محتويات
أهمية الوقت
الوقت هو الحياة؛ فما حياة الإنسان إلا دقائق وثوان، والوقت هو الفرصة للعمل والعبادة والإعمار في الأرض التي استخلف الله الإنسان عليها، فهو أغلى هدية يمنحها الله للإنسان، فكل يوم هو هدية جديدة من الله عز وجل، فإن أحسن الإنسان التصرف في يومه، وأنفق ساعاته في النافع المفيد بعيدًا عن اللهو ومضيعة الوقت بلا فائدة؛ كان قد أدرك حقيقة غايته ووجوده، ولأهمية الوقت وقيمته فقد أقسم الله تعالى بالوقت وأجزاء منه في محكم كتابه، وعلى المسلم الحق أن يحفظ أوقاته من الضياع بلا هدف، وأن يسعى جاهدًا لتنظيم ساعات يومه، واستغلالها في النافع والمفيد له ولمجتمعه وأمته[١].
كيفية تنظيم اليوم
تنظيم الوقت
تنظيم الوقت يمنح الإنسان قدرًا كبيرًا من الراحة والإنجاز في آن واحد، فالإنسان الذي يعيش حياته بنظام وحرص على كل لحظة من لحظاتها يدرك تمامًا قيمة الوقت، ويدرك أهمية التنظيم وترتيب الأولويات في حياته، وفيما يأتي أهم الخطوات العملية لتنظيم الوقت[٢]:
- قائمة المهام: إعداد قائمة بكافة الأعمال اليومية المطلوبة صغيرها وكبيرها، شرط أن تكون هذه القائمة واضحة التصميم والترتيب والكتابة؛ كي تحفظ الوقت في إعدادها وتنفيذها.
- التكليف: تكليف الغير بآداء بعض الأعمال الثانوية اليومية، التي يمكن أن يؤديها الغير بنفس الكفاءة، فقد لا يستطيع الشخص متابعة كافة أعماله اليومية بنفسه؛ وعليه فإن التكليف لا يبدو أمرًا سيئًا؛ بل هو الحل الأمثل لإنجاز المهام اليومية على الوجه الأكمل.
- القضاء على الفوضى: ترتيب وتنظيم مكان العمل سواء في البيت أو المكتب أو أي مكان آخر؛ لأن الفوضى لا تعين الشخص على الإنجاز؛ وإنما هي سبب رئيسي لهدر الوقت وتشتيت القدرات.
- تحديد الأهداف: عندما يكون الهدف من إنجاز الأعمال اليومية واضحًا ومحددًا أمام الشخص؛ فإن في ذلك مدعاة للجد والمسؤولية لتحقيقها في وقتها المحدد.
- التركيز على أهم الأعمال: عند إعداد قائمة المهام اليومية يجب التركيز في الكتابة على الأعمال الضرورية التي لا بد من إنجازها أولًا؛ لأن إنجازها يبعث في النفس شعورًا بالراحة والرضا، ويزيد من الهمة للمتابعة ومواصلة العمل لتحقيق بقية الأعمال.
- مفكرة يومية: كتابة المهام اليومية في المفكرة يتيح للشخص فرصة مراجعتها مرة بعد مرة والتعرف عليها أكثر في كل مرة.
- البعد عن المثالية: المثالية أمر مستحيل وغاية غير محققة؛ لذا على الشخص تجنبها أثناء ترتيب أوقاته، وإعداد جدول أعماله، ومراعاة قدراته وما يستطيع إنجازه.
- الراحة: تخصيص وقت للراحة في قائمة المهام أمر ضروري وفعال في تنظيم الوقت وإنجاز المهام اليومية، فإن للجسم حق على صاحبه.
- مراجعة قائمة المهام: تمنح مراجعة قائمة الأعمال اليومية الشخص فرصة التعرف على ما أنجزه من أعمال، وما لم ينجز بعد، فالمراجعة والمتابعة المستمرة للقائمة هي بمثابة التقييم الذاتي للآداء اليومي للشخص.
كيفية تقسيم ساعات اليوم
النظام والترتيب مطلوب ومحمود في كل الأمور؛ لما له من عظيم النفع والفائدة، لذلك يجب تنظيم ساعات يوم الإنسان، وفيما يأتي نصائح وطرق عامة لكيفية تقسيم ساعات اليوم[٣]:
- النوم مبكرًا والنهوض مبكرًا يمنح الجسم راحة وقدرة على الاستمرار ومتابعة الأعمال اليومية.
- التغذية الصحية والحرص على تناول وجبات صحية ومغذية ومتنوعة؛ كي تمد الجسم بكل ما يحتاجه من فيتامينات معادن وغيرها.
- ممارسة التمارين الرياضية الصباحية بانتظام تزيد النشاط البدني وترفع الهمة وتحسن المزاج.
- آداء الواجبات اليومية التي أدرجت سابقًا في قائمة المهام.
- الحصول على قسط من الراحة أثناء فترة النهار؛ لأنها تجدد الطاقة والنشاط.
- تجنب وجبات دسمة قبل النوم؛ للحصول على ساعات نوم نوعية وصحية.
- تخصيص ساعة يومية للقراءة.
- آداء الصلوات الخمس في أوقاتها المحددة التي هي طريقة ربانية لتنظيم الوقت وتقسيمه.
- الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية؛ فالإنسان مخلوق اجتماعي يعيش ضمن علاقات إنسانية تربطه بين أقاربه وأصدقائه، فالحرص على هذه العلاقات يبعث في النفس شعورًا بالراحة.
- تنظيم أوقات الفراغ أمر ضروري جدًا؛ كي لا تذهب ساعات الفراغ سدى، فيقسم الشخص أوقات فراغه للعناية بنفسه وأموره الخاصة، ويحظى بقسم للاستمتاع بالراحة والهدوء وممارسة الهوايات الخاصة.
تنظيم اليوم في العمل والطاعة
الوقت هو من أهم النعم التي منحها الله تعالى للإنسان؛ ليستغلها في إنجاز أكبر قدر ممكن من الأعمال الصالحة والنافعة التي تسعد الإنسان في حياته وترضي الخالق عز وجل عنه في آخرته، وبما أن الوقت نعمة كبيرة فلا بد من شكر النعمة، وشكر الإنسان لنعمة الوقت يكون بحسن استغلالها وقضاء ساعات يومه بلا ذنب أو معصية، لتكون أوقات حياته كلها في طاعة الله ومرضاته، وفيما يأتي أفكار وإرشادات حول كيفية تنظيم ساعات اليوم في طاعة الله[٤]:
- كثرة الذكر والاستغفار والدعاء للنفس وللمسلمين بالتوفيق والهداية في أمور الدين والدنيا، والحرص على فراءة أذكار الصباح والمساء كل يوم.
- إخلاص النية لله تعالى وحده في الطاعات وحسن العمل.
- هجر المعاصي والذنوب، والابتعاد عن مواطنها وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى.
- حسن معاملة الأهل والوالدين وبرهم والإحسان إليهم.
- تثقيف النفس وتعليمها أصول دينها ودنياها لترتقي أعلى الدرجات في العلم والمعرفة عن طريق قراءة الكتب النافعة والهادفة.
- الرضا عن كل ما وهبه الله تعالى في هذه الحياة، والقناعة بأن الرزاق هو الله تعالى مقسم الأرزاق بين عباده.
- الاطلاع على سيّر الصالحين من الأنبياء والتابعين، والاقتداء بهم في أمور الدين والدنيا.
- المشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية، وبذل الجهد في مساعدة المحتاج، فإن من أبرك الأوقات وأنفعها وقت يقضيه الإنسان في مساعدة غيره على قضاء حوائجهم اليومية.
- الحرص على قضاء وقت لقراءة القرآن الكريم يوميًا.
- من أجمل الأوقات التي يمكن للإنسان أن يعيشها في حياته هو وقت يقضيه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم.
المراجع
- ↑ علي الراجحي، "أهمية الوقت"، صيد، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيف انظم وقتي لكل شيء"، طريقة، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيف أنظم وقتي ؟ .. تعرف معنا علي الطرق الصحيحة لتنظيم وقتك ويومك"، مرتحل، 13-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ↑ Mostafa Zahran، "كيف أنظم يومي في طاعة الله"، قلمي، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.