ما حكم ممارسة العادة

ما حكم ممارسة العادة
ما حكم ممارسة العادة

العادة السرية

العادة السرية أو الاستمناء هي أسلوب يشبع فيه الإنسان الرغبة الجنسية سواء من الذكور أو الإناث على حد سواء، وهي من الظواهر الاجتماعية المنتشرة بين أوساط الشباب في جميع أنحاء العالم، إذ يعدها الكثيرون ممن يمارسونها بديلًا عن الممارسة الطبيعية للجنس، وسببًا في تفريغ الطاقة الجنسية، أما اجتماعيًا فهي ظاهرة اجتماعية تشغل تفكير الكثير من الشباب والفتيات إلى حد قد يصل إلى الإدمان، إذ كثُرت هذه الظاهرة بعد انتشار المثيرات الجنسية التي هي أساس لممارستها؛ إذ تستقبل حواسهم المثيرات مثل؛ الأفلام أو الصور الجنسية، أو الحديث الجنسي والتخيل الجنسي التي من شأنها أن تؤدي إلى ممارسة العادة السرية، وهذا تعريف للعادة السرية دون تسليط الضوء على آثارها الاجتماعية أو الصحية، كما لا بد من معرفة الحكم الشرعي في ممارستها، واخيرًا مضارها أو منافعها الصحية إن وُجدت[١].


حكم ممارسة العادة السرية

جميع آراء الفقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية تدل على أن المسألة هي محل خلاف بينهم، وفيما يأتي سنعرض أهم الآراء الصادرة عن بعضهم هي كالآتي:[٢][٣]

  • قال جمهور من العلماء بحرمة العادة السرية، وأن الراجح في المسألة تحريمها بدليل قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)}،[٤] وهذا الحكم يتوافق مع ما أصدرته دار الإفتاء المصرية باستحقاق الإثم عند الوقوع فيها، ولا فرق بين الرجال والنساء في هذا الأمر.
  • قال جمهور آخر من العلماء بكراهة العادة السرية أو الاستمناء، إذ إن هذا الرأي يأخذ به الكثير من الفقهاء، لاسيما من يخاف الوقوع بالفاحشة؛ أي ارتكاب الزنا، ومن أبرز العلماء الذين قالوا ذلك الدكتور العلامة " يوسف القرضاوي" في كتابه الحلال والحرام، وأعطى مثالًا لذلك الشباب الذين يسافروا لبلاد تكثر فيها الفتن والفواحش، وقصد في ذلك ارتكاب أخف الضررين، أما الإمام أحمد بن حنبل فعد المني من فضلات الجسم، وأجاز إخراجه "كالفصد"، وأيده بهذا الرأي ابن حزم، ففقهاء الحنابلة أجازوها لأمرين، الأول الخشية من الوقوع في جريمة الزنا، والثانية في حال عدم الاستطاعة على الزواج.


طرق لاجتناب العادة السرية

إن الأفضل من البحث عن مبررات شرعية تُكره أو تُبيح ممارسة العادة السرية هو تطبيق ما جاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه عبد الرحمن بن زيد وغيره: {دخلنا على عبدِ اللهِ وعندَه علقمةُ والأسودُ فحدَّث حديثًا لا أُراه حدَّثه إلا مِن أجلي كنتُ أحدَثَ القومِ سِنًّا قال : كنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ شبابٌ لا نَجِدُ شيئًا فقال : يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وِجاءٌ}،[٥] فالمسلم كي يعف نفسه ولا يدخلها في شبهة التحريم أو الإكراه من الأسلم له أن يبحث عن الزواج الذي أحله الله سبحانه وتعالى، أو أن يصوم كما جاء في الحديث الشريف، وبالصوم تحصل العفة والابتعاد عن الشهوات.[٦]


كيفية التخلص من ممارسة العادة السرية

لا يسع المقال في هذا المقام للحديث عن أضرار العادة السرية أو منافعها كون الموضوع سيدخل في باب طبي بحت، إذ تحدث الكثير من الأطباء أن ثمة بعض الأضرار التي قد تنتج عن ممارسة العادة السرية التي تصل لحد الإدمان، وفي المقابل البعض الآخر تحدث بأن لها منافع صحية، لكن من الأفضل صحيًا أن يتخلص الذكور والإناث منها من باب أن إشباع الشهوة الجنسية له مخرج شرعي وهو الزواج، وفيما يأتي أهم النصائح التي تبعد عن ممارستها هي كالآتي:[٧][٨]

  • الزواج المبكر لما فيه من منافع تعود للذكور والإناث على حد سواء، فالبزواج تستقر النفس البشرية، فهو السكينة لكلا الجنسين كما أخبرنا القرآن الكريم إذ قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[٩]
  • عقد النية القلبية على ترك الممارسة لهذه العادة لما لها من آثار سلبية.
  • إشغال أوقات الفراغ بأشياء مفيدة، كتعلم الطهي، الكتابة، قراءة الكتب، الخروج مع الأصدقاء، ممارسة التمارين الرياضية المفيدة.
  • تجنب الاختلاء بالنفس والجلوس بعيدًا عن الآخرين، والتقرب من الناس والجلوس معهم.
  • الابتعاد عن مشاهدة الصور والأفلام الإباحية، والتي تعد اليوم مع سرعة انتشار الإنترنت عند المجتمعات من أهم أسباب إثارة الشهوة الجنسية.
  • الاستعاذة من الشيطان الرجيم في حال عادت الأفكار من جديد، فكثرة الاستعاذة والاستغفار من مسببات ذهاب الأفكار السلبية.
  • التقرب من الله عز وجل، وارتياد دروس الوعظ وتزكية النفس، والصلاة في الجامع، فالعبادات سبب في ترك أي قضية فيها شبهة عند المسلمين.
  • غض البصر وإبعاد النظر على كل ما يثير الشهوة، فهو يعد نوعًا من مجاهدة النفس التي لها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ومن أهم مثيرات الشهوة في هذا المجال هو الاختلاط بين الجنسين.
  • المداومة على ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن الكريم، فتلفظ الإنسان بكلام الله يحميه من التوجه لأمور يضيع فيها وقت فراغه سدىً.
  • الالتزام بأذكار الصباح والمساء وأذكار قبل النوم التي تكون له حصنًا من وساوس الشيطان.
  • النوم بطريقة تبعد عن إثارة الشهوة الجنسية؛ إذ يمكن النوم على وضوء، وعدم النوم على البطن، وعدم الذهاب للنوم دون الشعور بالنعاس لمجرد الاستلقاء، وغيرها الكثر من شأنها أن تهيج الشهوة الجنسية.


المراجع

  1. "ادمان العادة السرية"، hopeeg، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  2. "ما حكم العادة السرية وهي الاستمناء باليد؟ "، islamway، 1-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  3. "أقوال العلماء في حكم العادة السرية"، islamweb، 6-6-2004، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  4. سورة المؤمنون ، آية: 5-7.
  5. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد ، عن عبدالرحمن بن يزيد، الصفحة أو الرقم: 6/53، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
  6. "رأي القرضاوي في العادة السرية"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  7. كريم مكاوي، "العادة السرية عند الرجال أو الإستمناء بين الفوائد و الأضرار "، dailymedicalinfo، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  8. رامي خالد عبد الله الخضر، " الانتصار على العادة السرية وسائل عملية للوقاية والعلاج منها"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  9. سورة الروم، آية: 21.

فيديو ذو صلة :