محتويات
ما هي الطاسيلي وأين تقع
هي سلسة من من الأقواس الصخرية التي تشبه الجبال والكهوف، وتتكون من الرمال بمعظمها والصخور البركانية، يتراوح عرضها بين خمسين إلى ستين كيلو متر وطولها ما يُقارب 800 كيلو متر مربع، وتقع سلسة الجبال المعروفة باسم الغابات الحجرية أو طاسيلي ناجر في الصحراء الكبرى على الحدود الليبية جنوب شرق الجزائر، وتتكون هذه الغابات بالإضافة إلى الأقواس من مجموعة كهوف تُطل على جرف فيه رمال متحركة، ووُجد داخل كهوف ناجر أقدم رسومات عرفها التاريخ للإنسان الحجري، غير أن هذا الاكتشاف تأخر بعض الشيء بسبب الطبيعة الصعبة للصحراء الكبرى وصعوبة الوصول للكهوف واستكشافها، وتبلغ مساحة طاسيلي ناجر ما يُقارب 12 ألف كيلو متر مربع، وترتفع عن سطح البحر بما يُقارب الألف متر، وفيها قمة عالية يبلغ ارتفاعها 2158 مترًا عن سطح البحر وتُسمى أدرار أفاو.[١]
اكتشاف الكهوف
استوطنت قبائل الطوارق منطقة الطاسيلي وما يُجاورها منذ زمن قديم جدًا، حين اكتشف رجل من الطوارق من قبيلة كيل مداك تلك الكهوف لكنه لم يكن على دراية بأهميتها التاريخية وما تحمله من رسومات أثرت على معرفة تاريخ المنطقة ودراسة رجل الكهف أو الإنسان القديم، فالكهوف تحتوي على رسومات تُجسد طريقة الحياة وتطورها خلال مراحل متعددة من تطور الإنسان القديم وطريقة حياته، ثم كان أول اكتشاف عالمي للكهوف في عام 1938 على يد الرحالة الفرنسي بربنان وهو يسير بالصحراء وأخذه الفضول لرؤية الكهوف عند وقوفه أمام الاكتشاف العظيم للرسوم والنقوش المجودة على جدران الكهوف، ثم عادت الاكتشافات والبحوث الأثرية عن هذه الكهوف وما تحتويها من رسومات على يد المستكشف والرحالة هنري لوت عام 1956 مع نخبة من علماء الآثار حين اكتشفوا أن الرسومات تعود إلى العصر الحجري أي ما قبل عشرين ألف سنة من الوقت الحالي، وما أثار إعجاب الباحثين هو استدلالات الحياة القديمة؛ فالرسومات أظهرت الإنسان القديم وحوله الماء والأشجار الكثيفة كما لو أن الأرض القاحلة والصحراء لم تكن موجودة من قبل، أما الرسومات فكانت غريبة؛ فقد عجز العلماء عن تفسيرها، فوجدت رسومات تُظهر تطورًا غريبًا للإنسان القديم، فبعض الرسومات كانت على شكل كائنات فضائية غريبة تطير ورسومات لملابس من عصرنا الحالي مثل الفساتين والتنانير والمجسات فوق رؤوس بعض الكائنات التي رُسمت على جدران الكهف، بجانب الحياة اليومية وبعض الأعمال التي كان يقوم بها الانسان الحجري.[٢]
مراحل حياة الإنسان القديم في كهوف طاسيلي
وُجد في منطة الكهوف ما يزيد عن 300 ألف رسمة على جدران تلك الكهوف، وقسمها العلماء لمراحل أظهرت تغير الحياة وطريقة المعيشة والطعام والمهن التي عمل بها الإنسان في ذلك الوقت، وقدّر العلماء الفترة التي عاش بها الإنسان بين 9000 قبل الميلاد لعام 2500 قبل الميلاد، وقسموا الحقب حسب الرسومات وما وضحته من تطورفي زمن رسم تلك الرسومات والنقوش كالتالي:
- مرحلة الصيد البري وكانت ما يُقارب 5000 قبل الميلاد، أظهرت الرسومات فيها أن الإنسان كان يعتمد على صيد الحيوانات بالرماح والعُصي مثل وحيد القرن والحمار الوحشي وفرس النهر.
- مرحلة الزراعة أو المرحلة البوفيدية كما أسماها العلماء امتدت بين عام 4500 إلى عام 2500 قبل الميلاد؛ إذ إن الانسان بدأ بوقتها بالزراعة وتربية الماشية كالماعز والأغنام.
- عام 1200 قبل الميلاد عُرف ببدء الإنسان بتربية الخيول واستخدامها لجر العربات وسُميت بمرحلة الخيول.
- ما بعد عام 1200 قبل الميلاد ظهرت الجمال بشكل واضح وقل استخدام الخيول في الرسومات فسماها العلماء بمرحلة الجمال، ويُعتقد بأنها بداية زحف الصحراء لتلك المنطقة وتكونها بعد أن كانت منطقة رطبة غنية بالمياه والنباتات والأشجار.[٣]
المراجع
- ↑ "طاسيلي ن آجر"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
- ↑ " رسومات الطاسيلي: اللغز الذي أرّخ لخضرة الصحراء و تطور انسانهـا منذ مئتي قرن خلـت "، ech-chaab، 13-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.
- ↑ عبير محمد (17-1-2018)، "كشف لغز كهوف الطاسيلي"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2019. بتصرّف.