كيف تحب الله وتشتاق اليه

تعرف على لكي تزداد محبتك

للمحبة دافعان الجمال والإجمال أي الإحسان وإعطاء النعم، فعندما تتعرف على الله أكثر ستزيد محبتك له بالتأكيد، فالله تعالى له الكمال المطلق، فهو جميل يحب الجمال، ويجب أن يفوق حبك له عن حبك لأي شيء آخر في حياتك، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}^[١]. ومن الأشياء التي تزيد من محبتك لله تعالى أن تعرف صفاته تعالى وأن تعرف أنه يحبّك ولا يريد منك إلا طاعته ومنفعتك، على عكس حبّك لأي مخلوق من حولك فهم يريدون لنفسك والله يريدك لك، كما جاء في الأثر الإلهي: (عَبْدِي كُلٌّ يُرِيدُكَ لِنَفْسِهِ ، وَأَنَا أُرِيدُكَ لَكَ)، ومن ناحية أخرى فإن معاملتك مع عباد الله تقوم على مصلحة وربح نوعًا ما إلا الله تعالى فليس له مصلحة معك وإنما يريد مصلحتك فحسب، فكيف لك ألا تحبّ الله وهو بهذه المنزلة وبهذه الصفات جلّ جلاله؟.^[٢]

قال ابن القيم رحمه الله :"اعْلَمْ أَنَّ أَنْفَعَ الْمَحَبَّةِ عَلَى الْإِطْلاقِ ، وَأَوْجَبَهَا وَأَعْلَاهَا وَأَجَلَّهَا : مَحَبَّةُ مَنْ جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى مَحَبَّتِهِ ، وَفُطِرَتِ الْخَلِيقَةُ عَلَى تَأْلِيهِهِ ، وَبِهَا قَامَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ ، وَعَلَيْهَا فُطِرَتِ الْمَخْلُوقَاتُ ، وَهِيَ سِرُّ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . فَإِنَّ الْإِلَهَ هُوَ الَّذِي تَأَلهُهُ الْقُلُوبُ بِالْمَحَبَّةِ وَالْإِجْلالِ ، وَالتَّعْظِيمِ وَالذُّلِّ لَهُ وَالْخُضُوعِ وَالتَّعَبُّدِ ، وَالْعِبَادَةُ لا تَصْلُحُ إِلَّا لَهُ وَحْدَهُ ، وَالْعِبَادَةُ هِيَ : كَمَالُ الْحُبِّ مَعَ كَمَالِ الْخُضُوعِ وَالذُّلِّ ، وَالشِّرْكُ فِي هَذِهِ الْعُبُودِيَّةِ مِنْ أَظْلَمِ الظُّلْمِ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُحَبُّ لِذَاتِهِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ ، وَمَا سِوَاهُ فَإِنَّمَا يُحَبُّ تَبَعًا لِمَحَبَّتِهِ".^[٢]

علامات حب الله

إن محبة الله هي المنزلة التي يتنافس عليها المتنافسون، ولمحبة الله علامات نجملها لك فيما يأتي:^[٣]

• اتباع هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}^[٤].
• أن تكون ذليلًا على المؤمنين، عزيزًا على الكافرين، ولا تخاف إلا من الله وحده، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}^[٥].
• الالتزام بأداء النوافل: مثل أداء نوافل الصلاة والصيام والصدقات.
• المصائب والمحن: إن المصائب والمحن التي يعيشها العبد ما هي إلا دليل لحب الله له، فيزيد من حسناته ودرجاته، فبعض المصائب التي تقع عليك ترفع منزلتك إلى منزلة الشهداء.^[٦].
• حُسن الإيمان والتديّن: قال ابن مسعود: "إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب".
• الحماية من مفاتن الدنيا وشهواتها: عن قتادة بن نعمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنَّ اللهَ إذا أحبَّ عبْدًا حَماهُ مِن الدُّنيا، كما يَحْمي أحدُكم مَريضَه عن الطَّعامِ والشَّرابِ. وفي لَفظٍ: إنَّ اللهَ يَحْمي عبْدَه المؤمِنَ مِن الدُّنيا]^[٧].

قد يُهِمَُكَ: أثر محبة الله على حياتك

لا شكّ أن محبة الله تعالى تؤثر على حياتك، فتزيد من قربك من الله تعالى والإقبال عليه، وتزيد من قدرتك ورغبتك في تحمل المشقة من أجل الفوز برضا الله ونيل جنته، والالتزام بالأوامر واجتناب النواهي، واتباع الشرع في كل مجالات الحياة، والإخلاص في العمل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان اللّه ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا للّه ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اللّه كما يكره أن يلقى في النار]^[٨] أما ادعاء المحبة مع عدم الالتزام بالشرع فهي دعوى كاذبة وغرور باطل، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}^[٩].^[١٠]. ولحب الله تعالى أثر في الآخرة أيضًا وليس في الدنيا فقط، فإذا أحبّك الله أدخلك في جنته وجنّبكَ ناره ويوفقكَ الله تعالى وييسر أمورك ويحبب عباده بك.^[٣]

1. ↑ سورة البقرة، آية:165
2. ^ ^{أ ب} "كيف يزيد المسلم من محبته لله تعالى ولدينه؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} "علامات محبة الله للعبد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021.
4. ↑ سورة آل عمران، آية:31
5. ↑ سورة المائدة، آية:54
6. ↑ "ما هي علامات حب الله للعبد ؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
7. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن قتادة بن النعمان، الصفحة أو الرقم: 4/96، صحيح.
8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:21، صحيح.
9. ↑ سورة آل عمران، آية:31
10. ↑ "محبة الله تعالى"، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021.