محتويات
عالم الدّيناصورات
الدّيناصورات كائنات حية فقارية منقرضة، وكانت الكائنات الرئيسة والمهيمنة على الكرة الأرضية قبل أكثر من 160 مليون سنة، وظهرت الدّيناصورات لأول مرة منذ 230 مليون سنة خلال العصر الترياسي واختفت في نهاية العصر الطباشيري في حدث كارثي على الأرض، ويُعتقد أن الطيور الجارحة هي من سلالة الدّيناصورات، وقد تعرف العلماء على أحافير الدّيناصورات الأولى في القرن التاسع عشر الميلادي، وأصبحت الهياكل العظمية للدّيناصورات عوامل جذب رئيسة في المتاحف في جميع أنحاء العالم، وأصبحت الدّيناصورات جزءًا من الثقافة العالمية ولا تزال تتمتع بشعبية مستمرة بين الأطفال والكبار على حد سواء، وظهرت في كثير من الكتب والأفلام الأكثر مبيعًا للتذاكر مثل حديقة الجوراسي.[١]
تغطى الاكتشافات الجديدة عن الدّيناصورات بانتظام من قبل وسائل الإعلام، والدّيناصورات تعني السحلية الضخمة، وأول من أطلق هذا الاسم عليها هو عالم الآثار الإنجليزي السير ريتشارد أوين في عام 1842 ميلاديًا، والاسم مُشتق من اليونانية وهو مكون من مقطعين هما دينا (δεινός) (deinos) بمعنى الفظيع أو الهائل، والمقطع سورا (σαύρα) بمعنى الزواحف أو السحلية، وقد اختار أوين الاسم للتعبير عن حجم وعظمة هذه الحيوانات المنقرضة وليس خوفًا من حجمها الهائل كما يُعتقد، وقد وجد أوين في البداية ثلاث أحافير لمجموعات مُختلفة من الدّيناصورات في إنجلترا، وبعد مرور عقود من عمليات البحث وإيجاد العديد من الأحافير في عدة مناطق من العالم، حدد وجود 527 جنسًا من الدّيناصورات في عام 2006، ويُعتقد بوجود 1844 جنسًا آخر من الدّيناصورات موجود ولكن لم يُكتشف بعد.[١]
موطن الدّيناصورات
عاشت الدّيناصورات في جميع أنحاء الأرض وعلى جميع القارات، سواء في العصر الترياسي المتأخر، أو العصر الجوراسي، أو العصر الطباشيري على سطح الأرض، ونظرًا لأن الدّيناصورات كانت مجموعات متنوعة كباقي الحيوانات فقد عاشت في كل بيئة أرضية، وقد عثر على أحافيرها من العظام، أو الأسنان أو آثار أقدام في الصخور، وفي غابات السافانا، والشواطئ والمستنقعات، واكتشفت أحافير الدّيناصورات في القارة القطبية الجنوبية وأمريكا الشمالية أيضًا، وهذا غير مُستغرب لأن العالم القديم كان مُختلفًا عن عالمنا الحالي؛ إذ كان المناخ العالمي أكثر دفئًا، وربما لم تكن هناك قمم جليدية قطبية موجودة، ولم تكن القارات مفصولة كثيرًا بمحيطات شاسعة بينها مثل الوقت الحالي، وتشير دراسات الجغرافيا القديمة إلى أن بعض الدّيناصورات التي عاشت في ألاسكا، والقارة القطبية الجنوبية وحتى أستراليا كانت تعيش بالقرب من أقطاب الأرض الجنوبية والشمالية، وحتى في ظل المناخ الأكثر دفئًا كانت هذه الدّيناصورات تُعاني لفترات طويلة من الكوارث الأرضية، وهذا أثر كثيرًا على إمدادات الغذاء للدّيناصورات العاشبة.[٢]
أنواع الدّيناصورات
حدد العلماء آلاف الأنواع من الدّيناصورات المُكتشفة، وسنذكر في مقالنا معلومات عن أهم عشرة أنواع من الدّيناصورات التي عاشت في القدم وهي:[٣]
- تيرانوصور ريكس: كانت توصف بأنها آلات قتل في أواخر العصر الطباشيري، وكانت هذه الحيوانات آكلة اللحوم الضخمة قوية الساقين والفك والأسنان، وكانت عنيفة وتفترس بلا هوادة الدّيناصورات العاشبة الأصغر منها.
- براكيوصور الصوربودا: كان ديناصور براكيوصور يتبع عائلة دّيناصورات الصوربودا، وهي دّيناصورات عملاقة يبلغ طولها أكثر من 100 قدم ووزنها أكثر من 100 طن، وتميزت معظم الصربوديات بأعناقها وذيولها الطويلة للغاية وأجسادها الضخمة، وقد كانت الحيوانات العاشبة المهيمنة في العصر الجوراسي، وازدهرت أيضًا خلال العصر الطباشيري.
- مثيلات قرنيات الوجه: مثيلات قرنيات الوجه هي دّيناصورات آكلة للأعشاب، وقد عاشت خلال العصر الطباشيري وتتميز بدرع وقرون بثلث حجم أجسادها مما جعلها ذات مظهر مخيف وغريب، وقد كان حجمها مساويًا لحجم الفيل.
- رابتور الطير الجارح: الرابتور من الدّيناصورات آكلة اللحوم الأكثر شهرة في العالم، وكان من بين الدّيناصورات الأكثر رعبًا في عصر الدهر الوسيط، والطيور الجارحة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالطيور الحديثة وتُحسب بين عائلة الدّيناصورات المعروفة باسم الطيور (دينو)، وتتميز الطيور الجارحة بثلاثة أصابع لليدين، ورأس أكبر من المتوسط، ومخالب منحنية على أقدامها، وكان معظمها مغطى بالريش.
- ثيروبودس: ديناصور ثيروبودس آكل اللحوم هو ديناصور شبيه بالرابتور لكنه لا يطير، وقد عاش في العصر الترياسي، وكان ديناصورًا مُميتًا للديناصورات الأخرى.
- تيتانوصور: عاشت هذه الدّيناصورات في نهاية العصر الجوراسي، وقد جابت هذه الدّيناصورات المتعددة الأشكال جميع قارات الأرض، وانقرض التيتانوصور مع بداية العصر الطباشيري، وهي دّيناصورات نباتية تتناول كميات كبيرة من النباتات، وتتميز بجلدها القاسي جدًا والصلب، وهي شبه مدرعة وفيها ميزات دفاعية كثيرة، ووعثر على بقايا التيتانوصورات في جميع أنحاء العالم.
- الدّيناصورات المدرعة (الانكيلوصور): كانت الانكيلوصورات من بين آخر أضخم الدّيناصورات قبل 65 مليون عام في العصر الطباشيري، وكانت هذه الحيوانات العاشبة اللطيفة البطيئة تشبه الدبابات في عصرنا الحديث، وكانت ذات دروع ضخمة، ومخالب حادة وكتلة جسمية ثقيلة، وقد طورت أسلحة دفاعية كثيرة عبر السنين للحماية من الدّيناصورات المفترسة، وقد امتازت ذكور هذا الصنف بمحاربتها لبعضها بكثرة لفرض سيطرتها على القطيع.
- دّيناصورات الريش: عاشت هذه الدّيناصورات خلال العصر الوسيط، وكانت تتميز بوجود ريش لها مثل الطيور، واكتشفت هذه الدّيناصورات في الآونة الأخيرة في مناطق عديدة من الصين، مما دفع علماء الحفريات إلى مراجعة آرائهم حول تطور الطيور والدّيناصورات وأماكن تواجدها.
- دّيناصورات ستيجوسورس: دّيناصورات ستيجوسورس يطلق عليها اسم الدّيناصورات المسننة والمطلية، وهي دّيناصورات آكلة للنبات، عاشت في نهاية العصر الجوراسي وبداية العصر الطباشيري.
- دّيناصورات التريزينوصور: دّيناصورات التريزينوصور أو دّيناصور العظاءة المنجلية هو دّيناصور ثنائي القدم آكل للحوم، وتميز بمخالب طويلة حادة على يديه الأماميات.
انقراض الدّيناصورات
درس العلماء وطرحوا العديد من النظريات لأسباب انقراض الدّيناصورات، ويوجد مجموعتان من نظريات الانقراض هما: الانقراض الكارثي والانقراض التدريجي؛ إذ من المُمكن أن يكون سبب الانقراض الكارثي هو حدث خارجي مفاجئ مثل تصادم الأرض مع كويكب آخر، أو انفجار سلسلة من البراكين العملاقة، أما الانقراض التدريجي فقد كان نتيجة للتغيرات في كتلة الأرض والتغيرات المناخية الشديدة، وقدم عالما الدّيناصورات لي فان فالن وبوب سلون نظرية أكثر تعقيدًا، وقالوا أنه في أواخر العصر الطباشيري كانت القارات تتحرك وتبعد عن بعضها، ومع هذه الحركة بدأت سلاسل الجبال الرئيسة الجديدة في الارتفاع، وجفت الكثير من البحار الضحلة المتوسطة، وهذا أدى لانخفاض درجة الحرارة على الأرض كثيرًا، مما أدى لوجود نباتات جديدة غير القديمة في الجبال، مما سبب انتقال الدّيناصورات من الجبال إلى مناطق الاستواء الأكثر دفئًا، ومع تغير نوعية النباتات بدأت الدّيناصورات بالانقراض سريعًا بسبب الطعام والطقس غير المناسب لها، أما نظرية اصطدام كويكب في الأرض فاقترحها العلماء والتر ولويس الفاريز مع زملائهم، وقالوا أن دليلهم هو الطين الطباشيري الذي وجدوه في شمال إيطاليا وكان هذا الطين غنيًا بعنصر إيريديوم النادر على الأرض وأكثر شيوعًا في الأجسام خارج كوكب الأرض مثل النيازك والمذنبات، وتتطابق طبقة الإيريديوم التي وجدوها مع طين العصر الطباشيري مما دفعهم لتأكيد هذه النظرية.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "Dinosaur", newworldencyclopedia, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ "Where in the world did dinosaurs live?", khanacademy, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ Bob Strauss (19-9-2019), " The 15 Main Dinosaur Types "، thoughtco, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ " Dinosaur Extinction ", animals.howstuffworks, Retrieved 17-11-2019. Edited.