاع مستوى سطح البحر: من معدل 1.7 ملم في العام إلى معدل 3.3 ملم ابتداء من أوائل تسعينيات القرن الماضي، إذ ارتفع متوسط مستوى سطح البحر أكثر من 20 سم منذ بداية القرن الماضي أي منذ عام 1900، وقد أدى هذا الإرتفاع إلى فيضانات في بعض المناطق.
  • ارتفاع معدلات هطول الأمطار: إذ لوحظ تغير وارتفاع في الهطولات المطرية في أماكن مختلفة على سطح الكرة الأرضية، خاصة في النصف الشمالي منها، وذلك بسبب ذوبان الجليد وارتفاع نسب مستوى سطح البحر، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يؤدي إلى زيادة الرطوبة والعواصف التي ينتج عنها ارتفاع في وتيرة الهطولات المطرية.
  • تغيرات في الطبيعة ناتجة عن التغير في المناخ، وبذلك يحصل تلقائيًا تغير في مواعيد الفصول وظروفها، وهذا يؤثر على سلوك الأنواع الحية كهجرة الطيور مثلًا، إضافة إلى تأثر الكائنات التي تعيش على الجليد كالدب القطبي وتعرض هذه الكائنات لخطر الإنقراض بسبب اختفاء مواطنها الأصلية أو تلوثها كالشعاب المرجانية التي تتأثر بتلوث البيئة البحرية.
  • أثر على المجتمع البشري: كل ما ذكر سابقًا سيؤثر بشكل أو بآخر على الإنسان، لكن توجد آثار مباشرة للتغير المناخي على الإنسان كانخفاض مصادر المياه العذبة، وانخفاض الإنتاج الزراعي ومصادر الغذاء، إضافة إلى ارتفاع أخطار الحرائق والفيضانات، وارتفاع نسبة الوفيات إما من انتشار مسببات الأمراض أو بسبب نقص التغذية أو ارتفاع درجات الحرارة.


تعريف التغير المناخي

يعرف المناخ على أنَّه متوسط درجات الحرارة والأمطار والثلوج والرياح لمنطقة ما، ويتأثر بشكل رئيسي بالمحيطات واليابسة والصفائح الجليدية، وذلك خلال فترة زمنية معينة، وغالبًا ما تكون هذه الفترات طويلة، إذ أنَّ المناخ يختلف عن الطقس بطول الفترة الزمنية؛ وذلك لأن الطقس يقاس على مدار ساعات وقد يمتد إلى أسبوع، ويؤثر على المناخ العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الكوكب، والذي يعرف بالإحتباس الحراري، ونتيجة له يحصل تغير على خصائص المناخ مثل درجات الحرارة والطقس في مناطق من الكوكب تمتد لفترات طويلة، قد تكون عدة عقود أو أكثر، وقد لا تقل عن 30 عامًا، ويمكن التنبؤ بتغير الخصائص إذا كانت ناتجة عن مسببات معروفة أو متوقعة على المدى الطويل، ويحصل تغير المناخ باستمرار بشكله الطبيعي وذلك عن طريق توازن طاقة الأرض، وأيُّ خلل في العوامل التي قد تؤثر على هذا التوازن يدخل ضمن مسببات التغير المناخي.[٣][٤][٥]


أسباب التغير المناخي

تنقسم أسباب التغير المناخي إلى نوعين وهما:[٦][٧][٥]

  • اسباب ناتجة عن الطبيعة: يتأثر كوكب اللأرض بالعديد من النشاطات الطبيعية كالنشاط البركاني، وتعد مثل هذه النشاطات عوامل تؤثر على مناخ الأرض، إذ تؤثر على توازن طاقة الكوكب، ويعد كل من النشاط البركاني والإشعاع الشمسي العاملين الأكثر تأثيرًا على المناخ، لكن الأقوى تأثيراً بينهما هو الإشعاع الشمسي؛ وذلك لأنَّ تأثير الإنفجارات البركانية يعد قصير المدى مقارنة بالإشعاع الشمسي.
  • أسباب ناتجة عن النشاط البشري: تعد الحضارة الحديثة والتطور الصناعي أحد الأسباب الرئيسية للتغير المناخي، فقد أكدَّ مجموعة من العلماء المعنيين بالتغير المناخي وتحت رعاية اللأمم المتحدة أنَّ الأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لهذا التغير، إذ ارتفعت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من 280 جزءًا في المليون إلى 400 جزء في المليون خلال 150 عامًا، ويعد غاز ثاني أكسيد الكربون أحد أهم الغازات الدفيئة التي ترفع درجات الحرارة، ويبقى هذا الغاز لفترة طويلة في الغلاف الجوي، إضافة إلى غازات أخرى كالميثان وأكسيد النيتروز.

وينتج معظم غاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق الوقود الأحفوري من السيارات والمباني والمصانع ومحطات الطاقة، أما غاز الميثان فينطلق من مدافن النفايات وصناعات الغاز الطبيعي والنفط، إضافة إلى مجال الصناعات الغذائية خاصة الغازات من الجهاز الهضمي للمواشي، وبالنسبة لغاز أكسيد النيتروز فينتج عن الأسمدة والغازات الناتجة عن التبريد والعمليات الصناعية، تؤثر كل تلك الأنشطة البشرية بشدة على الإحتباس الحراري خصوصًا مع قطع أشجار الغابات وتحويلها لأراضٍ زراعيةٍ أو صناعيةٍ؛ وذلك لأن الأشجار تساعد على تنقية الغلاف الجوي، وفقدانها يعني بقاء غاز ثاني أكسيد الكربون فيه لفترة أطول وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة لفترات أطول.[٦][٧][٥]


مواجهة التغير المناخي

تُبذل العديد من الجهود لمواجهة التغير المناخي، فبعد أن لوحظت آثاره على كوكب الأرض، الناتجة عن التطور الصناعي الذي حصل بعد الحرب العالمية الثانية، وارتفعت نسبته بين سبعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وتحاول فرق دولية الحد من تركيز الغازات في الغلاف الجوي، والحفاظ على فرص استقرار الإحصائيات المتعلقة بالتغير المناخي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تغيرات في السلوكيات للحفاظ على الطاقة والبحث عن مصادر بديلة لها، على أن تكون مصادر نظيفة كالطاقة المتجددة أو مصادر ذات انبعاثات منخفضة، ومحاولة تطوير تقنيات تحسين كفاءة الطاقة وتقنيات جمع الكربون وتخزينه، والتركيز على التنمية المستدامة كاستخدام الهندسة الخضراء لتصميم المباني.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب Karen Sparks (1-2-2008), "Climate Change"، www.britannica.com, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  2. "What is climate change", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  3. "What is climate change", www.science.org.au, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  4. "Climate Change", www.nationalgeographic.org, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Causes of climate change", www.canada.ca, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "The Causes of Climate Change", climate.nasa.gov, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "CAUSES AND EFFECTS OF CLIMATE CHANGE", www.nationalgeographic.com, Retrieved 12-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :