الثقافة الجنسي للاطفال

الثقافة الجنسي للاطفال
الثقافة الجنسي للاطفال

تعليم الثقافة الجنسية للأطفال

تعد الثقافة الجنسيّة للأطفال من الأمور الأساسيّة التي يجب الاهتمام بها عند تربيّة الأطفال، إذ يوصي بضرورة تعليم الأطفال وتثقيفهم حول الجنس منذ سن مبكرة، فالتربيّة ليست مُقتصرة على الطعام والشراب والاهتمام برعايتهم وتوفير احتياجاتهم فقط، بل لا بدّ من توعيّة عُقولهم وتقديم أفكار بسيطة لهم مثل الاختلاف بين الذكور الإناث، ودورهم في الحياة، ويكون ذلك من خلال توضيح الفرق بين الجنسين وسبب اختلاف الجهاز التناسلي لديهم، وتعريفهم بأجسادهم في سياق العالم الطبيعي: كيف تعمل أجهزتهم التناسلية، وكيفية العناية بأنفسهم أثناء نموهم، بالإضافة إلى توضيح طريقة تتكاثر الحيوانات والنباتات، فالكثير من الآباء يتهرّبون من مثل هذه المواضيع ويخجلون من ذكرها أمام أبنائهم وربّما ينزعجون ويغضبون من أسئلتهم ويعتبرونها عيبًا ولا يجوز التحدّث بها، لكن بهذه الطريقة سيشكل الموضوع جزءًا من التعليم بدلاً من أن يكون شيئًا خاصًا أو صعبًا، ويعد هذا التثقيف العلمي سليم جدًا للطفل، فهو بحاجة إلى الإجابة عن أسئلته المتعلّقة بالتغيّرات التي تحدث له، ويُريد استكشاف أهميّة أعضائه الذكريّة أو الأنثوية وإن لم يجد الإجابة من والديه سيبحث عنها خارج إطار الأسرة، وهنا سيجد إجابات على كلّ ما يُريد معرفته بطريقة غير صحيحة ممّا يؤدّي إلى نتائج سلبيّة تؤثّر على حياته في المستقبل، وعند توضيح الأمور المتعلّقة بالجنس للأطفال لا بدّ من التمهيد قبل البدء بنقل المعلومات ومراعاة الفئات العمرية لهم، وسنعرض من خلال هذا المقال الطريقة المُلائمة لكلّ فئة عمريّة وكيفيّة التعامل معها.[١]


طريقة تثقيف الأبناء حول حياتهم الجنسيّة

توجد عدة طرق لتثقيف الأطفال حول الجنس، ولكن يعتمد ذلك على عمر الطفل كما يلي:

الطفولة المبكرة من عمر 2-5 سنوات

البعض يظن أنّ الطفل في هذا العمر لا يعي شيئًا وليس من الضروري التحدّث معه في مواضيع الثقافة الجنسيّة لكن العكس صحيح، إذ توجد الكثير من الأمهات والآباء يُطلقون أسماءً مختلفة للأعضاء الجنسيّة أمام الطفل وهذا تصرّف غير صحيح، ولا بدّ أن يعرف الطفل أعضاءه الجنسية بمفاهيمها الصحيحة حتى ينمو وهو مدرك لما يعنيه الآخرون من حوله عندما يلفظونها أمامه، وفي عمر السنتين يبدأ الطفل بتحسّس جسمه وخاصّة أعضاء جهازه التناسلي سواء أكان الطفل ذكرًا أو أنثى، وأيضًا يلاحظون في هذا العمر اختلاف شكل الأعضاء الجنسيّة لدى كلّ منهما ويبدؤون بالاستفسار حول هذا الاختلاف، لذلك يجب على الأبوين توضيح السبب في الاختلاف بأنّه عائد لاختلاف الجنسين وأنّ الذكر له جهازه الخاص به ويتكون من الخصيتين والقضيب بمسمّاه الحقيقيّ، وأنّ الأنثى لا تمتلكهما بل جهازها التناسلي يتكوّن من المهبل والرحم والمبيضين، ويجب التنبيه عليهما في هذا السن بأنّ الجسم والأعضاء التناسليّة خط أحمر يمنع اقتراب الآخرين منه أو لمسه أو رؤيته سوى الأم أو الأب للضرورة فقط، مع مُراعاة عدم الترهيب في نقل هذه المعلومة وتوضيحها بحُبٍ وهدوء.[٢]

الأطفال في سن المدرسة من عمر 5-9 سنوات

في هذا العمر يبدأ الأطفال بتوجيه أسئلة فضوليّة حول المكان الذي يأتي منه الأطفال وحول معنى الحمل، لذلك يجب أن يكون عند الأطفال فهم أساسي حول دور النشاط الجنسي في العلاقات، وهنا يبدأُ الوالدان بتفسير الأمر تفسيرًا مُبسطًا وبطريقة غير انفعاليّة ويجب عدم التّهرّب من الإجابة، مثلًا يُمكن شرح كيفية قدوم الأطفال من خلال عرض وسائل تعليميّة توّضح الجهاز التناسليّ للذكر والأنثى، وتوجد خصية في الذكر تُنتج الحيوانات المنويّة وهي عبارة عن بُذور تأتي من الذّكر ويزرعها في إحدى البويضات الموجودة في رحم المرأة وليس في معدتها كما يعتقد معظم الأطفال، وأنّ هذا لا يحدث إلّا عند زواج الرّجل بالمرأة من أجل تكوين أسرة وتربية الأبناء، ويجب أن يعرف الأطفال أهم الأساسيات المتمثلة في الخصوصية والعُري واحترام الآخرين في العلاقات؛ وذلك لأن معظم الأطفال يبدؤون باستكشاف أجسادهم في هذا العمر، لذلك يجب أن يفهموا أنه على الرغم من أنه أمر طبيعي، إلا أنه يجب القيام به على انفراد.[٣]

بداية المراهقة من عمر 9-12 سنة

في هذا العمر يبحث الطفل عن هويته ويشعر بالاضطراب، إذ يجب إعلام الطفل عن التغييرات الجسدية والاجتماعية والعاطفية التي من المتوقع حدوثها مع البلوغ لكلا الجنسين، ومن هنا يأتي دور الأم أو الأب في توضيح الأمور بطريقة أوسع ليطمئنّ الطفل ويستقر ويُقدّر نفسه، وتحتاج الفتيات تحديدًا إلى الاستعداد للفترة الأولى من البلوغ، لذلك يجب أن تكون على علم بمراحل البلوغ الأولى عند المرأة، ويحتاج الأولاد إلى معرفة معنى القذف والاحتلام، وإعلامهم بقدرة كل من الأولاد والبنات على إنجاب أطفال بعد وصولهم سن البلوغ، لذلك ومن الضروري جدًا معرفة موقفه من علاقات الجنس قبل الزواج والتوّصل إلى نتيجة وهي أنّ الجنس علاقة غريزيّة لطيفة ولكن لا يُسمح بها خارج إطار الزّواج.[٢]


التطور الجنسي الطبيعي للأطفال في الإبتدائية

من الممكن استعمال الكتب العلميّة الخاصة بالأطفال التي تتحدّث عن مُكونات جسم الإنسان وتوّضح تركيب الجهاز التناسليّ لتسهيل عمليّة التثقيف الجنسيّ لدى الأبناء، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الإجابة عن أسئلتهم بصبر ودون حرج أو انفعال وذلك من أجل تكوين أجيال سليمة تحترم العلاقة الجسديّة بين الجنسين، كما يجب التنويه إلى ضرورة مُتابعة ما يراه الأطفال من خلال الإنترنت وشاشات التلفاز للمحافظة عليهم من أيّ معلومات خاطئة ولحمايتهم من أيّ علاقات غير سليمة، ويجب على الأهل ألا يشعروا بالذعر أو الانزعاج إذا بدأ الطفل يظهر بعض الاهتمام ببعض المشكلات الجنسية أوما ما يشاهده سواء على شاشة التلفاز أو من خلال الإنترنت من سلوكيات الجنسية؛ لأن هذا الأمر طبيعي جدًا في سنوات المدرسة الابتدائية، ويمكن أن تشمل السلوكيات النموذجية عند الأطفال ما يلي:[٤]

  • يصبح الأطفال في بداية طفولتهم خجولين، ويُحرجون من العري أمام آبائهم.
  • قد يبدي الطفل في هذا السن إعجابه بأحد أصدقائه من الجنس الآخر، وقد يحاول الأطفال في هذا السن لعب أدوار الزواج عن طريق اللعب.
  • يبدأ في هذا السن شعور الأطفال بالفضول حول الفروق بين الجنسين، وما معنى الاتصال الجنسي وكيف يتم وتدور في أذهانهم أسئلة متعددة عن كيفية الحمل، وقد يبدأ الأطفال بالنقاش في هذه القضايا فيما بينهم بدرجات متفاوتة من الدقة.
  • قد تستمر الرغبة عند الطفل في التعرف على المزيد من الأمور الجنسية، ويعد هذا الأمر طبيعي جدًا؛ لأن الأطفال في هذا العمر مهتمون بمعرفة المزيد.


مهارات السلامة الشخصية للأطفال

قد يحتاج الأطفال إلى تعلم المزيد من المهارات والمعارف والمعلومات المهمة التي تساعده في حماية سلامته الشخصية، ويمكن للآباء مساعدة أطفالهم بهذه الخطوات:[٤]

  • تعليم الطفل أسماء الأجزاء الجنسية في جسمه من حيث وظائف هذه الأجزاء ومدى أهميتها بالنسبة للجسم؛ لأن هذا الأمر سيساعدهم على الفهم بسهولة ووضوح ويساهم في سلامتهم، ويساعد في فهم وتوعية الطفل عن جسده.
  • يجب على الأهل مساعدة أطفالهم على تعلم مهارات الأمان عبر الإنترنت، إذا توجد العديد من المواقع التي تقدم المشورة للآباء والأمهات في كيفية تقديم محتوى يتناسب مع عمر الطفل، وعدم إتاحة خيارات لا حاجة للطفل بها.
  • يجب إيجاد بيئة مناسبة، بيئة مناسبة سلوكيًا وعاطفيًا للطفل حتى يشعر بالآمان عند التحدث عن مشاعره ومشاكله التي يواجهها.
  • يجب تعليم الطفل أنه من بإمكانه لمسه ومن لا، ولا يحق لأي شخص مهما كان التعدي عل جسده.
  • تقديم المساعدة للطفل من خلال توفير شبكة للدعم حوله، مثل الأم أو الأب أو المدرسون، أو أي شخص يمكنهم اللجوء إليه والاعتماد عليه وإئتمان الطفل عنده.
  • تعليم الطفل عن اللمس السري، بمعنى أن نقول للطفل ليس من الجيد أن يلمس أي شخص بالغ أو أي شخص كبير السن جزءًا خاصًا من جسمك دون سبب، وأن يطلب منه الاحتفاظ بهذا الأمر سرًا.
  • إشعار الطفل أن الوالدين دائمًا يقفون خلفه ويقدمون له كل الحماية، وأن لا يتردد الطفل أبدًا في اللجوء إلى أحد والديه في حال تعرض لموقف ما.


المراجع

  1. "Are kids too young to be taught sex education in primary school?", benenden health, Retrieved 2019-10-13. Edited.
  2. ^ أ ب "My Kid Needs to Know What? An Age By Age Guide to Sex Education – And What to Do! (by Cath Hakanson)", heysigmund, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  3. "Sexuality: What children should learn and when", aboutkidshealth, Retrieved 2019-11-2. Edited.
  4. ^ أ ب "Talking to primary school children about sex", betterhealth., Retrieved 2019-10-11. Edited.

فيديو ذو صلة :