كيف تتكون الأعاصير؟

• ذات صلة
• تلوث الغلاف الجوي
• بحث حول الزلازل

كيف تتكون الأعاصير؟

يُعرف الإعصار بأنه عمود من الهواء يدور بعنف وقد يكون مميتًا ومدمّرًا في بعض الأحيان، إذ يمتد هذا العمود بين سطح الأرض والسحابة، وعادةً ما تكون هذه السحابة ركامية، وتدوم معظم الأعاصير لأقل من عشر دقائق، ولكن هذا لا يمنع وصول بعضها خاصة الكبيرة منها إلى حوالي نصف ساعة، وتختلف شدّة الأعاصير فقد تزيد سرعة الرياح في الأعاصير القوية عن 483 كيلومترًا في الساعة، ويمكن لها أن تدمّر المباني من أساساتها، فقد يزيد عرض الإعصار عن 3.2 كيلومترات، ولكن قد تتساءل عن كيفية تشكّل هذه الأعاصير وعن الظروف التي تحتاجها.^[١]

وبحسب علماء الأرصاد الجوية فإن هذه الأعاصير تتشكل نتيجة العواصف الرعدية الخارقة، فلتتشكل العاصفة تحتاج لعدة شروط وهي؛ الهواء الدافئ والرطب بالقرب من سطح الأرض، والهواء الجاف البارد نسبيًا الموجود أعلاه، فتحدث العاصفة عند وجود رياح تزداد قوتها ويتغيّر اتجاهها مع الارتفاع، وبعد توفر هذه الشروط ووجود الرياح القوية يستمر تصعيد العاصفة ويزداد دورانها من خلال سحب الهواء الدافئ والرطوبة للأعلى ليحل محلها الهواء البارد والجاف، ويتسبب التدفق المستمر للهواء الدافئ للأعلى في زيادة حجم الدوامة مما يؤدي إلى تكون سحابة على شكل قمع، ويساعد الهواء الجاف في الأسفل على زيادة سرعة تكونها، ومع وجود الضغط والوزن الكافيين للهواء البارد والجاف لحمل تلك السحابة، فهي تهبط إلى الأرض مشكلة الإعصار، لتزداد قوتها كلما صعدت لأعلى وبهذه الحالة تستطيع 30% من العواصف الرعدية أن تشكّل إعصارًا تحتها، ويحدث هذا الإعصار نتيجة دوران الهواء النازل من العاصفة الرعدية قرب سطح الأرض، ولكن ما زال هناك الكثير من الغموض العلمي حول الأعاصير، ولم يعرف العلماء إلى الآن لماذا تتحول بعض العواصف الرعدية لأعاصير دون غيرها.^[١][٢]

أشهر الأعاصير في التاريخ

لا شكّ أنك تعرف كمية الدمار والأضرار المادية والبشرية التي يمكن أن تخلّفها الأعاصير، سنقدّم لك فيما يلي قائمة بأشهر خمسة أعصاير في التاريخ والتي صُنّفَت بأنها أسوأ الأعاصير وأكثرها دمارًا:^[٣]

• إعصار دولاتبور-ساتوريا، بنغلادش، 1989: ضرب إعصار دولاتبور-ساتوريا بنغلادش في 26 أبريل عام 1989، وبلغ عرض هذا الإعصار ميلًا واحدًا أي 1.61 كيلومتر وقطع 50 ميلًا أي ما يعادل 80.47 كيلومترًا عبر المناطق الفقيرة في منطقة دكا في بنغلادش، وقد قتل الإعصار 1300 شخصًا، ولكن يرجع جزء كبير من عد القتلى إلى رداءة الأبنية والبنية التحتية في الأحياء الفقيرة، وقد ترك هذا الإعصار حوالي 80,000 شخص بلا مأوى وتسبب بإصابة أكثر من 12 ألف شخص.
• إعصار تري ستيت، 1925: يعدّ هذا الإعصار أعنف إعصار ضرب الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قطع حوالي 219 ميلًا أي ما يعادل 352.45 كيلومترًا عبر ميزوري وإنديانا وإلينوي، ويعدّ مسار هذا الإعصار الأطول في التاريخ، وقد بلغ عدد قتلى هذا الإعصار 695 شخصًا، وأسفر عن إصابة أكثر من 2000 جريحًا ودمّر 15 ألف منزلًا، وقد وقعت معظم هذه الوفيات جنوب إلينوي، كما بلغ عرضه ثلاثة أرباع ميل أي ما يعادل 1.21 كيلو متر، ويُقال أن سرعته تجاوزت 300 ميلًا في الساعة، أي حوالي 482.8 كيلومتر في الساعة.
• إعصار ناتشيز العظيم، 1840: ضرب هذا الإعصار مدينة ناتشيز في المسيسيبي في 7 مايو عام 1840، ويحمل هذا الإعصار الرقم القياسي باعتباره الإعصار الأضخم الذي نتج عنه عدد من القتلى أكبر من عدد الإصابات في الولايات المتحدة، إذ بلغ عدد القتلى فيه ما لا يقلّ عن 317 شخصًا وغرق معظم الضحايا في القوارب المسطحة على طول نهر المسيسيبي، ولكن يُقال أن أعداد القتلى هي أكثر مما ذُكر.
• إعصار سانت لويس وشرق سانت لويس، 1896: ضرب هذا الإعصار مدينة سانت لويس بولاية ميزوري وشرق سانت لويس المجاورة لها في 27 مايو عام 1896، توفي في هذا الإعصار ما لا يقلّ عن 255 شخصًا، ويُقال أن عدد القتلى أعلى من ذلك، ويعدّ هذا الإعصار من فئة F4 إذ إن أقوى إعصار كان من فئة F5.
• إعصار توبيلو، 1936: ضرب هذا الإعصار مدينة توبيلو في المسيسيبي في 5 أبريل عام 1936، وقتل 233 شخصًا، ويعدّ المغني الشهير إلفيس بريسلي ووالدته من الناجين من هذا الإعصار، إذ دمّر حوالي 48 كتلة سكنية، واستمر في السيران ووصل إلى مدينة غينزفيل في جورجيا وأسفرَ عن مقتل 203 شخصًا، كما انهارت على إثره الكثير من المباني واشتعلت فيها النيران.

أكثر الدول المعرضة للأعاصير في العالم

نظرًا للظروف الجوية والشروط التي يتطلبها تشكّل الإعصار، يستطيع علماء الأرصاد الجوية تصنيف الدول الأكثر عرضة للأعاصير في العالم، إليك هذه الدول:^[٤]

• الولايات المتحدة الأمريكية: تعدّ الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول المعرّضة للأعاصير، وحدثت فيها أشهرها وأكثرها دمارًا وفتكًا، إذ يضرب الولايات المتحدة حوالي 1200 إعصار سنويًا، وتشهد السهول الكبرى وسط البلاد معظم هذه الأعاصير، إذ يجتمع الهواء الدافئ والرطب من خليج المكسيك، والهواء الجاف من صحاري الجنوب الغربي والهواء البارد من جبال روكي وكندا معًا لتهيئة الظروف المثالية لعواصف رعدية شديدة تؤدي إلى الأعاصير المدمّرة.
• كندا: تأتي كندا بالمرتبة الثانية من الدول المُعرّضة للأعاصير بعد أمريكا، ومع أن مساحتها أكبر من أمريكا إلا أنها لا تشهد سوى عُشر عدد الأعاصير التي تحصل في الولايات المتحدة، إذ تشهد كندا 100 إعصار سنويًا وتحدث معظم هذه الأعاصير فوق السهول الكندية المنبسطة وأراضي البراري في مانيتوبا وساسكاتشوان وألبرتا وأونتاريو.
• المملكة المتحدة: تشهد المملكة المتحدة أكبر عدد من الأعاصير بين دول أوروبا باستثناء روسيا، إذ يضربها حوالي 30 إعصارًا سنويًا وبهذا تكون في المرتبة الثالثة بعد كندا وأمريكا.
• أوروبا: الأعاصير التي تحدث في المملكة المتحدة تكون قصيرة المدة وضعيفة مقارنةً بالأعاصير التي تحدث في بعض الدول الأوروبية، إذ تتعرّض المنطقة الممتدة بين شمال شرق فرنسا عبر ألمانيا إلى بولندا لأعاصير قوية جدًا وخصوصًا في فصل الصيف، وغالبًا ما يشهد البحر الأبيض المتوسط عمود مياه إعصاري في الخريف وأوائل الشتاء عندما يكون البحر دافئًا والهواء البارد يتحرّك جنوبًا، مما يخلق فرصًا ملائمة لحدوث إعصار.
• نيوزيلندا واليابان وأستراليا: وُضِعَت هذه الدول في قائمة الدول العشر الأوائل المعرّضة للأعاصير في العالم، فاحتلت المراكز الرابعة والخامسة والسادسة في هذه القائمة، إذ تشهد هذه البلدان حوالي 16 إلى 20 إعصارًا في السنة.
• الهند وبنغلادش: يظهر هذان البلدان في قائمة الدول العشر الأوائل أيضًا وتعدّ من الدول المعرّضة لخطر الأعاصير، وعلى الرغم من أن الأعاصير في هذين البلدين قد تكون قليلة من حيث العدد مقارنةً بسابقتها من الدول، إلا أن الأعاصير فيها تكون مدمّرة ومُميتة.
• جنوب أفريقيا والأرجنتين: هذان البلدان في آخر قائمة الدول العشر الأوائل الأكثر عرضةً للأعاصير، ومع ذلك فإن الأعاصير التي تقع في جنوب أفريقيا والأرجنتين قد تكون شديدة القوة ومدمرة ومميتة، فلا بدّ أن يحدث من 7 إلى 10 أعاصير في هذين البلدين سنويًا.

قد يُهِمُّكَ

ما زال الإعصار حالة جوية غريبة صعبة التنبؤ وخطيرة تهدد حياة الكثير من البشر على سطح الأرض، وسنعرض لك فيما يلي بعض الحقائق والمعلومات عن الأعاصير:^[٥]

• قد يزيد عرض مسار الضرر للأعاصير عن ميل أي ما يعادل 1.61 كيلومتر، ويزيد طوله عن 50 ميلًا أي حوالي 80.47 كيلومترًا.
• تعدّ العواصف الرعدية الدورية واحدة من أفضل المؤشرات على نشاط الإعصار.
• تسافر معظم الأعاصير من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، كما يمكن أن تتحرّك في الاتجاه المعاكس لفترات قصيرة، كما يمكن أن يتراجع الإعصار إذا ضربته رياح من العواصف الرعدية.
• تدوم الأعاصير لعشر دقائق، ولكن يمكن لبعضها ألا يتجاوز عدّة ثوانٍ، وفي حالات نادرة قد يستمر الإعصار لساعة من الزمن.
• يظهر الإعصار بلون شبه شفاف لحين التقاطه للغبار والحطام والأوساخ.
• تعدّ منطقة زقاق تورنادو الممتدة من غرب تكساس إلى داكوتا الشمالية نقطة ساخنة للأعاصير، وسميت بهذا الاسم لكثرة الأعاصير فيها، وذلك بسبب التقاء الهواء القطبي الجاف القادم من كندا مع الهواء الاستوائي الدافئ الرطب القادم من خليج المكسيك.
• من المُرجّح أن تحدث الأعاصير بين الساعة 3 مساءً و9 مساءً مع احتمالية حدوثها في أي وقت آخر.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "How Tornadoes Form and Why They are so Unpredictable", nationalgeographic, Retrieved 2020-10-07. Edited.
2. ↑ "How Do Tornadoes Form?", britannica, Retrieved 2020-10-11. Edited.
3. ↑ "The World's 5 Deadliest Tornadoes", thoughtco, Retrieved 2020-10-07. Edited.
4. ↑ "Tornado Facts: Which countries have the most and the deadliest tornadoes?", netweather, Retrieved 2020-10-07. Edited.
5. ↑ "11 FACTS ABOUT TORNADOES", dosomething, Retrieved 2020-10-07. Edited.