بحث عن الصناعة

بحث عن الصناعة
بحث عن الصناعة

مفهوم الصناعة

الصناعة هي تحويل أي مادة على شكلها الأولي إلى شيء يمكن الاستفادة منه من قبل البشر، إذ يُعرض في الأسواق ويكون قابلًا للاستهلاك مقابل حصول منتجه على ثمنه، وهذه العملية ليست وليدة العصر الحاضر، فهي معروفة منذ القدم من خلال الصناعات التقليدية التي هي لليوم لا زالت محط اهتمام العديد من السائحين حول العالم، وأيضًا فالصناعة يمكن أن تكون بسيطة بمعنى أنها لا تحتاج لرأسمال كبير لإقامتها، وإنما تعتمد على عمليات الإنتاج المحلي، كالصناعات التي ينتجها أهل بلد يكثر فيه نوع معين من الفاكهة أو الخضروات، بهدف تصديرها لدول أخرى تفتقد لها، كصناعة زيت الزيتون في فلسطين، وتصديره لدول لا يُزرع فيها الزيتون أصلًا، أما النوع الثالث من الصناعة فهو الصناعة الحديثة، التي تنتج كميات كبيرة من السلع، أو ما يُسمى بالإنتاج الواسع، مستخدمةً الآلآت والمعدات ورؤوس الأموال الكبيرة والأيدي العاملة الكبيرة، كما يحصل اليوم في دول الصين وأمريكيا واليابان، والتي تسعى دائمًا أن تكون عملياتها الإنتاجية هي الرائدة في استخدام أحدث التطورات التكنولوجية والتقنية. [١]


نشأة الصناعة وتطورها

ارتبطت نشأة الصناعة مع ظهور الحضارات البشرية على وجه الأرض، فكانت الصناعات التقليدية هي أساس العملية الإنتاجية، وقد كان الإنسان يعتمد على المتوفر في الطبيعة لصنع الوسائل البسيطة التي تمكنه من للحصول على غذائه، وبالتالي فقد تطورت الصناعة بتطور الإنسان وعمارته الأرض، وهي نابعة من الحاجة، فالحاجة أم الاختراع، فكلما احتاج الإنسان لوسيلة تسهل عليه حياته أو تشبع لديه رغبة ما، كلما تقدم في صنع هذه الوسائل، فقد صنع الفخار من التراب، وصنعت أدوات الصيد من الخشب، وبنى البيوت من الخشب والطين، ومع مرور الزمن اكتشف المعادن وعرف كيف يذيبها ويهذبها في صنع أدوات الزراعة والآلات الحربية للدفاع عن نفسه، وخلال ما بعد منتصف القرن الثامن عشر حدث ما يُعرف بالثورة الصناعية التي أحدثت نقلة نوعية ومادية في العملية الإنتاجية، فانتقلت للطرق الحديثة، إذ حلت الآلة مكان الجهد البشري، وشهد استخدام الطاقة توسعًا كبيرًا، وذهاب الكثير من السكان في الدول الصناعية للعمل في الصناعة على حساب الزراعة والحرف الأولية، وأخيرًا أحدثت الثورة التكنولوجية الواسعة التي تنامت ما بعد منتصف القرن الماضي، والتي أجرت تغيرًا جذريًا ليس فقط في مجال الصناعة، وإنما في جميع مجالات الحياة وبشكل لم يسبق للبشرية أن خاضت مثل هذه القفزة في جميع وسائل الإنتاج والاتصال. [٢]


طرق تصنيف الصناعة

تُصنف الصناعة في العالم حاليًا تبعًا للعديد من الاعتبارات إلى ما يأتي: [٣]

  • تُصنف الصناعة من حيث المواد الخام أو الأولية الداخلة فيها، فالصناعة التي تدخل فيها الزراعة تُسمى صناعات زراعية، والتي تدخل فيها الأنواع المختلفة من الحيوانات تُسمى الصناعة الحيوانية، والتي تدخل فيها المعادن تُسمى الصناعة المعدنية.
  • تٌصنف الصناعة من حيث خصائصها الصناعية، فإذا كانت موجهة للاستهلاك الفوري تُسمى صناعة استهلاكية، وإذا كانت موجهة للإنتاج تُسمى صناعة إنتاجية، كمثال الآلآت تُصنع من أجل الإنتاج لسلع استهلاكية.
  • تُصنف الصناعة بحسب حجمها أيضًا، وهي إما صناعة خفيفة، أو صناعة متوسطة، أو صناعة ثقيلة، فصنع الطائرات المدنية هي من الصناعات الثقيلة، أما صناعة الأحذية فهي من الصناعات المتوسطة، وأخيرًا صناعة أكياس النايلون قد تعدّ صناعة خفيفة.
  • تُصنف الصناعة تبعًا لنوع النشاط الاقتصادي الهادف لهذه الصناعة، فتقسم إما لصناعة استخراجية، كاستخراج النفط والمعادن من باطن الأرض، أو صناعة تحويلية، كالصناعة البتروكيميائية.


مقومات الصناعة

لا يمكن للصناعة أن تساهم في تنمية الاقتصاد لأي من الدول دون وجود المقومات التي من شأنها أن تجعل منها عملية ذات فائدة تعود على أي دولة بالتنمية المستدامة والتطور نحو الأفضل، وليش شرطًا أن تجتمع هذه المقومات في دولة واحدة، بل يمكن استيراد بعضها والاعتماد على ما يتوفر في الدولة منها، وخير دليل على ذلك اليابان التي تفتقد للكثير من هذه المقومات، ولكنها من أفضل الدول الصناعية في العالم، ويمكن إجمال هذه المقومات كالآتي: [٤]

  • رأس المال : فالصناعة اليوم تحديدًا لا تُقام دون رأس المال، فهو الأساس الذي يمكن من خلاله جلب العديد من المقومات الأخرى، كالعمالة والمواد الخام و المعدات، فالعديد من المصانع تحتاج لضخ رأسمال كبير جدًا فيما يُسمى الرأسمالية المكثفة.
  • العمالة أو الأيدي العاملة : فهي المحرك الرئيسي للصناعة، وبالرغم من الاعتماد الكبير على الآلآت، إلا إنه لا يمكن الاستغناء عن الأيدي العاملة بمختلف مستوياتها العلمية أو العملية، فقد أصبح تدريب الأيدي العاملة هو من أسس نجاح الصناعة والتزامها بالمعايير الموضوعة دوليًا للحصول على شهادات دولية، كشهادات الأيزو وغيرها.
  • إدارة العملية الصناعية: من المعروف أن وجود جميع المقومات التي تُقيم الصناعة، لا يمكنها أن تتكامل دون عملية إدارية تنظيمية تضعها على طريق الإنتاج المجدي، فلا صناعة اليوم قائمة على توجهات اعتباطية غير مدروسة من قبل فريق كامل متخصص في تحسس احتياجات الأسواق وتلبية حاجات الناس، وهذا الفريق يتبع دائرة التسويق في معظم الشركات الصناعية، وكذلك لا يمكن لعملية صناعية أن تُدار دون وجود دائرة متخصصة في توفير الأموال وكيفية صرفها وتحليل المؤشرات المالية، والتي تقع على عاتق الدائرة المالية التي يرأسها مدير مالي بطاقم على درجة عالية من الاحتراف، والعديد من الدوائر أو الوحدات التنظيمية التي تعمل جميعها للوصل إلى المنتج الذي يلبي حاجة السوق بأقل التكاليف وأفضل جودة.
  • المواد الخام : وهي العامل الأساسي للإنتاج، فهي المواد الأولية التي تُحول لمنتجات أو الني تساعد في إنتاج مواد أخرى، وتعتمد قدرة أي دولة على الصناعة بوجود هذه المواد لديها، أو ستضطر لاستيرادها من دول أخرى، فالمواد الأولية كثيرة ومتنوعة، أهمها المواد الأولية النباتية والذي أهمها هو القمح، والمواد الأولية المعدنية، كالحديد والذهب والنحاس، والمواد الأولية الحيوانية، كالصوف والجلود.
  • السوق : كما ذكرنا فالسوق وحاجته هو من يحدد التوجهات الصناعية، وما يميز الأسواق هو التنوع في طبيعة المجتمعات وتقاليدها وتوجهاتها الفكرية، فبعض الأسواق تحتاج للصناعات الغذائية أكثر منها صناعات إلكترونية، والعكس صحيح، فعلم التسويق وُجد من أجل هذه المهمة الغاية في الأهمية، فهو من يحدد الحاجات، ويدرس الأسواق.
  • المواصلات : إن وجود شبكة طرق برية أو بحرية أو جوية من شأنه أن يسهل الصناعة بمختلف أشكالها، فكلما توفرت الطرق الحديثة قلل ذلك من تكاليف الإنتاج وشجع للمزيد من الصناعة في أي مكان في العالم.


المراجع

  1. "مفهوم الصناعة و مقوماتها"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2019. بتصرّف.
  2. رمحن رباط حسني ، "الصناعة ونشأتها وتطورها "، qu، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2019. بتصرّف.
  3. "التنمية الصناعية"، sites.google، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2019. بتصرّف.
  4. "مقومات الصناعة"، haeaty، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :