معنى الائتلاف
معنى الأُلْفَة لغةً: يقال: ألِفته إلفًا -من باب علم- وألفته أنِسْت به، وأحببته ولزمته، والاسم (الأُلفة) بالضمِّ، والأُلفة أيضًا اسم من الائتلاف، وهو الاجتماع والالتآم، فهو مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ، وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفًا إذا جَمَعْتَ بينَهم بعد التَفَرُّقٍ، ومعنى الأُلْفَة اصطلاحًا: الأُلْفَة هي الاتِّفاق في الآراء في التعاون على تدبير المعاش، وقال الرَّاغب: الإلْفُ: اجتماع مع التآم، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة.[١]
أسباب الألفة
توجد العديد من الأسباب التي تؤدِّي إلى المحبة والأُلْفَة، وتقوي العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع المسلم، ومنها[٢] :
- معاشرة النَّاس والتَّعارف: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الأرواح جنودٌ مجنَّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) [عائشة أم المؤمنين: خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح].
- القيام بحقوق المسلمين والالتزام بها: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالَ: (خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ) [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]؛ فهذه الحقوق التي وضحها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كلَّها إذا قام بها النَّاس مع بعضهم البعض، حَصلت بذلك المودة، والأُلْفَة، وزال ما في النفوس، والقلوب مِن الأحقاد والضَّغائن، ومن هذه الحقوق إفشاء السَّلام، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام [عبدالله بن سلام: خلاصة حكم المحدث : [حسن صحيح]].
- التَّعفُّف عن سؤال النَّاس: قال -صلى الله عليه وسلم-: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي النَّاس يحبَّك النَّاس [أبو العباس سهل بن سعد الساعدي: خلاصة حكم المحدث : [حسن]].
- التَّواضع: إنَّ لين الكَلِمَة، وخفض الجنَاح، وتَرْك الإغلاظ مِن الأَسبَاب التي تقود إلى الأُلْفَة، انتظام الأَمر، واجتماع الكَلِمَة، ولهذا قيل: مَن لانت كلمته حَسُنَت أُحدُوثته، ووجبت محبَّته، وتنافست لبقبوب في مودته، وظمئت إلى لقائه، وقال ابن عثيمين، بما معناه أن وظيفة المسلم مع إخوانه، أن يكون لينًا وهيِّنًا بالفعل والقول، وذلك لأن هذا ممَّا يقود إلى الألفة والمودَّة بين النَّاس، وهذه الأُلْفَة والمودَّة أمرٌ مطلوبٌ في الشرع، ولهذا نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم عن كلِّ ما يوجب البغضاء والعداوة.
- الكلام اللَّين: فالكلام الطيب واللَّين، مِن الأسباب التي تؤدي إلى التآلف بين القلوب، قال الله تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) [سورة الإسراء:53].
- زيارة المسلم وعيادته في حال المرض: فزيارة المسلم لأخيه المسلم تقود إلى الحبِّ والإخاء، خصوصًا عند المرض، مع ما أعده الله تعالى من الثواب والأجر، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوَّأت مِن الجنَّة منزلًا) [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : [حسن]].
الألفة في القرآن الكريم والسنة النبوية
ذكرت الألفة بلفظها أو معناها في القرآن الكريم والسنة النبوية كما يأتي[٣]:
- في القرآن الكريم: قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران:103]، وقال الرَّاغب الأصفهاني في كتاب تفسير الراغب الأصفهاني بما معناه أن قوله تعالى : (وَلاَ تَفَرَّقُواْ) حث على الأُلْفَة والاجتماع، الذي هو استقامة أمور العالم، ونظام الإيمان، وقد فضَّل الألفة والمحبَّة على العدالة والإنصاف، لأنَّنا نحتاج إلى الإِنصاف عندما نفقد المحبَّة، وبسبب صدق محبَّة الأب لابنه صار مؤتمنًا على ماله، والأُلْفَة وأحدة مما شرَّف الله تعالى به شريعة الإِسلام.
- في السُّنَّة النَّبويَّة: جاء في الحديث الشريف أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف) [جابر بن عبد الله: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، قال المناوي في شرح قوله: (المؤمن يأْلَف) لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه).
المراجع
- ↑ "معنى الأُلْفَة لغةً واصطلاحًا"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
- ↑ "أسباب الأُلْفَة" ، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.
- ↑ "الألفـــة "، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-30. بتصرّف.