كيف سقطت الاندلس
الأندلس هي التسمية التي تعطى لشبه الجزيرة الأيبيرية في الفتره التي امتدت من 711 إلى 1432م التي كانت تحت حكم المسلمين، ويوجد اختلاف بين الأندلس وأندلسيا التي تضم ثمانية أقاليم في جنوب دولة إسبانيا، وقد كانت الأندلس في بداية الأمر أشبه بالإمارة في ظل الخلافة الأموية، التي بدأت النجاح في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وخلفها ملوك الطوائف، ومن بعدهم المرابطون والذين وحدوها قبل أن تنقسم لملوك الطوائف مرةً أخرى وزالت نهائيًّا بعد أن دخلها الملك الإسباني فرناندو الثاني في يناير 1492م.
الأندلس هي إقليم يقع في أوروبا الغربية، فتحه المسلمون وأقاموا فيه مدة ثمانية قرون، عملوا في هذه الفترة من الحكم ببناء مجد وحضارة أضاءت الطريق للنهضة الأوروبية، لكنهم خسروه بسبب الصراعات والنزاعات وحياة اللهو والترف التي كانت سائدة آنذاك، وكانت غرناطة آخر المدن الأندلسية التي فقدت في عام 1492م.[١]
فتح الأندلس
أرسل القائد موسى بن نصير القائد الشاب طارق بن زياد في عام 711 للميلاد بجيش إلى القوطيين، وانتصر عليهم جيش طارق بن زياد في معركة وادي برباط، وبعد هذا الانتصار أصبحت الأندلس تحت الحكم الأموي، وانتشر الإسلام في الأندلس بعد فتحها من قِبل المسلمين، وأصبحت تحت حكم الأمويين تحديدًا، واستقطبت الباحثين والمفكّرين من مختلف بقاع أوروبا والعالم.
وبعد أن سقطت الخلافة الأموية في عام 132 هجريًّا، أصبحت الأندلس بحالة من الفوضى والإرباك، وفي عام 995 ميلادية أعلنت كل طائفة أو عائلة معروفة الاستقلال في مدينة من المدن، فأصبحت الأندلس فيما بعد تمر في حالة صعبة من التمزق والانفكاك .
في أثناء هذه الأحداث مرت الأندلس بضعف ونزاعات وخلافات كثيرة، وانتهزت الممالك الإسبانية هذه الحالة للقيام بحركة استرداد للمدن، وبعد ذلك تمكن الملك فرديناند الأول في السيطرة على الكثير من المدن الأندلية الإسلاميّة، وفي عام 1085 للميلاد هاجم الإسبان المسلمين ونمكّنوا من الانتصارعليهم، وبعد ذلك انتهى عهد المسلمين في الأندلس.[٢]
سقوط غرناطة
بدأت الأندلس تسقط شيئًا فشيئًا وفي 2 يناير/كانون الثاني 1492 (897 هجريًّا) سقطت مدينة غرناطة وهي آخر المعاقل الإسلامية في الأندلس، وبذلك انتهى الوجود الإسلامي هناك، وسقطت مدينة غرناطة بعد أن وقّع أبو عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا وبذلك انتهت الخلافة الإسلامية في الأندلس، وقبل سقوط غرناطة كانت بداية السقوط مع بامبلونا ثم مدينة برشلونة، ولم يمضِ 12 عامًا حتى سقطت مدينة سانتياغو وتلتها مدينة ليون.
وبعد هدوء حروب الاسترداد؛ التي شنتها ممالك الشمال المسيحية على الثغور الأندلسية لحوالي نصف قرن تقريبًا، استأنفت هذه الحروب وسقطت مدينة سلمنقة عام 1055 للميلاد، وبعدها مدينة قلمريه في 1064 للميلاد وبعد توقف الحروب لمدة 19 عامًا سقطت مدينة مدريد في عام 1084 للميلاد وبعدها بعام نجح الملك ألفونسو السادس بالسيطرة على مدينة طليطلة، وتقول بعض المصادر أن أسباب سقوط الأندلس يرجع إلى خوض حكّامها في حروب لا تنتهي إلى جانب الانغماس في حياة الترف واللهو والمبالغة في الإنفاق.[٣]
الانحراف عن دين الله ومخالفة الشريعة الإسلامية ساهم في ضياع الأندلس وسقوطها، فقد انغمسوا أهل الأندلس بحياة اللهو والترف ووصل بهم الأمر إلى إدمان شرب الخمور وقد انتشرت الموسيقى والأغاني انتشارًا واسعًا، فأصبحوا بعيدين بعدًا تامًا عن شرع الله تعالى، فكان ذلك بمثابة إشعار بسقوط دولتهم.
وقد لعبت الخيانات دورًا هامًا في سقوط الأندلس وضياع الإسلام منها، فهذا ابن الأحمر يقف مع النصارى لمحاصرة المسلمين في إسبانيا ويمنع عنهم الطعام والشراب، حتى ضاق بهم الحال وأعلنوا استسلامهم للنصارى، فاستباحوا دماءهم وأعراضهم وقالوا الكثير منهم، وكذلك أبو زيد بن أبي عبد الله حاكم مدينة بلنسية وعمل على مشاركة مملكة أراجون النصرانية في حروبهم ضد المسلمين، لذلك كان له دور كبير في عمليات إسقاط الكثير من المدن الإسلامية في أيدي النصارى، وغيرها الكثير من الخيانات التي وقعت في الأندلس، وكان للعلماء أيضًا دروهم في سقوطها بسبب تخاذلهم وخلافاتهم على بعض الآراء الفقهية هَمّ كل واحد فيهم أن ينتصر لمذهبه، ومنهم من خضع لملوك الطوائف وجرائمهم وخياناتهم والكثير من تخاذلهم.[٤]
المراجع
- ↑ "الأندلس"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "سقوط الأندلس.. حكاية الفردوس المفقود"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
- ↑ 2-1-2017 (2-1-2017)، "سقوط الاندلس"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد العظيم (03 يناير 2019)، "سنن الله في سقوط الأندلس"، ترك بلس، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019.