الأشجار
تعد الأشجار نباتات خشبية تُجدد نموها بانتظام ،أي نباتات مُعمرة، وتتكون من الجذع المكون من أنسجة خشبية، وتمتلك أطرافًا فرعية تُسمى الفروع، وتُمثل الشجرة القوة والقِدم والفخامة للكثيرين؛ كشجرة السنديان، وهي أقدم الكائنات الحية وأضخمها وأطولها عمرًا في العالم، ولا تحظى الأشجار بالتقدير الذي يجب أن تحظى به على الرُغم من أنها تُمثل مُعظم الكتل الحيوية، وهي موجودة في كل مكان على سطح الأرض، ويعتمد المحيط الحيوي على كوكبنا على التمثيل الغذائي، والموت، وإعادة تدوير النباتات خاصةً الأشجار، إذ تُخزن جذوعها ثاني أُكسيد الكربون، وتُنتج الاُكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، وتمتص جذور الأشجار المواد العضوية المُهمة؛ كالنيتروجين، والأكسجين، وبعض المواد الأُخرى المُغذية المتكونة من تحليل الأغصان والأوراق المتساقطة والجذور في التربة.[١]
كيفية المحافظة على الأشجار
تُعد الشجرة حلقة الوصل بين الحياة والطبيعة على الكرة الأرضية، وقد تكون الحياة دون الأشجار مُعرضةً للخطر، لذا علينا كبشر أن نتخذ إجراءات سريعة وصارمة لوقف تدمير الأشجار والمُحافظة عليها، ومنع المزيد من الأضرار التي تُصيبها لضمان مستقبل الحياة، ومن الطرق المستخدمة للحفاظ على الأشجار:[٢]
- زراعة المزيد من الأشجار: تتعرض الأشجار للموت بسبب التقدم في العمر، أو لتعرضها لحوادث اقتلاع بسبب الرياح القوية أو المطر، وتُقلص هذه الظواهر الطبيعية من أعداد الأشجار في العالم، لذا تُعد زراعة المزيد من الأشجار عمليةً وقائيةً للحصول على المزيد منها في المستقبل، ولتعويض أعداد الأشجار الميتة.
- استخدام أدوات الحماية للأشجار: تتوفر في المتاجر الزراعية أدوات لحماية الأشجار الصغيرة، وهي عبارة عن قطة تلتف على جذع الشجرة لتحميها من أي حوادث قد تُؤدي لإحداث الضرر فيها؛ كهجمات الحيوانات، أو بعض الآلات الزراعية خلال العمل بالقرب من إحداها، لذا من المفيد حماية جذع الشجرة الصغيرة حتى يشتد ويكبر.
- استخدام الأسمدة العضوية: يُفضل استخدام الأسمدة العضوية بدلًا من الأسمدة الكيماوية للأشجار، إذ تزيد الأسمدة العضوية من العمر الافتراضي للشجرة، وتُقلل من إصابتها بالأمراض، كما أنها تنمو لتكون قوية ومتينة أكثر من الأشجار المُسمدة بالأسمدة الكيماوية.
- زرع الأشجار المثمرة التي لها قيمة: تُقطع الأشجار الأقل أهمية من المزارع أو الحدائق؛ لتوفير مساحة أكبر، لذا يُفضل زراعة الأشجار التي لها قيمة كبيرة أو المثمرة منها.
- إيقاف الزحف العمراني : يتطلب هذا الأمر جهدًا جماعيًا، إذ تتعرض الغابات للإزالة الكاملة وعلى نطاق واسع؛ لأجل التصنيع وزيادة أعداد السكان، وهذا يؤدي إلى تدمير البيئة، إذ تُقطع الكثير من الأشجار القديمة.
- التوقف عن طباعة الورق: يستخدم الإنسان كميات هائلة من الأوراق في العديد من مجالات الحياة التعليمية أو العملية، وبما أن الورق يأتي من جذوع الأشجار، فإن إنتاجه بكثرة يضر بالأشجار، إذ تُقطع كميات كبيرة من الأشجار لكي يستخرج منها الورق، فإذا أراد الإنسان المحافظة على الأشجار الموجودة من حوله، فمن الأفضل التوقف عن قطع الأشجار لإنتاج الورق وطباعته، واستخدام وسائل أخرى لا تضر بالنباتات،[٣]
- تشديد القوانين الحكومية : إذ يُمكن وضع قوانين خاصةً عند بناء بيوت جديدة تُرغم المالكين بزراعة الأشجار في الحدائق في بيوتهم أو على أسطح المنزال وحول المنازل بآنيات أو (قواوير)، وزراعة الأشجار على أطراف الشوارع وفي الطرقات.
- توظيف الدعم المادي : تُقدم العديد من البلدان الدعم المادي لكبار السن واليافعين العاطلين عن العمل، ويُمكن توظيفهم كمتطوعين للعمل في زراعة الأشجار مقابل بعض الدعم المادي لهم.
أنواع الأشجار وأجزائها
تنقسم الأشجار إلى نوعين، وهما؛ متساقطة الأوراق ودائمة الخضرة؛ إذ تخسر الأشجار متساقطة الأوراق جميع أوراقها في الفصول الباردة من السنة تبدأ من فصل الخريف، وتسقط جميع الأوراق خلال الشتاء، كما يفقد هذا النوع من الأشجار بعض الأوراق أو جميعها في الأيام الحارة جدًا من السنة وخلال مواسم الجفاف، أما الأشجار دائمة الخضرة؛ لا تتساقط أوراقها كاملةً في الوقت ذاته، فهي تُنتج أوراقًا جديدة خضراء ويانعة بعد سقوط بعضها، وتتكون الشجرة من عدة أجزاء، وهي:[٤]
- الجذور : وهي إحدى أجزاء الشجرة التي تنمو تحت الأرض، ويبدو أن جذور الأشجار تُساوي في حجمها حجم الشجرة فوق الأرض، وهو أمر مُهم للأشجار لتبقيها صامدة متثبتة في الأرض، وتعد مهمة الجذور الأساسية هي إمداد الشجرة بالماء والغذاء اللازم من التربة، كما تُخزّن العناصر الغذائية المُهمة للشجرة في الأوقات التي تشُّح فيها الموارد.
- تاج الشجرة: يتكون من الفروع والأوراق في أعلى الشجرة، إذ يحمي الجذور من أشعة الشمس، ويجمع الطاقة الشمسية اللازمة لعملية البناء الضوئي، كما يتخلص من الماء الزائد في الشجرة لتخفيض حرارتها، كعمل التعرق بجسم الإنسان والحيوان.
- الأوراق: وهي تُشكل التاج في الأشجار، ومهمتها هي تحويل الطاقة لغذاء، أو قد نقول بأنها مصنع الغذاء في الأشجار، وتحتوي الأوراق على مادة خاصة تُسمى الكلوروفيل، وهي المادة المسؤولة عن اللون الأخضر في الأوراق، وأهم الأجزاء الحيوية في الشجرة لعملية البناء الضوئي، فهي تستخدم الطاقة الشمسية، وتُحوّل ثاني أكسيد الكربون والماء من التربة لإنتاج الأكسجين والسكر، ويُستخدم السكر كغذاء للشجرة وتُطلق غاز الأُكسجين في الجو.
- الفروع: توفر الفروع الدعم اللازم للأوراق من خلال توزعها بالتساوي على الشجرة، وتُعّد قنوات للماء والغذاء، وتُخزّن السكر الزائد في الأشجار.
- جذع الشجرة: يُمثل جذع الشجرة شكلها، ويدعمها، ويحمل الفروع والأوراق والتاج، وينقل المواد الغذائية من التربة عبر الجذور للفروع والأورق، وينقل السكر من الأوراق، كما يحتوي الجذع على حلقات تُمثل عدد سنوات الشجرة، فهي تُنتج حلقة جديدة في كل عام، ويتكون الجذع من عدد من الأجزاء يتمثل في؛ اللحاء، وغشاء أُحادي الخلية، والزيليم، والجزء الصلب من الخشب أو قلبه، واللباب.
أهمية الأشجار
تلعب الأشجار دورًا مهمًا جدًا في الحفاظ على الحياة على الكرة الأرضية؛ فهي غذاء للإنسان والحيوان على حدٍّ سواء، وهي التي تُنتج الأكسجين الذي يبقينا على قيد الحياة بجانب الفوائد الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحصى، وفيما يأتي ذكرها:[٥]
- تُكافح الأشجار التغيرات المُناخية، فهي تمتص غاز ثاني أُكسيد الكربون وبعض العناصر الأُخرى المُضرة في الهواء من الجو، وتنتج غاز الأُكسجين، فكل شجرة قادرة على إنتاج الأكسجين لما يُقارب 18 شخصًا.
- تُساهم الأشجار في تخفيض درجات الحرارة كثيرًا من خلال زراعتها حول البيوت والحدائق، فهي تُخفف من حرارة المنازل بظلالها، وهذا يعني استخدامًا أقل للطاقة الكهربائية المُستخدمة في المنازل لغايات التبريد، وتُقلل من الانبعاثات الكربونية الضارة الصادرة عن استخدام المكيفات في المنازل والمنشآت.
- تزيد الأشجار من الرطوبة في الجو، وتُحافظ على المياه في التربة من التبخر، كما أنها تمنع انجراف التربة وسيلان المياه عند تساقط الأمطار، إذ تُصفي الجذور مياه الأمطار المُحمّلة بالكثير من الملوثات قبل أن تنجرف للمحيط، فهي تشبه الإسفنجة في عملها فتُنقي مياه الأمطار قبل وصولها للمياه الجوفية.
- تحمي الأشجار الإنسان تحت ظلالها من الإصابة بالأمراض الجلدية العديدة، وأهمها سرطان الجلد، كما تُوفّر مكانًا مثاليًا للاسترخاء ولعب الأطفال تحت ظلالها.
- تعد الأشجار مصدرًا غذائيًا مهمًا للإنسان والحيوانات والطيور.
- تُعالج الأشجار العديد من الأمراض النفسية وتُقلل من التوتر، وقد أثبتت الدراسات بأن الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة تُصبح حركتهم أقل ويميلون للهدوء عند تواجدهم قرب الأشجار وفي الطبيعة، وهي تُقلل من حالات العنف، فالأشخاص الذين يعيشون في محيط يحتوي على أشجار وطبيعة تنخفض لديهم مستويات العنف أكثر بكثير من الأشخاص الآخرين البعيدين عن الأشجار.
- تساعد في معرفة الفصول الأربعة من خلال النظر إليها.
- تزيد الأشجار الفرص الاقتصادية من خلال بيع محاصيلها خاصةً للمشاريع الصغيرة للمزارعين، كما توفر زراعة الغراس فرصًا للمشاركة بين أبناء المجتمع، وتُوثق أواصر العمل الجماعي والتشارك في المجتمع، إذ يتشارك الجميع في زراعة الغراس ورعاية الأشجار كعمل تطوعي مشترك.
- تُعد الأشجار موطنًا للعديد من الطيور والحيوانات والحشرات، كما تبني بعض أنواع النحل خلاياها في الأشجار.
- تُحسّن الأشجار المنظر العام في الشوارع، فهي تُخفي المناظر القبيحة كالجدران أو المواقف و الشوارع الخرسانية، كما أنها تخفف سرعة الرياح، وتُخفف من الغُبار المتطاير في الهواء، والوهج والإضاءة القوية.
- تُعد الأشجار مصدرًا مهمًا للطاقة من خلال حرق الأخشاب لغايات التدفئة، كما تُستخدم الأخشاب في المهارات الحرفية وبعض الصناعات.
المراجع
- ↑ Thomas H. Everett Lillian M. Weber Graeme Pierce Berlyn , "Tree"، britannica, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ "How to Save Trees | 8 Beautiful Ways to conserve Trees", mindcontroversy,16-6-2019، Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ↑ "fabulous ways to protect trees and conserve forests", conserve energy future, Retrieved 22-11-2019. Edited.
- ↑ Leanne Guenther, "Trees"، kidzone, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ "TOP 22 BENEFITS OF TREES", treepeople, Retrieved 4-12-2019. Edited.