محتويات
رخص المسافر
شرع الله تعالى للمسافر أحكامًا خاصة للتسهيل وتخفيف المشقة ورفعًا للحرج عنه، ومن تلك الأحكام المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن، فعن خزيمة بن ثابت فيما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [المسحُ علَى الخفَّينِ للمسافرِ ثلاثةُ أيَّامٍ وَلِلمُقيمِ يَومٌ ولَيلةٌ][١] وجواز الجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء، وهو رخصة عارضة يفعلها عند الحاجة، وجواز الفطر في رمضان وقضاؤه في يوم آخر، قال تعالى:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[٢][٣][٤]
حالات الإفطار في السفر
من أراد أن يمتلك رخصة الفطر في رمضان بسبب السفر، لا بد أن يتحقق في سفره شروط أربعة:[٥]
- أن يكون سفره طويلا يزيد على (81/كم).
- أن يكون سفرًا مباحًا أو سفر طاعة وليس سفر معصية.
- أن يشرع في السفر قبل صلاة الفجر، أما إذا دخل عليه وقت الفجر ولم يبدأ بالسفر بعد فلا يجوز له الإفطار ذلك اليوم، ولكن يجوز له الإفطار في الأيام التالية إذا انطبق الشرط الرابع.
- أن لا يقيم في المكان الذي سافر إليه أربعة أيام فأكثر غير يومي الدخول والخروج، فإن نوى الإقامة أكثر من ذلك فلا يجوز له الترخص بالفطر إلا في الطريق، أما إذا وصل البلد فلا يفطر؛ لأنه لا يعد مسافرًا بل هو مقيم.
أحكام الإفطار في السفر
كان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم حينًا ويفطر حينًا آخر في أسفاره، وكذلك أصحابه يصومون ويفطرون، فمن أفطر فلا بأس ومن صام فلا بأس، فالإفطار رخصة من الله عز وجل للمسافرين سواء أكان المسافر صاحب سيارة أو صاحب جمال أو في السفن أو في الطائرات لا فرق في ذلك، وللمسافر أن يفطر في رمضان وإن صام فلا بأس، وإذا شق عليه الصوم فالأفضل الفطر، إذا كان حرّ وشدّة فالأفضل الفطر، ويتأكد الفطر أخذاً برخصة الله جل وعلا، وقد جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:[إنَّ اللَّهَ يحبُّ أن تُؤتى رُخصُه ، كما يَكرَه أن تُؤتى معصيتُهُ][٦]. وعن حابر بن عبدلله رضي الله عنه قال: [كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَرَأَى زِحَامًا ورَجُلًا قدْ ظُلِّلَ عليه، فَقالَ: ما هذا؟، فَقالوا: صَائِمٌ، فَقالَ: ليسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ][٧])[٨]
الحالات التي يحرّم فيها إفطار المسافر
القول بأن العاصي بسفره لا يباح له الفطر ولا غيره من رخص السفر كقصر الصلاة هو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، وقد فسروا قولهم بأن الفطر رخصة، والعاصي بسفره ليس أهلا للرخصة، ومنهم من استدل بقوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ }[٩]، ويكمن وجه الدلالة بأن الله تعالى لم يبح أكل الميتة للمضطر الباغي والعادي لأنهم عصاة، وفسروا أن الباغي هو الخارج على الإمام، والعادي هو المحارب وقاطع الطريق، وذهب الحنفية إلى أن له الترخص بالفطر والقصر وغيره، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أما من سافر لأجل أن يفطر، فيعد متحايلًا على الشرع، فيُعاقب بنقيض قصده، وعلى هذا فيحرم على المسافر الفطر في مواضع عدة وهي:[١٠]
- إذا كان سفره لا يبلغ مسافة القصر.
- إذا لم يكن سفره مباحًا عند جمهور العلماء.
- إذا سافر لكي يفطر.
- إذا سافر وأراد أن يفطر قبل مفارقة بيته.
- إذا أقام في البلد الذي سافر إليه أكثر من أربعة أيام.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن خزيمة بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 157، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ "الإقامة التي تقطع رخص السفر"، fikhguide، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "رخص السفر"، alimam، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "الفتاوى"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 122، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1946، صحيح.
- ↑ "مشروعية الفطر للمسافر "، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 173.
- ↑ "متى يحرم الفطر على المسافر؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.