أين عاش النبي ايوب

أيوب عليه السلام

أرسل الله الأنبياء للناس كافة؛ لغرض الهداية، ولإخراجهم من ظلمات الجهل والفسق إلى منابر النور والعلم، فقد كانوا يعبدون الأصنام قديمًا، ويستمرؤون الفواحش والمنكرات، فأرسل الله لكل قوم نبيًا منهم يعلمهم أحكام دينهم ويردهم عن الضلال، ومن أولئك الأنبياء أيوب عليه السلام، واسمه أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وزوجته هي رحمة بنت يوسف بن يعقوب، وأمه هي ابنة نبي الله لوط عليه السلام، إذ تقاطعت أنسابه مع أنساب عدد من الأنبياء الآخرين، ولقد عرف بالعديد من الصفات الطيبة والأخلاق الحميدة، فكان تقيًا رحيمًا بالفقراء والمساكين، يكفل الأيتام، ويطعم الفقراء، ويكرم الضيف، ويعين الأرامل، إلا أن الميزة الأهم التي ارتبطت به كانت الصبر الكبير.[١].


المكان الذي عاش فيه أيوب عليه السلام

ورد ذكر النبي أيوب عليه السلام في القرآن الكريم في عدد من المواضع، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [سورة النساء:الآية163]، ولقد رجحت كتب المؤرخين وباحثو التاريخ أنه عاش في منطقة في جنوب سوريا يُقال لها حوران، كما أن العلّامة ابن كثير ذكر في كتب السِير أنه عاش بأرض الروم في منطقة تدعى بثينة، وهي جزء من حوران سوريا، أما قبره ومدفنه فقد كان على الأغلب في مكان عيشه، إلا أن المدينة والموقع نفسه يختلف من قراءة إلى أخرى والله أعلم[٢].


قصة أيوب عليه السلام

يجب على المسلم أن يتدبر قصص الأنبياء والرسل والتابعين، ويستقي منها الفوائد والعبر، وتعد قصة سيدنا أيوب زاخرةً بالمحطات التربوية التي سنستعرضها فيما يأتي[٣]:

  • حبا الله سيدنا أيوب بالكثير من النعم؛ كالمال الوفير، والبركة في الرزق، والزوجة الصالحة، والأبناء الأصحاء البارين، والعيش الهانىء الطيب.
  • كان سيدنا أيوب يكثر من حمد الله عز وجل والثناء عليه على كل ما منحه الله له، وكلما أعطاه الله أكثر ازداد ورعه وتقواه وزهده في الحياة الدنيا وانشغاله بالحياة الآخرة.
  • بدأ الناس يتحدثون عن أمر سيدنا أيوب والشيطان يوسوس لهم بأن عبادته وورعه وتقواه ما هي إلا نتيجة لعيشه الرغيد، وبأنه لو كان فقيرًا، ومعدمًا، ومحاطًا بالابتلاءات لكان حاله مغايرًا لما هو عليه.
  • تناهى إلى سمع أيوب ما يقولون فلم يهتم، ولكن الله أراد أن يجعل إيمانه عبرةً لهم، فسلبه المال وأفقده الأولاد وجعله سقيمًا وعليل الصحة.
  • انقسم الناس إلى فئتين إحداهما رأت إيمان سيدنا أيوب حتى بعد أن سلبه الله كل النعم فآمنت به، والأخرى لما رأت حاله الضعيفة لم تعد تؤمن بنبوته ورسالته وازداد إعراضها.
  • لم يقنط سيدنا أيوب وظل يعبد الله عز وجل، ويدعو الناس إلى عبادته، والكف عن الكفر والظلال، فلم يستمعوا إليه.
  • رفع أيوب يديه إلى الله عز وجل ودعاه متضرعًا وطالبًا منه الخير والفرج، فأوحى الله إليه أن يضرب الأرض فتخرج منها عين ماء، فما أن اغتسل منها وشرب حتى عادت له صحته وقوته وشبابه.


المراجع

  1. "أيوب عليه السلام"، دار الفتوى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-5.
  2. "المكان الذي عاش فيه ومات سيدنا أيوب"، مركز الفتوى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-5.
  3. "قصة سيدنا أيوب عليه السلام كاملة"، مجمل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-5.

فيديو ذو صلة :