نقص السيروتونين في الدماغ

نقص السيروتونين في الدماغ
نقص السيروتونين في الدماغ

لماذا يحدث نقص السيروتونين في الدماغ؟

يعدُّ السيروتونين من النواقل العصبية المهمة لجسمك فهو مسؤول عن تنظيم بعض وظائف الجسم المهمّة مثل؛ تنظيم الحالة المزاجية، والتأثير على دورة النوم، والتحكُّم في الشهية، بالإضافة إلى عمليات جسمانية أخرى كالهضم. ويجدر بالذكر بأنه ينتج ما يقارب 95% من السيروتونين في بطانة الجهاز الهضمي، وذلك لعمله على تنظيم حركة الأمعاء، بينما تنتج النسبة المتبقية المتمثلة بـ5% في جذع الدماغ، وفي بعض الأحيان قد ينتج بعض الأشخاص كميات أقل من السيروتونين مقارنة بغيرهم، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بنقص السيروتونين في الدماغ، وعلى الرغم من عدم تأكد الباحثين من دقة أسباب ذلك، إلا أنه يمكن أن يعزى هذا الأمر لأحد الأسباب التالية:[١]

  • وجود عدد قليل من مستقبلات السيروتونين لدى بعض الأشخاص.
  • عدم فاعلية مستقبلات السيروتونين في تلقيه بفاعلية.
  • تحلل السيروتونين في الجسم أو امتصاصه أسرع مما ينبغي.
  • نقص مستويات أحماض أوميغا 3 الدهنية، أو فيتامين "د"، أو فيتامين "ب -6" التي يحتاجها الجسم لإنتاج السيروتونين.
  • التعرض للإيذاء أو الاعتداء في مرحلة الطفولة، وذلك تبعًا لأحد الدراسات التي أجريت في عام 2009 والتي أكدت تأثير هذا الأمر على قدرة ربط نواقل السيروتونين في الدماغ.


ما وظيفة السيروتونين وما آثار نقصه؟

يشارك السيروتونين في العديد من الوظائف المهمة في الجسم، فهو يلعب دورًا فعالًا في تنظيم المزاج وهضم الطعام، إضافة إلى وظائفه الأخرى، ومنها:[٢]

  • المزاج: ينظم السيروتونين الحالة المزاجية في الجسم؛ فهو يعرف بأنه المادة الكيميائية التي تعطيك الشعور بالسعادة.
  • الهضم: يلعب السيروتونين دورًا مهمًّا في تنظيم وظيفة الأمعاء الطبيعية، والتقليل من الشهية أثناء تناول الطعام لمساعدتك على معرفة ما إن قاربت على الشبع، بالإضافة إلى دوره الوقائي في القناة الهضمية، ويجدر بالذكر بأن زيادة مستوياته في هذه الحالة قد تسبب الغثيان.
  • النوم: يعتقد الباحثون بأن للسيروتونين دورًا مهمًّا في تنظيم عملية النوم، وهذا يشمل التأثير على كل من؛ مقدار، ووقت، وكيفية النوم، لكنه لا ينظم هذه المهام وحده، بل تلعب النواقل العصبية الأخرى مثل الدوبامين دورًا في هذا الأمر أيضًا.
  • الجلطات وتخثُّر الدم: يفرز السيروتونين بواسطة الصفائح الدموية للمساعدة في التئام الجروح عند وجود أي تلف في الانسجة أو جرح ما، وتؤدي مستويات السريوتونين المتزايدة إلى تضيُّق الشرايين الدقيقة في الدورة الدموية، مما يقلل من تدفُّق الدم.
  • كثافة العظام: أشارت عدة دراسات بأن مستويات السيروتونين قد تؤثر على قوة العظام وكثافتها، كما أظهرت بعض الأبحاث بأن ارتفاع مستويات السيروتونين في القناة الهضمية قد يترافق مع انخفاض كثافة العظام وحدوث الهشاشة، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور، وبالتالي يفضل تقليل تصنيع هذا الهرمون في الأمعاء لتحسين صحة العظام، ولكن يجب الحفاظ على مستوياته في الدماغ للوظائف الأخرى.
  • الوظيفة الجنسية: يمكن أن يؤثر السيروتونين على شدة المشاعر الجنسية إضافة إلى تغيير المزاج بنفس الطريقة التي يؤثر بها على العظام.


أما بالنسبة لنقص السيروتونين في الدماغ، فإنه يؤدي إلى مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية، ونذكر منها:[٣]

  • عدم استقرار الحالة المزاجية: يسبب نقص السيروتونين الشعور بالعصبية، كما قد يسبب الإحباط دون سبب واضح.
  • الاكتئاب: هناك بعض الدلائل التي تشير إلى الإصابة بالاكتئاب بسبب نقص السيروتونين مثل؛ الحزن، واليأس، والغضب، إضافة إلى الإرهاق المزمن.
  • القلق: قد يسبب نقص هذا الهرمون الإصابة بالقلق وفي بعض الأحيان الوسواس القهري؛ الذي يستخدم فيه المصاب سلوكًا قهريًّا لمقاومة القلق.
  • مشاكل الذاكرة: يظهر على الأشخاص المصابون بالخرف أو العته انخفاض مستويات السيروتونين.
  • الوظيفة الجنسية: يعاني بعض الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين من تغيُّرات في الرغبة أو المتعة الجنسية، أو القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
  • تغيُّرات النوم: يعاني بعض الأشخاص الذين يشعرون بالتعب الشديد أو يجدون صعوبة في النوم من مشاكل في تنظيم السيروتونين.
  • مشاكل الحركة: يؤدي نقص السيروتونين إلى ظهور مشاكل في الحركة، أو في التوازن والتنسيق، مثل مرض باركنسون الذي يضر الخلايا العصبية ويسبب مشاكل حركية.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي: يساعد السيروتونين في تنظيم حركة الامعاء، كما أنه يسبب الغثيان المرتبط بالغذاء.
  • سلس البول: يسبب انخفاض السيروتونين سلس البول أو مشاكل أخرى في المسالك البولية، كعدم الشعور بالحاجة إلى التبول.
  • صعوبات التخثُّر: يعيق انخفاض السيروتونين عملية التئام الجروح.


هل يمكن تعويض نقص السيروتونين في الدماغ؟

يمكن تعويض نقص السيروتونين في الدماغ بواسطة الأدوية وبعض الطرق الطبيعية التي قد تشمل ما يلي:[٤]

  • ممارسة التمارين الرياضية: تحسن التمارين الرياضية الحالة المزاجية، كما أن لها تأثيرات مضادة للاكتئاب، بالإضافة إلى قدرتها على تعزيز مستوى السيروتونين في الدماغ.
  • التعرُّض للضوء الساطع: أشارت بعض الدراسات إلى أن تعرضكَ للضوء الساطع مثل أشعة الشمس قد يزيد من مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ.
  • اتباع نظام غذائي محدد: هناك بعض الأطعمة التي قد ترفع مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ مثل؛ البيض، والسلمون، والجبن، والأناناس، والمكسرات.
  • تعزيز المزاج: يمكن أن يساعد تعزيز المزاج من خلال ممارسة الأشياء التي تحبذها في رفع مستويات السيروتونين في الدماغ.

تشير بعض الدراسات إلى إمكانية العلاج النفسي في رفع مستويات السيروتونين بالإضافة لحل مشكلات القلق، والاكتئاب، والأرق والصدمات النفسية.[٣]


قد يُهِمَُكَ: ما هي هرمونات السعادة؟

تُعرف الهرمونات على أنها مواد كيميائية تنتجها غدد مختلفة في الجسم، وتنتقل عبر مجرى الدم ولها دور في العديد من العمليات الداخلية للجسم، وهنالك مجموعة من الهرمونات التي تؤثر على الحالة المزاجية وتعزيز المشاعر الإيجابية إلى جانب السيروتونين، وتتضمن هرمونات السعادة كما يقال عنها ما يلي:[٥]

  • الدوبامين: يرتبط هذا الهرمون بأحاسيس المتعة ارتباطًا وثيقًا، إلى جانب عمليات التعلُّم والذاكرة، ووظيفة الجهاز الحركي.
  • الأوكسيتوسين: يعرف بهرمون الحب، وهو من الهرمونات الضرورية لتحقيق الترابط القوي بين الوالدين والطفل، كما أنه يساعد في تعزيز الثقة والتعاطف والترابط في العلاقات.
  • الإندورفين: يساعد هذا الهرمون على تسكين الألم عند التوتُّر أو عدم الشعور بالراحة، وتزيد مستوياته في الجسم عند تناول الطعام، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو ممارسة الجنس.


المراجع

  1. "Serotonin Deficiency: What We Do and Don’t Know", healthline, 27/2/2019, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  2. "How Serotonin Regulates Body Functions", verywellmind, 19/6/2020, Retrieved 22/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Serotonin deficiency: Symptoms and treatment", medicalnewstoday, 13/7/2020, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  4. "Serotonin: Functions + Benefits + Ways To Boost The Levels", stylecraze, 19/3/2019, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  5. "How to Hack Your Hormones for a Better Mood", healthline, 30/9/2019, Retrieved 23/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :