محتويات
الطلاق
يقصد بالطلاق حل الرباط الزوجي أو إنهاء الحياة الزوجية بين شخصين لعدة اسباب منها ما يتعلق بعدم التفاهم أو لحدوث خلافات ومشاكل عميقة وقد يكون السبب وجود أمراض أو لعدم الإنجاب؛ فيرغب شخص بالإنجاب وبعضهم لا يرغب أو لعدم مقدرة أحدهم على الإنجاب، كما أنه الفشل في إكمال علاقة أو عدم تفاهم شخصين واختلاف آرائهم وطريقة تفكيرهم وعدم موافقة الآخر بميوله ومتطلباته؛ فالزواج هو علاقة تفاهم ومودة بين الزوجين؛ فإذا اختل توازن العائلة وانعدم الاحترام والمحبة يُصبح فض العلاقة أسلم وأفضل للصحة النفسية للزوجين، غير أن الطلاق يمر بعدة مراحل قد تكون قاسية بعض الشيء لكن بمجرد انتهاء العلاقة وآثارها تبدأ مرحلة جديدة وحياة جديدة يتأقلم بها الزوجان بأن يبدأ كل منهما بطريق جديدة؛ فالبعض يتخذ القرار بأن يعيش وحيدًا ومنهم من يختار شريكًا آخر ليبني معه علاقة جديدة وحياة زوجية جديدة تُكلل بالسعادة والنجاح، لكن الطلاق ليس نهاية العالم للزوجين، فلا يعني أن فشل علاقة هو فشل الشخص أو نهاية العالم، بل من الممكن أن تكون نهاية التعاسة وبداية الفرح والسعادة الأبدية والتفاهم والحب من جديد؛ فالإنسان بحاجة إلى الحب والعاطفة في حياته من الطرف الآخر وإن لم يجدها في شخص الأجدر أن يبحث عن الاستقرار في حياته وإنهاء العلاقة القديمة ليُسعد نفسه بنفسه.[١]
آثار الطلاق على المرأة
آثار الطلاق السلبية على المرأة
تُعرف المرأة بعاطفتها القوية المتأججة القوية؛ فهي الطرف الضعيف بالمشاعر، وتتأثر حالة المرأة النفسية بالفرح والحزن والحب والاهتمام، وعند حدوث مشاكل زوجية تُصبح حزينة وتتأثر من أمور بسيطة، تُمضي المرأة بعد الزواج فترة تشعر بها بالحزن لتذكرها أحداث سعيدة مرت عليها خلال فترة الحب والتفاهم في بداية الزواج، وبعد انتهاء العلاقة تفقد ثقتها بنفسها وثقتها بالآخرين خاصةً بالجنس الآخر؛ فلا تثق بسهولة برجل آخر يسعى للتودد لها؛ فينعكس الأمر على من حولها ويشعرون بالأسى عليها، فتفقد الشعور بالسعادة وتدخل في مراحل اكتئاب وقد تفقد شهيتها للطعام وعدم الرغبة في رؤية الآخرين وحتى العمل، وتشعر المرأة بعد الطلاق بأنها ترغب بالبقاء وحيدة بعيدة عن المجتمع الذي قد يرمقها بنظرات شفقة، وخوفًا من الانتقادات التي قد يوجهها لها بعض الأشخاص المحيطين بها خاصةً المُقربين منها، وهو الذي يدفع المرأة للانزواء والانغلاق على نفسها في مرحلة بعد الطلاق لتفادي من حولها.[٢]
وفي حال وجود أطفال تشعر المرأة بأنها المسؤولة عن سعادة وتعاسة أبنائها وتربيتهم تقع على عاتقها لوحدها، فيبدأ التفكير في مستقبلهم والوقت الذي يمضونه معها والسن القانونية للوقت الذي يعودون به إلى والدهم؛ فتتركز حياتها على حياة أبنائها وخوفها من فقدانهم إذا ما قررت أن تبدأ علاقة جديدة وتتزوج من جديد، كما ويؤثر الطلاق على صحة المرأة الجسدية؛ فالبعض يفقد الشهية في الطعام وتسوء الحالة لتفقد الكثير من وزنها ومن الممكن أن تُصاب بأمراض مثل فقر الدم وسوء التغذية، كما أن بعض الأشخاص يُصابون بالشراهة فيميلون لمعالجة المشاكل بتناول الأغذية بشكل مُبالغ به فيصابون بالسُمنة وعدد كبير من الأمراض المُتعلقة بها كالسكري والضغط وغيره.[٢]
آثار الطلاق الإيجابية على المرأة
كما أن للطلاق بعض الآثار السلبية إلا أن له آثارًا إيجابية كبيرة تنعكس على حياة المرأة بعد الطلاق بفترة وجيزة بعد أن تتخطى مشاعر الحزن والغضب اللَّذَين اعتروها بعد الطلاق والفترة التي تلحقه، فتجد المرأة نفسها حرة طليقة من علاقة مؤذية لحياة مريحة تعود بها للسيطرة الكاملة على حياتها، فتجد نفسها أمام مسؤوليات مختلفة تقوي شخصيتها من جديد، فتنظم أمورها المالية بطريقة أفضل ومن الممكن أن تعود لعملها السابق فيعود دخلها كما كان من دون مسؤوليات مالية إضافية، وتُصبح المرأة بعد الطلاق أكثر نضجًا وتفكيرها يختلف عما كان عليه قبل الزواج، واهتماماتها تتطور لتسمو عن توافه الأمور، كما تُصبح أكثر انتقاء لعلاقاتها مع الرجال؛ فتكتسب الخبرة من علاقتها السابقة فتصبح أكثر قدرة على اختيار شريك حياة جديد مناسب لها، كما أن علاقاتها مع أصدقائها تختلف؛ فالتجربة التي مرت بها أظهرت أصدقائها الحقيقيين.[٣]
تُطور المرأة من مهاراتها العملية فتصبح أكثر قدرة على إصلاح بعض الأعطال في المنزل بنفسها فتعتمد على نفسها في متابعة أمور المنزل واحتياجاته، كما أنها تبذل المزيد من الجهد والوقت في تعاملها مع أطفالها لتعوض الحياة الأُسرية التي اعتادوا عليها، كما أن المرأة في بعض الأوقات تخصص وقتًا أطول لقضائه مع أطفالها عما كانت وقت الزواج فتتفرغ لهم بالكامل، وتهتم المرأة المُطلقة بصحتها أكثر بعد الطلاق فتصبح هي المسؤولة عن الاهتمام بصحتها الجسدية والنفسية وقد تميل إلى ترفيه نفسها أكثر بالخروج لأوقات أطول والسفر لأماكن لم تستطع السفر إليها وقت الزواج بسبب مسؤوليات البيت والزوج والأطفال، فتصبح حرة نفسها ومالها فالبعض أيضًا يميل إلى الدراسة أو الحصول على تعليم إضافي وشهادة عليا أو تعليم جديد، أو تحقيق حلم لها تأجل لفترة طويلة؛ فالطلاق لا يعني نهاية الحياة والعالم فقد يكون بدايةً لحياة أسعد وأجمل.[٣]
آثار الطلاق على الأطفال
لا تقتصر آثار الطلاق على الأم والأب بل لها التأثير الأكبر على الأطفال؛ فالطلاق يُفرّق أفراد الأسرة بعد أن عاشت عائلة في منزل واحد يجد الأبناء أنفسهم في صراع الاختيار السكني مع أبيهم أو أمهم فيشعر الأطفال بالخسارة والفقدان وفرض نمط حياة جديدة عليهم، كما يتولد لديهم شعور الحقد على أحد الوالدين لشعورهم بأن أحدهم هو السبب في تمزيق أوصال العائلة والمنزل الذي عاشوا فيه، ففي الغالب الأطفال لا يشعرون بالمشاكل الأُسرية بين الأب والأم بل تنطبع في أذهانهم صورة العائلة المتكاملة رغم وجود المشكلات، وقد يزيد الأمر سوءًا عندما يُقرر أحد الوالدين الارتباط بعلاقة جديدة؛ فيضطر الأطفال على التعود على حياة جديدة وعضو جديد في العائلة قد لا يتوافق الأطفال معه بسهولة سواء كان زوجًا جديدًا للأم أو زوجة جديدة للأب فهو أمر صعب التأقلم عليه.[٤]
المراجع
- ↑ "الطلاق"، feedo، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قبل اتخاذ قرار الطلاق... تنبهي الى تأثيراته عليك!"، ounousa، 11-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب سامي حسين (15-2-2015)، " 8 تأثيرات إيجابية غير متوقعة للطلاق على حياتك"، 24، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هو تأثير إنفصال أو طلاق الأباء علي الأطفال "، rcpsych، اطّلع عليه بتاريخ 7-8-2019. بتصرّف.