كيفية الادخار الصحيح

الادخار

الادخار ظاهرة اقتصادية أساسية في حياة المجتمعات والأفراد، وهو الفائض من الدخل عن الاستهلاك، أي أنه الفرق بين الدخل وما ينفق على الخدمات الاستهلاكية وسلع الاستهلاك، لذلك يطلق البعض أيضًا على الادخار لفظ «الفائض»، ويكمن الادخار في اقتطاع بهدف تكوين احتياطي، علمًا أن هذا الاحتياطي يمكن أن يفيد بالتناوب للاستثمار أو لاستهلاك آجل.

تبلور مفهوم الادخار مع بدء الفكر الاقتصادي المنظم بالعلاقة مع مفهوم الفائض الاقتصادي، فيعد من الدلالات العميقة التي تكمن خلف اهتمام الفكر الاقتصادي للتجاريين بميزان تجاري إِيجابي وزيادة الاحتياطي من الفضة والذهب بوصفهما الثروة الرئيسية المرغوب فيهما، وقد أبرز التجار أهمية المعادن الثمينة لأنهم عاشوا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إِذ سادت الحروب فيهما بين الدول وقل الإِنتاج وزاد الخوف من قلة المواد الأولية والأغذية فكان امتلاك احتياطي ذهبي يعني امتلاك مزية الشراء نقدًا إِضافة إِلى المزايا الاقتصادية والسياسية الأخرى، هذا يعني أيضًا أن على الدولة التدخل لتوجيه الاقتصاد الوطني، فالفكر الاقتصادي للتجار كان مرتبطًا بمرحلة البرجوازية النامية في حضن الإِقطاع، وعلى هذا كان على البرجوازية آنذاك دعم نفسها بقوة الدولة.[١]


كيفية الادخار الصحيح

تتغير الأولويات المالية بمرور الوقت، ولكن خطة الادخار الجيدة تبدأ مبكرًا وتستمر مدى الحياة، وهي تؤثر على نمط الحياة الذي يريد الإنسان أن يعيشه في المستقبل، ويقدم توران آصف رئيس مجموعة الخدمات المصرفية الشخصية في المشرق، خمس نصائح للمساعدة على البقاء في المسار الصحيح:[٢]

  • تحديد السبب الذي توفر المال لأجله، إذ إن وجود هدف محدد معروف يعد الخطوة الأولى لعملية الادخار الصحيح، وهو ما يساعد على تحديد الأهداف المالية، سواء كان الهدف شراء تلفزيون أو قضاء عطلة صيفية، أو شراء سيارة ثانية للعائلة.
  • تحديد المبلغ الممكن توفيره: يعدّ توفير 5% من الدخل الشهري، بداية جيدة، ويمكن لمستشار أن يساعدكم في وضع خطة توضح طرق التوفير، ومع الوقت يمكن زيادة هذا المبلغ.
  • اختبار الحلول الأنسب: يمكن أن يكون اختيار حل التوفير الأنسب للأهداف متوسطة وطويلة المدى أكثر صعوبة، إذ سيحتاج الإنسان إلى تحقيق التوازن بين حماية الأصول وزيادتها لتعويض التضخم من جهة أخرى.
  • جعل التوفير تلقائيًا: يمكن تحويل المبلغ المخصص للادخار تلقائيًا إلى حساب توفير منفصل، أو حساب استثمار تنشئونه، فحتى المبالغ الصغيرة، تنمو لتصبح كبيرة.
  • رصد التقدم دوريًّا: يساعد رصد التقدم كل شهر في ضمان سير الخطط الادخارية مع توقعات المدخّر، ومن الأفضل زيادة قيمة مدخراتكم في حال الحصول على زيادة في الراتب، وألا تعدّ الزيادة فريضة لزيادة مصروفكم، إذ توجد العديد من الطرق لتوفير أموالكم وخفض إنفاقكم.


فوائد الادخار

فيما يأتي فوائد الادخار:[٣]

  • يعدّ الادخار مصدر أمان وتحصين للإنسان من طلب المساعدة من الآخرين.
  • ينمي الادخار وعي الإنسان، إذ يكون أكثر قدرة على تنظيم حياته وتنمية قدرته في التخطيط لمستقبله ولنفسه عمومًا، وهذا ينعكس على المجتمع ككل تلقائيًا.
  • يرسم للإنسان أهداف يحلم بها ويسعى إلى تحقيقها وبالتالي يساعده الادخار في الوصول إليها فعليًا بعد ذلك.
  • ينمي الإدراك عند الإنسان، وهكذا يصبح الفرد أكثر قدرة على مواجهة أي ظرف طارئ ويستعد له بأكبر قدر ممكن.
  • في حال استثمار الأموال المدخرة على مستوى المجتمع فهذا يؤدي إلى خدمات جليلة للاقتصاد الوطني والقومي.
  • يزيد حصيلة المدخرات، ويؤدي إلى فتح آفاق ومجالات اقتصادية جديدة ذات نفع عام من مشاريع قومية كاستصلاح أراضٍ وبناء مدن وتعمير صحراء.
  • يوفر العديد من فرص العمل اللازمة لإدارة المشاريع الجديدة المنتجة.
  • إن تشغيل الأموال المدخرة يزيد الاستثمارات بما يحقق فائضًا في الدخل القومي، وبالتالي يؤدي إلى اكتفاء الدولة تدريجيًا مما يمنعها من الحاجة لطلب معونة أو الاقتراض من أي دولة أجنبية.


المراجع

  1. "ادخار"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2019. بتصرّف.
  2. "جرّبها بنفسك: 5 خطوات أساسية للادخار الناجح!"، اورينت نت، 2015-03-06 ، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2019. بتصرّف.
  3. "8 فوائد للادخار على الفرد و المجتمع "، الاقتصاد، ٢٢ آذار ٢٠١٢ ، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :