كيف أعالج ابني من الاكتئاب؟

الاكتئاب لا يصيب البالغين فقط، بل يصيب الأطفال أيضًا، لذا، لا تترك ابنك وحيدًا مع المشاعر السلبية، وتذكّر أن مساعدة ابنك اليوم في محاربة الاكتئاب سوف تمنحك علاقةً قوية ومتينة جدًا معه في المستقبل.


الاكتئاب عند الأبناء: ما العلامات؟

من الطبيعي أن يشعر ابنك بالحزن أحيانًا، أو بالغضب، فهذه مشاعر إنسانية طبيعية جدًا، ولكن، ليس من الطبيعي أن يكون المزاج السيء هو حال ابنك الدائم على مدار أسابيع أو أكثر، فإن ذلك يتطلب منك التدخل على الفور، وخاصةً إذا كنت تلاحظ على ابنك هذه العلامات: [١][٢]

  • المزاج السيء، والحزن المتواصل، والبكاء بسرعة، ونوبات غضب متكررة.
  • لوم الذات، وانتقادها، بالقول مثلاً "لا أعرف فعل أي شيء" أو "ليس لدي أصدقاء" أو "لا أستطيع فعل أي شيء بشكل صحيح".
  • طاقة الطفل مستنزفة، وكأنه مُجهدٌ طوال الوقت، حتى المهام الصغيرة قد تبدو وكأنها بحاجة إلى جهد كبير للغاية بالنسبة له.
  • فقدان المتعة بالأشياء، حيث لا يظهر عليه الفرح أو الاستمتاع مع أصدقائه، أو عند اللعب كما كان من قبل.
  • اضطرابات واضحة في النوم والأكل، حيث يعاني الطفل من قلة النوم أو مشكلة الأرق، أو كثرة النوم، أو الإرهاق المستمر، كما يمكن أن يعاني الطفل من قلة الطعام أو كثرته.
  • الشعور بالألم من دون تفسير، ومن دون المعاناة من أي مرض واضح.


الاكتئاب عند الأبناء: كيف تتصرّف؟

إن دورك الحالي كأب هو الدور الأقوى والأكثر تأثيرًا في انتشال طفلك من أي مشاعر سلبية أو حالات نفسية سيئة، فإنّه يستمدّ منك القوة أكثر من أي أحد آخر، لذا، إليك النصائح الآتية: [٣][٤]


ابحث عن أسباب الحزن

  • تعرّف على سبب حزن ابنك، فإن معرفة سبب المشكلة هو نصف الحل، والأسباب مختلفة، مثل المشاكل العائلية، أو التعرّض للتنمر، أو الاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي، أو مشاكل عامة مع المدرسة، أو مواجهة الصدمات العاطفية.
  • إيجاد حل ممكن للسبب إن أمكن؛ وذلك لتخفيف المشاعر السلبية والحزن، ومساعدته على الشعور بالتحسن بشكل أسرع.


ابدأ بالحديث معه

  • اجعل الحديث عن الحزن والتوتر أمرًا طبيعيًا بينك وبينه، وعزز علاقتك معه والراحة فيها.
  • ركز على الاستماع إلى ابنك والإنصات إليه ومشاركته الحديث، وليس انتقاده والحكم عليه.
  • كُن موجودًا دائمًا لسماعه ودعمه، واجعله يتأكد من ذلك ويشعر به، ولا تخلف وعدك.


جرّب الحديث عن نفسك

  • تحدّث معه عن أحزانك ومشاكلك، فهذا الأمر يمهّد له الطريق للحديث أيضًا عن مشاعره.
  • شاركه ذكرياتك وأصعب لحظات حياتك، مثل لحظات الحزن على وفاة شخص عزيز، أو التوتر بعد فقدان وظيفة، أو أي موقف صعب مررت به في حياتك من قبل.


ذكّر ابنك بدعمك العاطفي دائمًا

  • يعلم ابنك أنّك تحبّه وترعاه، ولكن عليك أن تستمرّ في قول عبارات تعزز الراحة والحب بينكما، فهي مهمة جدًا لتذكيره، مثل "أنت لست وحيدًا، أنا أدعمك دائمًا" أو "يمكنك التحدث معي عن أي شيء يرهقك أو يحزنك، أنا هنا من أجلك"
  • تذكّر أثناء حديثك مع ابنك ألا تطرح عليه أسئلة كثيرة متكررة بشكل سريع، أو أن تشعره بأنّك تريد التوصل إلى نهاية الحديث والحلول بسرعة، بل عليك التمهّل، والتعاطف مع ما يشعر به، والاستماع إليه بهدوء.


استمتع بالوقت معه

  • خطط للقيام بالأنشطة الممتعة معًا، مثل الذهاب للنزهة، وستكون فرصة رائعة لمبادلة الحديث والتجارب.
  • تذكّر ما يحب من أنشطة، وشاركه إياها، مثل مشاهدة فيلم مضحك، أو لعب كرة القدم، أو أي أمر آخر.


الجأ إلى العلاج النفسي

  • قد يكون أمرًا صحيًا أخذ طفلك إلى أخصائي نفسي يتمكن من التحدث مع طفلك وفحص حالته عن طريق طرح الأسئلة والاستماع إليه، وبدوره يتمكن من أن يشرح لك كيف يمكن علاج طفلك ومساعدته.
  • إذا لم يكن مستعدًا لزيارة الأخصائي، لا بأس، امنحه مساحةً حتى يدرك أنّه قادرٌ على ذلك.
  • يمكنك مقارنة المشكلة الصحية لديه بمشاكل صحية أخرى، مثل كسر اليد، أو مرض الحمى، وذلك لكي يعلم أن المشكلة الصحية أمرٌ طبيعي لطلب المساعدة بشأنه.


ادعم نفسك أيضًا

  • لا تنسى أن اهتمامك بصحتك العقلية هو أمر ضروري جدًا أيضًا للتمكن من مساعدة ابنك ودعمه، لذا، حاول ألا تلوم نفسك على الألم الذي يشعر به ابنك.
  • احصل على المشورة والدعم من زوجتك والدة ابنك، والأصدقاء وأفراد العائلة الآخرين ممن تثق برأيهم.



المراجع

  1. "Childhood Depression: What Parents Need to Know", kidshealth, Retrieved 9/11/2023. Edited.
  2. "FIVE STEPS TO TAKE WHEN YOUR SON IS DEPRESSED", headsupguys, Retrieved 9/11/2023. Edited.
  3. "Depression and low mood", youngminds, Retrieved 9/11/2023. Edited.
  4. "Depression in children and young people", nhs, Retrieved 9/11/2023. Edited.

فيديو ذو صلة :