الضفدع
الضفادع هي حيوانات برمائية ملونة موجودة في الأراضي المنخفضة المدارية، وتمتلك جسمًا قصيرًا يتسم بالمرونة، وقدماه الخلفيتان طويلتان، وطريقة انتقال الضفدع من مكان إلى آخر هي القفز، وتعد الضفادع من الحيوانات المفترسة، إذ تتغذى على غيرها من الكائنات الحية؛ مثل الحشرات، والديدان، وتوجد الضفادع في كل العالم تقريبًا، ومعظمها يعيش على الأرض ولكن بالقرب من المياه، وتعد أكثر الكائنات الحية الفقارية عددًا، وعلى الرغم من هذا فإن أعداد الضفادع بدأت بالنقصان في بعض المناطق، وسوف نستعرض في هذا المقال دورة الحياة التي يعيشها الضفدع.[١]
مراحل حياة الضفدع
تتكون دورة حياة الضفدع من ثلاث مراحل: البيض واليرقات (الشراغف) والضفادع البالغة، مع نمو الضفدع يتحرك خلال هذه المراحل في عملية تعرف باسم التحول، وليست الضفادع هي الحيوانات الوحيدة التي خضعت للتحول؛ فمعظم البرمائيات الأخرى تخضع أيضًا لتغيرات ملحوظة طوال دورات حياتها، وكذلك العديد من أنواع اللافقاريات، وأثناء التحول يسيطر هرمونا البرولاكتين والثيروكسين على التحول من البيض إلى اليرقات ثم إلى مرحلة البلوغ، وفيما يلي سنستعرض دورة حياة الضفدع بالتفصيل:[٢]
- وضع البيض: يضع العديد من أنواع الضفادع بيوضه في مياه هادئة بين النباتات، إذ يمكن أن يتطور البيض بأمان أكثر، وتضع أنثى الضفدع العديد من البيوض في كتل تميل إلى التكتل معًا في مجموعات تعرف باسم التفرخ، وعندما تضع البيض يطلق الذكر الحيوانات المنوية على البيض ويخصبها، وفي العديد من أنواع الضفادع يترك البالغون البيض ليتطور وينمو دون المزيد من الرعاية، ولكن في بعض الأنواع يبقى الآباء مع البيض لرعايته أثناء نموه، وعندما تنضج البويضات المخصبة ينقسم الصفار في كل بيضة إلى خلايا أكثر وأكثر وتبدأ بأخذ شكل الشرغوف أو ما يُعرف بيرقة الضفدع، وفي غضون أسبوع إلى ثلاثة أسابيع تكون البويضة جاهزة للفقس ويخرج الشرغوف الصغير.
- الشراغف: تمتلك الضفادع الصغيرة (الشراغف) خياشيم بدائية وفم وذيل طويل، وتكون حركة الشرغوف في الأسبوع الأول أو الأسبوعين التاليين لفقسه قليلة جدًا، وخلال هذا الوقت يمتص الشرغوف الصفار المتبقي من البيضة والذي يوفر التغذية التي يحتاج إليها الشرغوف، وبعد امتصاص الصفار فإن الشرغوف يصبح قويًا بما فيه الكفاية للسباحة بمفرده، وتتغذى معظم الشراغف على الطحالب وغيرها من النباتات، لذلك فهي تعد من الحيوانات العاشبة، ومع استمرار الشرغوف بالنمو، يبدأ بتطوير أطرافه الخلفية، ويصبح جسمه أطول ونظامه الغذائي أكثر قوة، إذ يتغذى على نباتات أخرى، ثم يتغذى على الحشرات، وفي مرحلة لاحقة من التطور، تنمو الأطراف الأمامية وتتقلص ذيولها وتظهر الخياشيم.
- الضفدع البالغة: بعد 12 أسبوعًا من عمر الشرغوف تختفي الخياشيم ويختفي الذيل بالكامل في الجسم، مما يعني أن الضفدع وصل إلى مرحلة البلوغ من دورة حياته، وأصبح مستعدًا للعيش على الأراضي الجافة وتكرار دورة الحياة في الوقت المناسب.
كيفية تنفس الضفدع
يوجد للضفدع ثلاثة أجزاء تنفسية على جسمه تستخدمها لتبادل الغاز مع البيئة المحيطة: الجلد والرئتين وبطانة الفم، وبينما يغمر الماء جسم الضفدع بالكامل فإن جميع العمليات الحيوية للضفدع تحدث عن طريق الجلد، إذ يتكون الجلد من أنسجة غشائية رقيقة تكون نفاذة تمامًا للماء، وتحتوي على شبكة كبيرة من الأوعية الدموية، يسمح الجلد الغشائي الرقيق للغازات بالانتشار بسهولة إلى أسفل التدرجات مباشرة بين الأوعية الدموية والمناطق المحيطة بها، وعندما يكون الضفدع خارج الماء فإن الغدد المخاطية في الجلد تبقي الضفدع رطباً، مما يساعد على امتصاص الأكسجين المذاب من الهواء. وقد يتنفس الضفدع أيضًا كالبشر عن طريق نقل الهواء من خلال فتحات الأنف إلى رئتيه، ومع ذلك تختلف آلية نقل الهواء إلى الرئتين اختلافًا طفيفًا عن البشر، كما لا يوجد للضفادع أضلاع ولا غشاء، وهو ما يساعد في الإنسان على توسيع الصدر وبالتالي تقليل الضغط في الرئتين مما يسمح بتدفق الهواء الخارجي.
يخفض الضفدع أرضية فمه لسحب الهواء، مما يؤدي إلى توسيع الحلق، ثم يفتح الخياشيم مما يسمح للهواء بالدخول إلى الفم الموسع، ثم تغلق الخياشيم ويدخل الهواء عن طريق الفم ويصل إلى الرئتين من خلال تقلص أرضية الفم، ولتحريك ثاني أكسيد الكربون في الرئتين تتحرك أرضية الفم للأسفل، فيخرج الهواء من الرئتين إلى الفم، ثم تُفتح الخياشيم ويُحرك الضفدع أرضية فمه لأعلى مما يدفع الهواء للخارج، وللضفادع كذلك سطح تنفسي على بطانة فمه، إذ يحدث تبادل الغاز بسهولة، وأثناء الراحة تكون هذه الطريقة هي الشكل السائد للتنفس، إذ تُملأ الرئتين من حين لآخر فقط؛ وذلك لأن الرئتين عند الضفادع البالغة غير متطورة.[٣]
البرمائيات
كلمة البرمائيات هي كلمة يونانية تتألف من مقطعين الأول (البر) والثاني (مائيات)، يشير هذا التعريف إلى حقيقة أن معظم البرمائيات يعيشون حياتهم على مرحلتين مختلفتين في بيئتين مختلفتين؛ هما الماء واليابسة، فعلى سبيل المثال يعيش صغير الضفدع في بداية حياته في الماء، ثم ينتقل إلى اليابسة عندما يصبح ضفدعًا بالغًا، ولكن هذا التعريف لا يشمل كافة الحيوانات البرمائية، فتوجد العديد من البرمائيات التي لا تمر بمراحل الحياة هذه، فحيوان السمندل ليس لديه مرحلة يرقات مائية، وبعض البرمائيات مائية بالكامل، وتنشط العديد من الحيوانات البرمائية في الليل، في حين تنشط أنواع أخرى خلال النهار، وتنشط البرمائيات عادة في الليل للحفاظ على جلدها رطبًا وتجنب الجفاف عندما تشرق الشمس عليها، وغالبًا ما تنشط البرمائيات السامة ذات الألوان الزاهية خلال فترة النهار.
وتقضي معظم البرمائيات فترة سبات في فصل الشتاء، إذ لا تحب درجات الحرارة المنخفضة خلال أشهر الشتاء الباردة في المناطق غير المدارية، وتمضي فترة سباتها في الوحل في قاع الماء أو الحفر في الأرض، وبعضها يبقى في شقوق جذوع الأشجار أو بين الصخور، إذ تتسبب درجات الحرارة المنخفضة ببطئ عملية الأيض ونبضات القلب باستمرار، وتوجد بعض أنواع الضفادع التي يمكنها البقاء على قيد الحياة عند درجة حرارة التجمد من خلال الحفاظ على مستوى عالٍ من السكر في دمها، وقد تتجمد بعض أعضاء الضفادع بالفعل مثل المثانة، لكن دمائها وأعضاءها الحيوية لا تتجمد، ويمكن أن يتوقف القلب عن الخفقان ويتوقف الضفدع عن التنفس عندما يتعرض للتجمد، لكنه سرعان ما يعود للحياة عندما يذوب عنه الجليد.[٤]
المراجع
- ↑ "Facts About Frogs & Toads", livescience, Retrieved 2019-11-14. Edited.
- ↑ "The Life Cycle of a Frog", thoughtco, Retrieved 2019-11-14. Edited.
- ↑ "Frog Respiration", brown.edu, Retrieved 2019-11-15. Edited.
- ↑ "All About Amphibians", burkemuseum, Retrieved 2019-11-15. Edited.