مفهوم الغزو الثقافي
الغزو الثقافي هو بذل بعض الدول جهودًا حثيثةٍ ومُضنية للسيطرة على دول أخرى، وسَلب إرادتها وجعلها تابعة لها فكريًا وثقافيًا ومن ثُم ماديًا، والدول التي تنفذ الغزو الثقافي غالبًا هي دول قوية اقتصاديًا وماديًا، فتصبح الدول المَغزوّة تابعة للدول الغَازِية في كُل صغيرةٍ وكبيرة، وتهتم بالسيطرة على جيل الشباب وإفساد عُقولهم، وإبعادهم عن دينهم وأخلاقهم، وإغراقهم بكافة أنواع المُلهِيات والمُغرِيات، ليصبحوا عديمي الفائدة وغير مُنتجين، ويعيشوا أفكارًا لا تُشبههم، فتحقق الدول الغازية هدفها في سَلب إرادة تلك الدول، وفي نشر ثقافتها وأفكارها المَسمومة، والغزو الثقافي هو أكبر خطرًا على الأمم من الغزو العسكري، لأنه يكون خَفيًا وغير ظاهر في بدايته، ولا تُدرك تلك الدول نفسها إلا وقد وقعت في براثن هذا الغزو، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الغزو مُنذُ آلاف السنين فقال عليه الصلاة والسلام: "لتتَبعُنَ سَننَ من كانَ قبلَكُم شبرًا بشبرِ، وذراعًا بذراعِ حتَى لَو دخلوا جُحرَ ضبٍ لسلكتموه" [تخريج كتاب السنة| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
خُطُورة الغزو الثقافي
- الغزو الثقافي يَستهدف أخلاق الأمم ومبادئها وقِيمها، فيؤدي إلى اختلال في منظومة القيم الاجتماعية، وينشر ويُرَوج إلى أفكار تتنافى مع الأعراف والدين.
- الغزو الثقافي يطمس الهوية الوطنية والدينية، والتقاليد التراثية، والموروث الحضاري، وتكمن خطورته في شموليته لكافة نواحي الحياة.
- يضعف الغزو الثقافي الدول من جميع النواحي، فكريًا وثقافيًا واقتصاديًا، فتصبح تلك الدول ضعيفة مهزوزة وتابِعة لها لا تَملك لنفسها ضَرًا أو نَفعًا.
- الغزو الثقافي يستَهدف احتلال العقول، والسيطرة عليها وعلى قراراتها، وجعلها عاجزة عن اتخاذ القرارات، غير قادرة على العطاء والتطور والنمَاء.
- الخطر الأشد بالغزو الثقافي هو الغزو التقني، الذي يسبب هَدر الوقت والطاقة الجسدية والفكرية.
كيفية مواجهة الغزو الثقافي
- التمسك بالدين والعقيدة والأخلاق الحميدة، والابتعاد عن كل ما هو مُخالفٌ للشرع والعادات والتقاليد.
- عدم الانجرار وراء المُغريات التي تجعل من الشخص أسيرًا ومنقادًا لتلك الأفكار الدخيلة، التي لا تتماشى وطبيعة الحياة الاجتماعية والثقافة الشعبية.
- نَشر الوعي عن خطورة الغزو الثقافي وأثره على المجتمعات والأفراد من خلال المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، وإفراد مساحات للتحدث عن خطورته.
- وللدولة دورٌ كبيرٌ في مواجهة هذا الغزو عن طريق تكاتف جهود جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات الرسمية لمكافحة هذه الظاهرة من خلال عمل الأفلام والمسلسلات والبرامج التوعوية، ونشرها في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، حتى تصل لكافة فئات وأفراد المجتمع.
- ودور الأسرة أيضًا عظيم في مكافحة هذا الغزو، عن طريق زرع الثقة في أطفالهم منذ الصغر وتعزيز حُب الوطن والولاء والانتماء له، والابتعاد عن التبعية لأي جهة وأي أحد.
