محتويات
تاريخ صناعة الغزل والنسيج
بينت الدراسات التاريخية في مجال الصناعة أن صناعة الغزل والنسيج هي من أقدم ما صنع الإنسان في العالم، وقد تطورت مع مرور الزمن كبقية الصناعات الهامة في حياة البشرية، فأقدم الإنسان على استخدام الحرير في الغزل والنسيج منذ ما يقرب الخمسة الآف عام، وذلك لتوفره في بعض دول العالم لاسيما في الحضارة المصرية والهندية والصينية، إذ وُجدت الرسومات الدالة على ذلك في حضارة الفراعنة في كيفية استخدام "النول" للغزل والنسيج، ويعد المؤرخون أن الحضارة الإسلامية هي أحد أسباب تطور النول التي نشرته في معظم دول العالم آنذاك، وخصوصًا في القرن الرابع عشر لظهور صبغات الألوان الصناعية، الأمر الذي نشر أماكن بيع الأزياء التي بدأت بابتكار الملابس الخاصة بطبقة الأغنياء مما أحدث الفرق بينها وبين طبقة الفقراء من ناحية الشكل.
أما في الوقت الحاضر فإن تطور صناعة الغزل والنسيج كان على يد الإنجليز، إذ طوروا نولًا يعمل على البخار وينسج القطن بتقنية وشكل أفضل مما كان عليه سابقًا، ولاحقًا طُورت الآلات التي تعمل على البخار، وتطورت هذه الصناعة التي تزامنت مع ظهور التدرج في الألوان المبتكرة، وأخيرًا حدث تطور لافت في صناعة الغزل والنسيج من خلال ما يُعرف بالنسيج الصناعي المعتمد على مواد كيميائية، فدُمجت أكثر من مادة دخلت في هذه الصناعة أهمها مادة البوليستر، ومن الجدير ذكره أن صناعة الغزل والنسيج تعد صناعة صديقة للبيئة ولا تخلف أي أضرار للبيئة في حال تخلصوا من المادة الضارة فيها وهي "الزغبر" من خلال آلية الشفط. [١]
أنواع خيوط النسيج وخصائصها
الألياف الطبيعية تستخرج من النباتات والحيوانات والمعادن، وفي الغالب هي ألياف قصيرة عدا الحرير الذي يعد من الألياف الطبيعية الطويلة التي يكون طولها بمعدل الكيلومتر، وأهم مصادر الألياف الطبيعية هو القطن المستخرج من نبات القطن، والكتان المستخرج من نبات الكتان، والصوف المستخرج من الأغنام، والحرير المستخرج من دودة القز، أما النوع الآخر من الألياف فهي الألياف الصناعية التي يصنعها الإنسان من مصادر كيميائية، وأهم مصادرها مادة الفيسكوز الذي مصدره إما شجر الصنوبر أو المواد البتروكيميائية، والأكريليك الذي مصدره النايلون، والبوليستر المستخرج من الوقود الأحفوري (النفط والفحم)، ولجميع مصادر خيوط النسج سواء كانت طبيعية أم صناعية خصائص تميز كل مصدر عن غيره، وبالتالي سيكون سببًا في صناعته لملابس دون الأخرى بناء على طبيعة الغرض المرجو منه، فالقطن يصلح في منتجات الجينز والقمصان وجميع أنواع المناشف، لقدرته العالية على امتصاص للماء، ووهو مريح لجسم الإنسان وعلى درجة كبيرة من المتانة ولا يتأثر كثيرًا بالكي والغسيل.
أما والمصدر الثاني الكتان فأكثر استخداماته للملابس الصيفية والمفارش، إذ يوصف بأنه طري ورطب في الملبس، ويتصف بالصلابة وقابيلة الثني والمتانة، أما المصدر الثالث وهو الصوف، فأكثر استخداماته للملابس الشتوية والقفازات والبطانيات، لما يتميز بدفئه عند ارتداءه وامتصاصه المنخفض للماء وجفافه ببطء، ومنه الناعم والخشن في الملبس، وبفضل تنظيفه تنظيفًا جافًا كونه يتقلص مع استخدام الماء، والمصدر الرابع هو الحرير، فالمعروف عن الحرير أن من يلبسه هم الطبقة الثرية في المجتمعات لما فيه من خصائص الدفء والنعومة والمتانة وشكله البراق اللافت، واخيرًا المصدر الصناعي الأبرز وهو مادة البوليستر الذي يكثر استخدامه في صناعة السترات والجاكيتات وملابس الأطفال والملبوسات الطبية وملابس العمل، فهو يتميز بانخفاض دفئه وامتصاصه للماء، ويجف بسرعة عالية ويقاوم الثني، ويمكن إعادة تدويره. [٢]
مراحل غزل الألياف
الغزل هو العملية التي تسبق عملية النسيج، وهي عبارة عن مراحل تمر فيها الألياف سواء كانت طبيعية أو صناعية لتكوين الخيوط المتجانسة المنتظمة، وبالتالي سيصبح جاهزًا لصناعة القماش وبعض منتجات الأثاث المنزلي، أما المراحل التي يمر فيها غزل الألياف فتختلف باختلاف طبيعة وخصائص هذه الألياف، بالإضافة للمجال المخصص في استخدامها مستقبلًا، فإما أن يكون الغزل رطبًا، جافًا، انصهاريًا أو ميكانيكيًا، وجميع هذه الطرق تمر بثلاث مراحل رئيسية هي كالآتي : [٣]
- عملية السحب : تهدف هذه المرحلة لتقليل سمك شريط الألياف، وبالتالي يصبح منظمًا ومتساويًا من ناحية الوزن والمقدار الطولي، ويُعطى نمره تكون هي المعيار عند الوصول للمرحلة النهائية، وهي طوله بالنسبة لوزنه وكثافته.
- عملية البرم : وفيها يُلف شريط الألياف مع الشعيرات على بعضهم البعض، لتصبح على شكل حلزوني متين ومتماسك، وفي هذه المرحلة يمكن برمه بدرجات وباتجاهات معينه اعتمادًا على الغرض من استخدامه.
- عملية التدوير : وهي المرحلة الأخيرة التي يتحدد فيها أبعاد الخيط، وهي الرقم المتري، مقدار البرم، إذ يدور ويوضع في أنبوبات يكون في داخلها معلومات تفصيلية عن الخيط والتي يجب أن تتوافق مع المعايير الدولية التي تعتمدها صناعة الغزل والنسيج في العالم.
استخدامات النسيج
استخدام النسيج يكون إما للاستخدامات المنزلية كالملابس، السجاد، أقمشمة المفروشات، بعض الأدوات المنزلية، أو استخدامات صناعية، كالمنسوجات التقنية، المناديل، الحقائب، وقد دخلت مؤخرًا المنسوجات في صناعة مقصورات السيارات وغيرها الكثير، لا سيما أنها قديمًا كانت تقتصر على حياكة الملابس وصناعة المفارش البسيطة، وأخيرًا دخلت صناعة المنسوجات في المنتجات الطبية التي بدأت تظهر مع بداية القرن الحالي، وأصبحت من أهم وسائل الوقاية التي تساهم في علاج أو شفاء المرضى، فقد وصل استخدامها كأداة مساعدة في العمليات الجراحية، وتحسين ما يُسمى بالتوافق الحيوي الذي يمكن من خلاله زراعة الأعضاء، ومقاومة الارتشاح أثناء العمليات الجراحية بمختلف أنواعها، كما أن لها دورًا في المحافظة على جودة الأجهزة الطبية وبقائها في أفضل أداء ممكن. [١][٤]
المراجع
- ^ أ ب "تاريخ صناعة الغزل والنسيج في العالم"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
- ↑ هاميس البلشي (28-9-2017)، "كيف تتم صناعة خيوط النسيج المستخدمة في صناعة الملابس"، ts3a، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد الله (15-1-2018)، "الغزل من ألياف و شعيرات لخيوط"، textilewearable، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "صناعة النسيج في خدمة الطب"، albayan، 28-10-2001، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.