السياحة في سقطرى

موقع سقطرى

سقطرى أرخبيل يمني مكون من عدة جزر مائية و6 جزر صخرية، عاصمتها حديبو، وتقع في بلاد اليمن السعيد، وتحديدًا أمام مدينة المكلا على الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، ويحدها من الشرق خليج عدن الذي يشكل نقطة التقاء المحيط مع بحر العرب، مما يعني أن موقعها استراتيجي هام، ولا غرابة في أن تكون محط أطماع الغزاة على مر العصور، وقد وقعت تحت سيطرة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ آيار مايو عام 2018 جراء استمرار الأوضاع السياسية غير المستقرة في بلاد اليمن، ورد اسمها في كتب المؤرخين القدامى والمعاجم اللغوية والخرائط الجغرافية بألفاظ مختلفة منها سوقطرى، سوقطرا، سقوطرى، وسكووطرة.[١]


المساحة والسكان

يعيش في أرخبيل سقطرى اليمني قرابة 150 ألف نسمة، منهم 70% يعملون في مهنة الصيد، وهم موزعون على مساحتها الجغرافية البالغة 3.650 كيلومترًا مربعًا، ويتميز الأرخبيل بالتنوع البيئي مما جعلها أكبر محمية طبيعية في بحرها وبرها، ومتحفًا للثروة النباتية والأعشاب الطبية والأشجار المثمرة النادرة والفريدة، ناهيك عن الطيور الداجنة والمهاجرة، والشلالات المنحدرة من أعالى الجبال، علاوةً على الكهوف والمغر المأهولة بالسكان، وعليه فلا غرابة في إدرجها على لائحة المواقع الأثرية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو منذ عام 2008، وفي عام 2017 أدرجت كأحد المواقع البحرية ذات الأهمية البيولوجية من قبل اليونيسكو، وفي عام 1992 اختيرت ضمن 9 مناطق المناطق العالمية البكر التي لم تصبها عمليات تشويه حسب ما صرحت به قمة الأرض المنعقدة في ريو دي جانيرو.[١]


مناخ جزيرة سقطرى

تتميز تضاريس جزيرة سقطرى اليمنية بالتنوع ما بين جبال وسهول وهضاب وبحار، وهذا انعكس بالطبع على تنوع مناخها، فيقسم مناخ الجزيرة إلى 3 مناخات على النحو التالي:

  • مناخ بحري حار تتراوح درجة الحرارة العظمى فيه ما بين 26-28 ْ، والصغرى ما بين 19-23 ْ.
  • مناخ معتدل شرقي الجزيرة، يميل إلى البرودة في بعض الأشهر.
  • مناخ بارد غربي الجزيرة، ينتشر فيه الضباب، وتزداد نسبة الرطوبة إذ تتراوح ما بين 55% في شهر أغسطس آب إلى 70% في شهر يناير كانون الثاني من كل عام.

ومن هنا يمكن تحديد أفضل وقت للسياحة في الجزيرة خلال الفترة الممتدة بين شهر أكتوبر تشرين الأول حتى فبراير شباط، ولا ينصح بزيارتها خلال فترة الصيف الممتدة ما بين شهر يونيو حزيران إلى سبتمبر أيلول إذ تكون الرياح حارة.[٢]


السياحة في سقطرى

يعد قطاع السياحة أحد أكثر القطاعات التي تدر عائدًا ماديًا يزود الدخل القومي في جزيرة سقطرى، ومن أبرز مقومات السياحة التي تستقطب الوافدين المحليين والأجانب ما يلي:[٣]

الشواطئ

تتميز شواطئ الجزيرة بمياهها الرقراقة الصافية، ورمالها البيضاء النظيفة، وخلوها من عوامل التلوث كافة، بالإضافة إلى غناها بالثروة السمكية والحيوانات البرية، ومن أبرز هذه الشواطئ:

  • شاطئ الشعب الذي يمتد على طول 5 أمتار فقط مما يعني أنه شاطئ صغير لكنه مميز ويعد من أهم الشواطئ.
  • شاطئ قلنسية المشهور بالشعب المرجانبية واللؤلؤ، بالإضافة إلى وجود سلاحف نادرة وفريدة بأشكال وسلالات منوعة منها السلاحف الخضراء ذات الحجم الكبير، ويتميز عن غيره بوجود أشجار النخيل التي يعتمد عليها السياح كمظلات للوقاية من حر أشعة الشمس.


المغارات والكهوف

يوجد في الجزيرة 52 كفهًا ومغارًة تمتد على طولها، ومن أبرزها:

  • المغارات:
    • مغارة دي جبك وهي من أكبر المغر في الجزيرة، تقع في سهل نوجد، وهي مأهولة بالسكان كونها تتسع للكثير من الأسر، يمكن الوصول إليها بالسيارة لكونها تحتوي تجويفًا داخليًا مناسبًا.
    • مغارة جنيبة شبهن تقع في منطقة دكسم، كشفت عنها السلطات المختصة عام 2005م، تتميز بتكوينها الطبيعي الكلسي من الصواعد والنوازل، فيها أشجار غرية مثل شجرة دم الأخوين التي تميزها عن غيرها من المغر.
  • الكهوف:
    • كهف هوك الذي يقع شرقي الجزيرة في منطقة حالة، ويبلغ طوله 3 آلاف متر.
    • كهف جنينة الذي اكتشف بعد كهف هوك، طوله 7.500 مترًا، شكله مميز بفضل تكويناته الكلسية التي تحبس الأنفاس، يتميز بوفرة مياهه.


الوديان والشلالات

  • تنتشر الوديان على طول الجزيرة، تتنوع مجاريها ما بين طويلة تصب في حوض كبيرة كما في الجنوب، أو قصيرة تصب في حوض صغير كما في الشمال، ومن أشهر الأدوية ما يلي:
    • وادي دانجهن الذي يصب في الشمال، ويتميز بأن مياهه جارية طوال العام مع أن مجراه قصير وحوضه صغير.
    • وادي عسرة الذي يصب في الجنوب، مجراه المائي طويل وحوضه كبير، ويتغذى بمياه الأمطار الصيفية مما جعل تصريفه أفضل من تصريف وداي دانجهن.
    • وادي عهفت وهو من أكبر الأودية في الجزيرة، يقع بين سلسلة جبال، يحتوي على كائنات حية فريدة تعيش على البرك المائية، تغطيه مجموعة أشجار كثيفة.
  • تتميز شلالات الجزيرة بسريان الماء طيلة أيام السنة، ومن أشهرها شلالات دانجهن، وعهفت.


المعالم الأثرية

  • قرية راكف وهي موقع أثري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وهو مشغل خاص بصناعة أدوات ذلك العصر من حجر الصوان، مساحة الموقع تزيد عن 1600 مترًا مربعًا، عثر فيها على دبابيس برونز، سكامين حديد، مدافن فيها جثث وجماجم وهياكل عظيمة تعود إلى النصف الأول من ألفية ما قبل الميلاد الأولى.
  • قرية أريوش، تحتوي على الكثير من الصخور والرموز التي لا زالت قيد الدراسة، فلم يتوصل العلماء والمختصون إلى تفسيرها مع أنهم أجمعوا على أنها تشبه النقوش اليمنية القديمة.
  • وادي حجرة وقد عثر فيه على كثير من اللقى الأثرية كالأواني الفخارية الدخيلة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي.


المراجع

  1. ^ أ ب " سقطرى.. جزيرة ثرواتها تسيل لعاب الإمارات"، الجزيرة، 6-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2019.
  2. "السياحة في سقطرى أسطورة الطّبيعة وإبداع كونيّ يتجلّى في أرخبيل يمنيّ اسمه سقطرى"، ابن بطوطة، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2019.
  3. "السياحة في سقطري اليمن .. و افضل 11 اماكن سياحية"، المرتحل، 10-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2019.

فيديو ذو صلة :