الطلاق
لقد حثّ الدّين الإسلامي على الزّواج ورغّب فيه، وأمر شباب المسلمين بالإسراع في الزواج لمن يملك القدرة الماليّة والجسدية ويستطيع تحمل تبعاته، وعلى الرّغم من أهمية الزّواج وقدسيته إلا أنّه قد يحدث بين الزوجين بعض الخلافات والمشاكل التي يستحيل معها استمرار الحياة الزّوجية، مما يؤدي إلى الطلاق، والطلاق هو انتهاء الحياة الزّوجيّة بين الزّوجين واتقطاعها، وعلى الرّغم من إباحة الله سبحانه وتعالى للطلاق إلا أنّه يكون الحل الأخير إذا فشلت جميع محاولات الإصلاح بين الزوجين، والطّلاق هو أبغض الحلال عند الله تعالى، كما جاء في الحديث الشريف: (أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ الطلاقُ) [خلاصة البدر المنير| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، لما يحصل من خراب للبيت وشتات لأفراده وتأثير كبير على نفسية الرجل والمرأة والأطفال على حدٍّ سواء، وسنتحدّث في هذا المقال عن أثر الطلاق على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله.
أثر الطلاق على الفرد
الطلاق يؤثر سلبًا على حياة الرجل والمرأة والأطفال أيضًا، فالطلاق يؤثر على الصحة النّفسية والجسديّة والعقليّة لكافة الأفراد المعنيين بالطلاق، ويُغيّر من المكانة الإجتماعية لكلا الزّوجين، وتتغيّر نظرة المجتمع للمطلقين لا سيما المرأة ويصبوا اللوم على الطرفين في حصول الطلاق وفشل العلاقة الزّوجيّة، والطّلاق هو تجربة قاسية وتتسبب بالأذى والتعب النّفسي والجسدي للمرأة والرجل، بالإضافة إلى الكلفة الماديّة من مؤخر ونفقة وغيرها من التّكاليف التي تترتب على الزّوج جرّاء الطّلاق، وقد يُصاب المطلق سواء المرأة أو الرّجل بعدد من الأمراض كالعزلة والإكتئاب والتوتر والقلق والخوف من المستقبل والتردد في القرارات المستقبليّة، والطّلاق يتسبب للأطفال بحالة من الضّياع والصّدمة النفسيّة ويصبحون أكثر عدوانيّة وأقل تركيزًا في المدرسة، مما يؤدي إلى تدني تحصيلهم العلمي، أو كُرههم للأب وتحميله نتائج الطّلاق، ويُمكن أنّ يؤدي إلى إنحراف الأبناء وسلوكهم سلوكيات غير سويّة، فيصبحون أفرادًا غير فاعلين ويشكلون عبئًا على عائلتهم ومحيطهم. [١]
أثر الطلاق على المجتمع
يؤدي الطلاق إلى هدم العلاقات الإجتماعيّة بين الأطراف المعنيّة بالطلاق من الأهل والأقارب، فيؤدي إلى نشر الكراهية والبغضاء والحقد فتقل الزّيارات واللقاءات العائليّة وتحدث الكثير من المشاكل نتيجة لذلك، فيصبح المجتمع هشًا ضعيفًا وغير مستقرًا، ويؤدي ترتب النفقات على الزوج من نفقة وتوفير مسكن للزوجة والأولاد إلى إثقال كاهل الأب وعدم قدرته على تحمّل هذه التّبعات، فيلجأ لسلك طرق غير سويّة وغير مشروعة لجلب المال ليتمكّن من دفعه للزوجة والأولاد، وقد تسلك المرأة أيضًا سلوكيات غير سويّة في سبيل تحصيل حاجاتها الأساسيّة من مأكل ومشرب وغيرها مما يفت في عضد المجتمع ويهدمه من الدّاخل، وغياب الأب عن الأطفال يؤدي إلى عدم قدرة الأم على السيطرة عليهم فيتمردون وقد ينحرفون وينجذبون لرفقاء السّوء ليكونوا ملاذًا لهم، مما يؤدي إلى سلوكهم سلوكات خاطئة كالسرقة والزنا أو القتل وتناول المخدرات أو تصيبهم بعض الأمراض النّفسيّة، مما يشكّل خطرًا على المجتمع فيتزعزع أمنه وأمانه وتكثر الجرائم. [٢][٣]
المراجع
- ↑ عربي عيسى، "آثار الطلاق على (الرجل-المرأة-الأطفال-المجتمع)"، ahewar، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2019. بتصرّف.
- ↑ دعاء، "اثار الطلاق على الفرد – الاطفال – المجتمع"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "آثار الطلاق على المجتمع"، annajah، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2019. بتصرّف.